الوقت- كشفت مجلة فورين بوليسي في مقال جديد، أن واشنطن قامت بخداع السعودية وباعتها صواريخ باتريوت فاشلة لم تتمكن من اعتراض الصواريخ اليمنية.
وشككت المجلة بمصداقية تأكيد السعودية نجاحها في اعتراض كل الصواريخ السبعة التي أطلقتها القوات اليمنية على الرياض قبل أيام قليلة، معتبرة أن الحطام المتساقط في الرياض قتل شخصاً على الأقل وأصاب اثنين آخرين، وليس هناك دليل على أن السعودية اعترضت أي صواريخ مطلقا.ً
وأكدت المجلة أن هذا الأمر يثير تساؤلات مزعجة ليس فقط عن السعوديين، ولكن عن الولايات المتحدة التي يبدو أنها باعتهم صفقة فاشلة من نظام الدفاع الصاروخي، وما يزيد الشكوك أن صور وسائل الإعلام الاجتماعية تظهر إطلاق صواريخ باتريوت الاعتراضية، لكن ما تظهره مقاطع الفيديو ليس نجاحاً؛ فقد انفجر أحدها بشكل كارثي بعد الإطلاق مباشرة، بينما استدار آخر في الجو ورجع إلى الرياض، حيث انفجر على الأرض.
وشكك الباحث جيفري لويس، مدير مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة بمعهد ميدلبوري بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أيضاً في إمكانية أن يكون أحد صواريخ باتريوت قد أدى مهمته، لأنه قام هو وزملاؤه بفحص دقيق لهجومين مختلفين على السعودية من نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2017؛ وتبين لهم في كلتا الحالتين عدم وجود احتمال كبير أن الصاروخين أسقطا، بالرغم من تصريحات المسؤولين المخالفة.
وتابع لويس في شرح التفاصيل الفنية لهذا الاستنتاج، وتوصل إلى أنه ليس هناك دليل على أن السعودية اعترضت أياً من صواريخ اليمنيين خلال حرب اليمن، وهذا الأمر يثير فكرة مزعجة بأن صواريخ باتريوت ليست بهذه الكفاءة التي تروج لها أمريكا.
وقال إن نظام باتريوت (باك2) الذي نشر في السعودية ليس مصمماً بشكل جيد لاعتراض صواريخ “بركان-2” التي يطلقها الجيش اليمني على الرياض، حيث إنها تحلق لمسافة تسعمئة كيلومتر، ويبدو أنها تحمل رأساً حربياً ينفصل عن الصاروخ نفسه.
كذلك شكك لويس كثيراً في أن تكون صواريخ باتريوت قد اعترضت صاروخاً بالستياً بعيد المدى في القتال، وبحسب التحقيقات التي أجرتها لجنة مجلس النواب حول العمليات الحكومية، لم تكن هناك أدلة كافية لاستنتاج أنه كان هناك أي اعتراضات، ومع ذلك لم ير النور هذا التقرير الذي طالب وزارة الدفاع الأمريكية برفع سرية المعلومات عن أداء هذه الصواريخ.
وكان الجيش اليمني واللجان الشعبية اطلقوا قبل أيام 7 صواريخ باليستية على الرياض وبعض المواقع العسكرية السعودية، وأكد مصدر عسكري في الجيش اليمني أن كل الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها على المواقع السعودية أصابت أهدافها بدقة دون تمكن الدفاعات الجوية السعودية من اعتراضها.