الوقت-حمّلت واشنطن بكين مسؤولية تعثّر المفاوضات مع بيونغ يانغ، متعهدةً بفرض عقوبات يبدو أنها ستغلق الباب أمام آمال بتحقيق اختراق في هذا الملف، في اللحظات الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب.
وفي ملاحظات يبدو أنها أقرب إلى "إقرار بالفشل"، قال نائب الممثل الأميركي الخاص في كوريا الشمالية أليكس وونغ، مساء أمس الثلاثاء، إن الكوريين الشماليين لم يلتزموا بـ"مفاوضات جادة وجوهرية"، ولم يتخذوا أي "خطوات ملموسة باتجاه نزع السلاح النووي"، على حد تعبيره.
واعتبر وونغ، أن العرض العسكري الكوري الشمالي، في 10 تشرين الأول/أكتوبر، الذي كشفت فيه كوريا الشمالية عن صاروخ ضخم جديد بعيد المدى، يوفر دليلاً على أن بيونغ يانغ "لا تزال تعطي أولوية كبرى لبرنامجها للصواريخ البالستية".
وفي خطاب ألقاه في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، قال وونغ: "للأسف، أعتقد أننا رأينا في العامين الماضيين أن حكومة بلد ما، هو الصين، اعتمدت أولويات في مسألة شبه الجزيرة الكورية، تتعارض أكثر فأكثر مع الأهداف التي نشاركها مع بقية العالم".
واتهم المسؤول الأميركي، الصين "بمحاولة تفكيك نظام عقوبات الأمم المتحدة الذين صوتوا هم أنفسهم لصالحه"، والموجه ضد البرامج النووية والبالستية لبيونغ يانغ و"إنعاش الروابط التجارية وتحويل المداخيل إلى الشمال".
وقال إن "التخفيف المبكر للعقوبات الذي لا يمكن لبكين تحقيقه من خلال الدبلوماسية المباشرة، تحاول بدلاً من ذلك تحقيقه عبر باب خلفي (...) باختيار عدم التنفيذ الصارم لالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي"، وذلك في ظلّ وجود "توافق عالمي" على مواصلة الضغط على بيونغ يانغ.
واتهم الصين بوضوح بـ"الالتفاف على العقوبات ضد كوريا الشمالية، أو غض الطرف عن عدم تنفيذها"، ما "يبثّ الحياة في الاقتصاد الكوري الشمالي المنهك".
واعتبر أن "اتباع توصيات بكين سيكون فعل تخريب ذاتي في سياق بحثنا عن السلام".
وحذّر وونغ من تدابير عقابية جديدة ستطال قريباً "أي شخص أو كيان يلتف على العقوبات" ومن ضمنها الصين، مع تضاؤل الأمل بتحقيق أي تقدم في هذا الملف قبل 50 يوماً من نهاية ولاية ترامب.
وأعلن أيضاً عن إنشاء موقع إلكتروني جديد سيقدم جوائز مالية تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات، "يمكن أن تساهم في تشديد تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية، حتى لو كانت تتعلق بشركات تعمل في الصين".
وقدّم دونالد ترامب، الذي يغادر السلطة في كانون الثاني/يناير، الحوار مع كوريا الشمالية على أنه نجاح دبلوماسي بارز لولايته. وفي خطوة غير مسبوقة، التقى الرئيس الجمهوري في عام 2018، الزعيم الكوري الشمالي في قمة تاريخية في سنغافورة، تبعها لقاءان آخران بينهما.