الوقت- أصدر اليوم ماتياس شمالي، مدير وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بغزة بيانا يعتذر فيه عن تصريحاته الاستفزازية التي أدلى بها لإحدى القنوات الإسرائيلية حول دقة عمليات إسرائيل وتجنبها قتل المدنيين، ما اعتبره الفلسطينيون انحيازا للقاتل ضد الضحية.
أثار تصريح ماتياس شمالي، غضب سكان قطاع غزة، خلال مقابلة للقناة 12 الإسرائيلية قال فيه "لدي انطباع بأن هناك تعقيداً كبيراً في الطريقة التي قصف بها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الـ11 الماضية، لذا فهذه ليست مشكلتي".
وشدد شمالي خلال المقابلة "على أن الضربات كانت دقيقة، إلا أنها مع ذلك كانت شرسة للغاية".
بدورها، عبرت حركة حماس عن صدمتها في بيان أصدرته بهذا الخصوص، وقالت "صدمنا في حركة حماس من تصريحات ماتياس شمالي، مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، للقناة الإسرائيلية الثانية عشرة حول العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، حيث نصّب نفسه محللاً عسكرياً أو ناطقاً باسم جيش الاحتلال، فقد برر شمالي استهداف المدنيين ومنازلهم، وقلل من حجم الخسائر، ومدح قدرة جيش الاحتلال ودقته في إصابة أهدافه".
وختمت الحركة البيان بالتأكيد "أننا نعتز بدور الأونروا التاريخي في خدمة شعبنا الفلسطيني، وحريصون على استمرار العلاقات الطيبة مع المؤسسة في خدمة شعبنا وتثبيت حقوقه التاريخية"، وطالب الحركة باعتذار رسمي من السيد شمالي.
فكيف له أن يتجاهل الغارة الإسرائيلية على مخيم الشاطئ والتي خلفت سبعة أطفال وإمرأتين من عائلة أبو حطب؟ وكيف له أن يتجاهل تدمير الأبراج والمدارس والبنى التحية وإسقاط برج سكني قتل فيه 43 مدنيا؟”
وفيما بعد أصدر شمالي بياناً يقول فيه: “الملاحظات الأخيرة التي أدليت بها على التلفزيون الإسرائيلي أساءت وألحقت الأذى بأولئك الذين قتلوا أو أصيبوا بأفراد عائلاتهم وأصدقائهم خلال الحرب التي انتهت للتو. أنا آسف حقا لأنني سببت لهم هذا الألم. وأود أن أكرر النقاط التالية التي أشرت إليها من خلال عدد لا يحصى من المقالات والتغريدات:
1. الأسبوعان الماضيان كانا مروعين لغزة وكل من يعيش فيها. أكرر تعازي الحارة لمن قتل أفراد عائلاتهم وأصدقائهم. كما أنني أعبر عن فائق الاحترام والتضامن مع زملائي في الأونروا وعائلاتهم وأصدقائهم الذين عانوا من آلام وخسارة جسيمة.
2. لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لقتل المدنيين. أي قتيل مدني هو عدد كبير. إنه ببساطة أمر لا يطاق أن الكثير من الأبرياء دفعوا أرواحهم.
3. إن الدقة والتطور العسكري لا يبرران الحرب أبدا. لقد قُتل العديد من الأشخاص أو أصيبوا بجروح بالغة من جراء الضربات المباشرة أو الأضرار الجانبية الناجمة عن الضربات.
4. في مكان مكتظ بالسكان مثل غزة، فإن أي هجوم سيكون له آثار وخيمة على الناس والمباني. الرعب من السماء الذي عشناه للتو هو شكل من أشكال العقاب الجماعي للسكان المدنيين. يجب ألا يحدث هذا مرة أخرى.
5. سيكون من الخطأ تحويل الوضع في غزة إلى أزمة إنسانية. في حين أن سكان غزة بالكاد بدؤوا في التعامل مع حجم خسائرهم فمن الأهمية بمكان وضع هذا الصراع الوحشي في سياق 14 عاما من الحصار، والنزاعات المتتابعة، ومسيرات العودة الكبرى، والتأثير المدمر لـوباء كوفيد-19.
5. يجب رفع الحصار واستئناف عملية سياسية هادفة تؤدي إلى حل عادل. لكل فرد في الأرض الفلسطينية المحتلة الحق في حياة كريمة بمن فيهم لاجئو فلسطين.
وقد حاول المتحدث الرسمي دوجريك الدفاع عن شمالي قائلا: “لم أر المقابلة. ما يمكنني قوله هو أنني أعلم أن ماتياس قد وقف جنبا إلى جنب مع لاجئي فلسطين الذين تخدمهم الأونروا لفترة طويلة، وخاصة خلال 11 يوما من الصراع. وهو موظف متخصص في الأمم المتحدة. إنه إنساني حقيقي وهو ما أعرفه عنه".