الوقت - حذر خبراء من أن المناخ يقترب من نقطة اللاعودة مع ارتفاع درجات الحرارة على اليابسة والبحار لمستويات قياسية، بعد أن بات هدف الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية بعيد المنال.
ونقلت وسائل إعلام عن خدمة كوبرنيكوس المعنية بتغير المناخ: “إنه مع تجمع مبعوثين في مدينة بون الألمانية في أوائل الشهر الجاري للتحضير لمحادثات المناخ السنوية لهذا العام في تشرين الثاني المقبل تجاوز متوسط درجات حرارة الهواء على سطح الأرض لأيام 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية”.
وأضافت: “إنه على الرغم من أن متوسط درجات الحرارة ارتفع من قبل لفترات وجيزة فوق مستوى 1.5 درجة مئوية فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها هذه العتبة في نصف الكرة الشمالي خلال الصيف الذي بدأ في الأول من حزيران”.
بدورها قالت سارة بيركنز كيركباتريك عالمة المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية: “إنه لم يعد لدينا المزيد من الوقت لأن التغيير يستغرق وقتاً”.
وضربت موجات حر شديدة الولايات المتحدة وكانت درجات الحرارة في أنحاء من أمريكا الشمالية أعلى بنحو 10 درجات مئوية عن المتوسط هذا الشهر، في حين غطت سحب الدخان الناتج عن حرائق الغابات سماء كندا والساحل الشرقي للولايات المتحدة مع انبعاثات كربونية يقدر حجمها بنحو 160 مليون طن متري.
وسجلت الهند وهي واحدة من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ ارتفاعاً في عدد الوفيات نتيجة استمرار ارتفاع درجات الحرارة، كما سجلت كل من إسبانيا وإيران وفيتنام درجات حرارة شديدة، ما أثار المخاوف من أن يصبح الصيف الذي شهد صعوداً في عدد الوفيات أمراً اعتيادياً.
وبلغ المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح البحر 21 درجة مئوية في أواخر آذار، وظل عند مستويات قياسية طوال شهري نيسان وأيار.
من جهته قال بيرس فورستر أستاذ فيزياء المناخ في جامعة ليدز: “إن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو العامل الرئيسي، لكن الأسباب تضمنت أيضاً ظاهرة النينو وتراجع الغبار الصحراوي الذي يهب فوق المحيط واستخدام وقود منخفض الكبريت للسفن”.
وقالت اناليسا براكو عالمة المناخ في معهد جورجيا للتكنولوجيا: “إن ارتفاع درجة حرارة البحار قد يعني أيضا تراجعا في هبوب الرياح وهطول الأمطار، ما يخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى مزيد من الحرارة”.
ويقول خبراء المناخ: “إن نطاق وتواتر الطقس المتطرف آخذان في الازدياد، وشهد هذا العام أيضاً حالات جفاف في أنحاء العالم، فضلاً عن إعصار نادر أودى بحياة المئات في إفريقيا.