الوقت - وضعت صحيفة " فورين بوليسي الأمريكية" خريطة طريق من أجل التخلص من أردوغان الفاشل، و وضع الكاتب "جون هنّا" عدة استراتجيات يجب على أمريكا القيام بها من أجل حل مشكلة "تركيا أردوغان".
هي خريطة طريق وضعها الكاتب و نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش و الخبير في الشأن الاستراتيجي "جون هنا" للتخلص من رجب طيب أردوغان سياسياً، و الذي اعتبره مشكلة تركيا الأساسية التي على الولايات المتحدة عاجلاً أم آجلاً التعامل معها من خلال مجموعة من السيناريوهات وصولاً إلى البحث عن بدائل لقاعدة انجرليك.
يبدأ "جون هنّا" مقاله في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية من أن تركيا تسير ببطء ولكن بشكل مؤكد باتجاه الهاوية متحدثاً عن مؤشرات قاتمة مثل "الاستبداد والإرهاب والحرب الأهلية" فيما تلوح في الأفق سيناريوهات أخرى مثل الدولة الفاشلة والتقسيم القسري. في ظل هذا الواقع يقول "ربما يقترب اليوم الذي سيضطر فيه صانعو القرار الأمريكيون سواء رغبوا أو لم يرغبوا للتعامل مع السؤال التالي: ماذا يمكن أن تفعل مع حليف للناتو بات سيئاً لهذه الدرجة؟"
أما الخرائط و السيناريوهات التي وضعها الكاتب هي على الشكل التالي:
1ـ السناريو الأول: "لسنوات ظل الناس يتكهنون بأن بعض مسؤولي حزب العدالة والتنمية الأكثر مسؤولية سيقولون كفى في نهاية المطاف مما يؤدي إلى انشقاق داخل الحزب وتأسيس معارضة يمينية وسطية جدية وحقيقية للسلطة الاستبدادية المتنامية لأردوغان. لكن واحداً تلو الآخر بدءاً من الرئيس السابق عبدالله غول إلى نائب رئيس الحكومة بولنت ارينج إلى أحمد داوود أوغلو نفسه، كل هذه الشخصيات ذات المكانة المستقلة جرى كبحها وإذلالها من قبل أردوغان. لذلك هناك تطورات أخرى وأحداث ضعيفة الاحتمال لكن يمكن لها أن تعرقل مشروع أردوغان مثل اندلاع حركة احتجاج جماعية جديدة على غرار تظاهرات حديقة جيزي التي هزت حكومة أردوغان عام 2013".
2ـ السيناريو الثاني: "لا يمكن استبعاد نوع من التدخل العسكري بشكل تام. هل يمكن السماح باستمرار تدهور الوضع في تركيا لجهة تنامي الإرهاب والصراع السياسي وجعل العلاقات تسوء مع الشركاء الغربيين التقليديين على سبيل المثال؟ ليس من المستبعد أن ينقلب الجيش على أردوغان في سبيل حماية تركيا من السير باتجاه الديكتاتورية الإسلامية وفشلها كدولة".
3ـ السيناريو الثالث: "احتمال آخر يبدو مستبعداً هو عودة فضيحة الفساد الكبيرة التي طالت حزب العدالة والتنمية وأردوغان نفسه في كانون الأول 2013 للظهور من جديد".
4ـ السيناريو الرابع: "وفقاً لذلك على واشنطن أن تتوقف عن التردد حين يقوم أردوغان بأعمال تهدد مصالحنا سواء في تركيا أو ما وراء حدودها. يجب ألا يترك الشعب التركي في دائرة الحيرة والتساؤل عما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم انتهاك أردوغان للديمقراطية في تركيا وحرية التعبير وسيادة القانون. يجب أن تكون واضحة بالنسبة لهم المخاوف الأمريكية من أن حرب أردوغان على حزب العمال الكردستاني ليست رابحة عسكرياً وأنه كلما تم تسريع عملية السلام مع الكرد كلما كانت تركيا قادرة على تجنب تقسيمها. يجب أن يعلموا أننا نعي مداعبة أردوغان للجهادية السنية في سوريا وأماكن أخرى وأننا نعارضها بشدة. ويجب ألا يبقى لديهم أدنى شك بأن أي محاولة من قبل أردوغان لاستخدام مأساة اللاجئين كسلاح لتقويض وزعزعة استقرار حلفائنا الأوروبيين هي مرفوضة".
5ـ السيناريو الخامس: " هناك خطوة أكبر يجب على الولايات المتحدة أخذها بجدية وهي البحث عن بديل لقاعدة انجرليك الجوية التي لعبت خلال السنوات الماضية ولا تزال دوراً مهماً في عمليات الولايات المتحدة والناتو العسكرية في المسرح العراقي السوري. إن الاعتماد الأمريكي على أنجرليك لا شك جعل الولايات المتحدة مترددة في اتخاذ موقف من السياسات التدميرية لأردوغان. إن قراراً أمريكياً بدراسة القواعد البديلة لانجرليك سيكون بمثابة ضربة قوية لأردوغان وتحذير من واشنطن بأنها لن تسمح بإبقاء مصالحها رهينة سياساته الخطيرة وبأنها مستعدة للرهان على شركاء موثوقين أكثر وقد يكون على رأس اللائحة كردستان العراق والإمارات العربية المتحدة والأردن".
يخلص الكاتب بعد استعراض هذه الخيارات إلى "أن مشكلة تركيا أردوغان ظلت تتراكم لسنوات. وخلال هذه السنوات بدا أن المسؤولين الأمريكيين يتفادون التعامل معها على أمل ألا تكون سيئة بالدرجة التي كانوا يخشونها أو أن تحل من تلقاء نفسها، بما يجنبهم الحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة تجاه حليف تاريخي يحدث أنه يحتل بعض أكثر المناطق الاستراتيجية أهمية على وجه الأرض"، مؤكداً "أن العناية الإلهية لم تتدخل لتجنيبنا ذلك. بدلاً من ذلك فإن المشكلة التي يمثلها أردوغان تزداد سوءاً ووتتفاقم لتخلق تهديدات أكبر للمصالح الأمريكية. عاجلاً أم آجلاً سيأتي يوم الحساب وعلى الولايات المتحدة أن تستعد من الآن للحد من الضرر".