الوقت-شدد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة، في رسالة إلى قادة وزعماء أكثر من 30 دولة عربيّة وإسلاميّة اليوم الأربعاء، أنّ التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "خطيئة سياسيّة كبرى على حساب حقوق شعبنا، ويمثّل خطراً بالغاً على القضية الفلسطينيّة وطعنة غادرة في ظهر شعبنا وأمتنا".
هنية أشار إلى أنّنا "تابعنا بكلِّ أسف واستهجان إبرام اتفاقات التطبيع، ونستغرب إسقاط جامعة الدول العربيّة مشروع القرار الفلسطيني الذي يدين التطبيع".
واعتبر هنيّة أنّ "الاحتلال الصهيوني كان وسيبقى هو العدوّ المشترك الأوَّل للأمّة العربية والإسلامية جمعاء"، مشدداً على أنّ "التطبيع يمثّل اختراقاً كبيراً في صلب الأمن القومي وخرق للإجماع العربي والإسلامي، كما يفتح أبواباً يتسلّل من خلالها الكيان العنصري الغاصب إلى جسم أمتنا وعمقنا الاستراتيجي".
وقال هنيّة: "المستفيد من مسار التطبيع هو الاحتلال وحده فيما الخاسر الأكبر هو الدول المطبّعة ذاتها"، مبرزاً أنّ تبريرات الدول المطبعة هي "مبررات واهية سياسياً وإنسانياً واستراتيجياً ليس لها أيّ رصيد حقيقيّ".
رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" رأى أنّه "آجلاً أو عاجلاً سوف ينجلي للجميع حقيقة هذا الكيان وأغراضه من هذا المسار التطبيعي، وسوف تكتشف الدّول التي طبّعت مع الاحتلال حجم الخطأ الّذي ارتكبته".
كما دعا هنيّة في السياق نفسه، إلى "بناء جبهة عربية وإسلامية موحّدة ضد مشاريع التّطبيع تحصّن الموقف العربي والإسلامي الرافض لها، وتمنع من الانزلاق والهرولة نحو هذا المسار الخطير، الذي يهدّد العمق العربي والإسلامي في وحدته واستقراره وأمنه القومي".
وجدّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" دعوته إلى العمل على "سنّ قوانين تشريعيّة في البرلمانات العربيّة والإسلاميّة تجرّم التطبيع مع الاحتلال".
هنيّة ختم رسالته إلى قادة وزعماء أكثر من 30 دولة عربيّة وإسلاميّة بالتأكيد على أنّ حركة حماس والشعب الفلسطيني "ينظر إلى عمقه العربي والإسلامي، ليكون له سنداً وداعماً في مشروعه النّضالي وكفاحه وصموده حتّى تحرير الأرض والعودة إليها، وإقامة دولته الفلسطينيّة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
يذكر أن حركة "حماس" عبرّت اليوم الأربعاء تعليقاً على توقيع المغرب اتفاقاً للتطبيع مع "إسرائيل"، عن شعورها بـ"خذلان كبير".
وقالت حركة حماس: "لقد أصابنا خذلان كبير بتوقيع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني للاتفاق مع إسرائيل، والذي كنا نأمل منه اتخاذ موقف تاريخي مشرّف".
الرباط وتل أبيب وواشنطن وقعوا اتفاقاً ثلاثياً اليوم، تضمن عدة مذكرات تفاهم لإقامة علاقات بين المغرب و"إسرائيل"، وصفه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بأنه "خريطة طريق سيعمل الأطراف الثلاثة عليها خلال المرحلة المقبلة".