الوقت-كشفت وسائل إعلامية أمريكية، في تقرير لها أمس الخميس، أنَّ هجمات "طالبان" التي "تضاعفت منذ توقيع اتفاق شباط/فبراير 2020 الذي مهّد لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، تشكل خطراً وجودياً بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية".
ووفقاً للتقرير، قال "مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان" إن عدد "الهجمات التي شنّها العدو"، والتي تنسب بشكل أساسي إلى "طالبان"، ارتفع من 9651 في نهاية العام 2019 إلى 13242 في نهاية العام 2020، استناداً إلى بيانات مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
وكتب المفتش العام جون سوبكو في التقرير: "من الواضح أن الاتجاه العام ليس في مصلحة الحكومة الأفغانية التي قد تواجه أزمة وجودية إذا لم تنجح في عكس منحاه".
وشدّد سوبكو على أن "الحكومة الأفغانية قادرة على الصمود"، لكنّه أوضح أن "الأمر سيكون صعباً، ويتعين أن يكون لديها استراتيجية" يجب تنفيذها بالتنسيق مع الجيش وإطلاع الشعب الأفغاني عليها، مشيراً إلى أن "هذا الأمر لم يحصل إلى الآن".
وقال سوبكو إن "الجيش الأفغاني يعاني مشكلات فساد"، لافتاً إلى "اختفاء أكثر من نصف كميات الوقود"، ومضيفاً: "من دون محروقات لا يمكن للجيش الأفغاني أن يحارب".
كما شدّد سوبكو على أن "غالبية الجنود الأفغان لا يبذلون أي مجهود من دون مؤازرة قوات خاصة لهم"، في إشارة إلى وحدات نخبة تشكّل نسبة قليلة من عديد العسكريين.
كذلك، يحمّل التقرير "قوات المجموعات المناهضة للحكومة مسؤولية سقوط 93% من المدنيين في الأشهر الأخيرة".
ويشير التقرير إلى أنَّ "طالبان استولت على عدد كبير من الأحياء في المناطق الريفية، غير أنها لا تسيطر على المدن الكبرى".
وهذه هي المرة الأولى منذ كانون الأول/ديسمبر 2019 التي ينشر فيها المكتب أرقاماً مفصلة عن هذه الهجمات.
ووفق التقرير، يعاني سلاح الجو الأفغاني مشكلات على صعيد صيانة تجهيزاته. ومن المتوقّع أن يتفاقم هذا الأمر مع انسحاب القوات الأجنبية والميكانيكيين الأجانب. وستكون المساعدة عن بعد التي يقترح الجيش الأميركي تقديمها "صعبة ومكلفة جداً".
وبين الأول من آذار/مارس و31 أيار/مايو، تاريخ آخر هذه المعطيات التي جمعتها عملية "الدعم الحازم" للحلف الأطلسي (الناتو) في أفغانستان قبل انسحاب الجزء الأكبر من قوات التحالف، أحصي 10383 هجوماً، أسفر 3268 منها عن سقوط قتلى، بحسب المكتب التابع للكونغرس.
وذكرت بعثة الأطلسي أن "العنف ضد المدنيين وصل إلى مستويات قياسية جديدة في نيسان/أبريل وأيار/مايو، مع مقتل 705 مدنيين وجرح 1330 آخرين، وهو ما يكاد يعادل حصيلة الأشهر الثلاثة السابقة".
والجدير بالذكر أنَّ قائد العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان كينيث ماكينزي حذّر حركة "طالبان" من استمرار الغارات الجوية الأميركية في حال واصلت هجماتها العسكرية.