الوقت-أكد وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، خلال حفل افتتاح منتدى السلام العالمي التاسع في جامعة شينخهوا ببكين، اليوم السبت، على أن بلاده لن تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية، ولن تسمح للآخرين بإعاقة وكبح تطورها ونموها، وفق تعبيره.
وشدد المسؤول الصيني على أن بلاده اليوم لم تعد كما كانت قبل مئة عام، وأنه لا ينبغي لأحد أن يقلل من قوة الإرادة الثابتة للشعب الصيني، وقدرته على الدفاع عن سيادة بلاده وأمنها ومصالحها التنموية.
موقف الوزير الصيني يأتي بعد أن أعلنت واشنطن، أن تعزيز الصين لقدراتها النووية بشكل سريع أمرٌ "مثير للقلق"، وذلك إزاء تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الخميس الماضي، مفاده أنَّ الصين باشرت بناء أكثر من 110 صوامع إطلاقٍ لصواريخ بالستية عابرةٍ للقارّات.
وسبق أن حذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب له من أنّ "الشعب الصيني لن يسمح أبداً لأي قوة خارجية بأن تظلمه، أو أن تضطهده أو أن تستعبده، ومن يجرؤ على ذلك سيتحطّم أمام سورٍ فولاذي عظيم بناه 1.4 مليار صيني"، وأكّد أن "زمن التنمّر على الصين قد ولّى إلى غير رجعة".
وزير الخارجية الصيني، تناول في المنتدى المف النووي الإيراني، ورأى أن الجذور الأساسية لأزمة الملف النووي تعود الى الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي وضغوطها القصوى على طهران، داعياً واشنطن إلى العودة إلى الاتفاق واحترام قرارها لعام 2015.
وأفادت وكالة أنباء شينخهوا الصينية، بأن وانغ يى قال فى المنتدى السبت، إن "من الحكمة أن يقوم من سدد السهم بالتراجع عن إطلاقه"، مضيفاً أنه "يتعين على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن وتصحيح خطأها في هذا الصدد".
وفيما يتعلق بأفغانستان، اعتبر وزير الخارجية الصيني أن "الولايات المتحدة هي التي أوجدت المشاكل والنزاعات في أفغانستان في المقام الأول، ولا ينبغي ان يتحمل الآخرون عبء الولايات المتحدة"، موضحاً أن "انسحاب واشنطن من أفغانستان لا ينبغي أن يكون من باب التخلي عن المسؤولية".
ودعا المجتمع الدولي إلى معارضة الأحادية الأميركية، معتبراً أن "محاولة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ تهدف إلى إحياء عقلية الحرب الباردة"، والتي ينبغي أن تتخلى عنها وترميها في مزبلة التاريخ.
وكان المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال خلال مؤتمرٍ صحافي في مقرّ الوزارة أمس الجمعة، إنّ "هذه المعلومات، إلى جانب تطوّرات أخرى، تُشير إلى أنَّ ترسانة الصين النووية ستنمو بشكلٍ أسرع، وإلى مستوى أعلى ممّا كان متوقّعاً من قبل".