الوقت- تصاعدت التوترات بين الحزبين الكرديين الحاكمين في إقليم كردستان في العراق إلى درجة حدوث اشتباكات عسكرية بينهما في مناطق مثل زينة ورتي، وفي بعض الأوقات السابقة، كان الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي، بقيادة مسعود البارزاني، قد أعلن أنه سيمتنع عن التعامل مع الزعامة والقيادة الجديدة للاتحاد الوطني، وفي المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني الكردستاني، تم انتخاب كل من بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي كرؤساء مشتركين للحزب، ولم يكن هؤلاء الأشخاص على علاقة طيبة مع عائلة بارزاني، ولا سيما رئيس وزراء إقليم كردستان الحالي، مسرور البارزاني.
يواصل الاتحاد الوطني الكردستاني الاحتجاج على طريقة مشاركته في الحكومة المحلية، وقد دعا علانية إلى شراكة حقيقية في إدارة الإقليم وفي صنع القرارات، كما تصاعدت التوترات إلى حدّ أن مجلس محافظة السليمانية دعا حكومة أربيل إلى جعل المحافظة، بالإضافة الى حلبجة وإدارتي رابرين وكرميان، غير مرتبطة بمركزية أربيل.
وإلى جانب هذه التطورات، زادت الهجمات الإعلامية للطرفين ضد بعضهما الآخر نار التوترات، حيث يمتلك كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي والاتحاد الوطني عدداً كبيراً من الوسائل الإعلامية، بالإضافة الى نشاطاتهم الإعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي. والآن يبدو أن الطرفين يتحركان نحو تطبيع العلاقات من خلال تقليل هذا الهجوم الإعلامي.
ربما كانت زيارة بافل طالباني، الابن الأكبر لجلال طالباني والرئيس المشترك للاتحاد الوطني، لمسعود البارزاني أحد أسباب هكذا مشروع، بعد أن فشلت محاولات عقد اجتماع مشترك للهيئات السياسية للحزبين منذ شهور. ويقال إن الجهود الحالية لعقد الاجتماع بين الهيئات السياسية أولاً، ولعقد اجتماعات أخرى، تهدف الى معالجة المشكلات التي نشأت في الأشهر الأخيرة.
كما اتهم الاتحاد الوطني الكردستاني ضمناً حزب بارزاني بالتعاون مع أنقرة في القصف الأخير لأجزاء من محافظة السليمانية من قبل تركيا، ومن جانب آخر، تستمر انتقادات قيادة هذا الحزب لضعف حكومة إقليم كردستان برئاسة مسرور البارزاني في حل مشكلات المعيشة، وتخفيض مرتبات الموظفين، ومن غير المحتمل أن يتم حل مثل هكذا مشكلات خلال اجتماع واحد بين الطرفين الرئيسيين في الإقليم، وفي حال تم عقد هذا الاجتماع، فإن النتيجة الوحيدة التي يمكن توقعها هي إيقاف الهجوم الإعلامي الذي تم ذكره.