الوقت-أكد آية الله السيد علي خامنئي أن النظام الصهيوني لن يكون موجود خلال الـ٢٥ سنة القادمة، مشيراً الى ان اميركا تتآمر على ايران ولاتخفي عداءها، داعياً في الوقت ذاته الشعب الايراني الى اغلاق أي ممر يمكن أي يتسلل فيه العدو الامريكي الى ال داخله.
وخلال استقباله حشد من الجماهير الايرانية في طهران، الأربعاء ٩سبتمبر/ايلول، حذر آية الله خامنئي من من الجهود المخادعة لاميركا للتغلغل من بعض المنافذ، وقال ان الاقتصاد القوى والمقاوم والتطور العلمي المضطرد وحفظ وصيانة الروح الثورية لاسيما لدى الشباب هي ثلاثة عناصر المواجهة المقتدرة مع العداء الذي لاينتهي للشيطان الاكبر، مضيفاً "قبلنا بالتفاوض مع اميركا بالشأن النووي فحسب ولاسباب معينة، ولن نسمح بالتفاوض ولن نتفاوض مع اميركا في مجالات اخرى . "
وأكد سماحته على اهمية اعادة قراءة بعض علائم الهيمنة الاميركية المطلقة ابان مرحلة النظام البهلوي وقال ان جميع اركان حكومة الطاغوت بمن فيهم مجلس الوزراء والملك الايراني نفسه كانوا رهن التبعية الاميركية وكان ساسة اميركا يحكمون الشعب الايراني المظلوم ويتفرعنون عليه عبر عملائهم ولكن الامام الراحل وبدعم من الشعب استطاع ان يسحب البساط من تحت اميركا، معرباً عن قلقه من نسيان هذه الذكريات بشكل تدريجي وخاصة جريمة اغتيال القادة الايراانيين، منتقدا تقصير الاجهزة المسؤولة في هذا المجال وقال ان احداث مليئة بالعبر لاينبغي ان يتراجع بريقها من الذاكرة التاريخية للشعب لان تخلف الجيل الصاعد عن معرفة هذه المحطات التاريخية والوطنية فانه سيخطا في معرفة النهج الراهن والمستقبلي للبلاد .
وحول علاقة ايران بامريكا بعد الاتفاق النووي، أكد آية الله خامنئي أن وضع حد للمصالح الاميركية اللامشروعة في ايران هي السبب الرئيس لحقد اميركا وعدائها الذي لاينتهي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني، معيداً الى الاذهان تسمية الامام الخميني (ره) في اعطاء لقب الشيطان الاكبر لاميركا، واصفاُ تلك الخطوة بأنها حركة مليئة بالمعاني وقال ان رئيس جميع شياطين العالم هو ابليس ولكن ابليس يقتصر عمله على الاغواء والاضلال في حين ان اميركا تغوي وتضل وترتكب المجازر وتفرض الحظر وتنافق، منتقداً في الوقت ذاته من يسعون الى تلميع صورة اميركا الاقبح من ابليس وتصويرها على انها ملاك ومنقذ وقال اي عقل وضمير يسمح بان نصور مجرم مثل اميركا على انها صديق وجديرة بالثقة .
الى ذلك حذر آية الله خامنئي من سياسات واساليب اميركا للتغلغل في ايران، وقال ان الشيطان الذي طرده الشعب من الباب يعتزم العودة من النافذة وعلينا ان لانسمح بذلك، مؤكداً أن عداء امريكا للجمهورية الاسلامية لا ينتهي، مسشتهداً بسعي الامريكيين في الكونغرس لتدبير المؤامرات وتمرير قرارات لاثارة المتاعب ضد ايران عقب التوصل الى برنامج العمل المشترك الشامل والاتفاق الذي مازال مصيره غير واضح في ايران واميركا.
وأكد سماحته أن هناك ثلاثة سبل تعزز قدرة الشعب الإيراني في مواجهة العدو هي الاقتصاد المتين المقاوم والتقدم العلمي والروح الثورية المستمرة لدى الشباب، وعلق على النقطة الاولى بالقول ان الاقتصاد القوي والمقاوم رهن بالتطبيق الدقيق وبدون تاخير للسياسات المعلنة عن الاقتصاد المقاوم، معتبراً أن التطور العلمي ومواصلة عجلة التقدم العلمي بانهما يحظيان بالاهمية وقال ان تعزيز الروح الثورية والصمود لدى الشعب هما من افضل سبل تقوية الذات وعلى المسؤولين الاهتمام بالشباب، مشيراً الى محاولات العدو لسلب روح الاندفاع والنشاط لدى الشباب وقال انهم يريدون قتل الروح الثورية والحماسية لدى الشباب وهناك في الداخل ايضا البعض يحاولون دوما التعرض للشباب الثوري ونعتهم بتعابير نظير التطرف وهذا العمل خاطئ جدا .
وأشار آية الله خامنئي الى الازدواجية الامريكية في التعاطي مع ايران من خلال تقسيم المهام بين المسؤوليين الامريكيين " فبعضهم يوزع الابتسامات والبعض الاخر يعمل على اعداد القرارات ضد ايرن"، واصفاً مساعي الاميركيين للتفاوض مع ايران بانها ذريعة للتغلغل وفرض مطاليب البيت الابيض، مؤكدا اننا سمحنا بالتفاوض مع اميركا بالشأن النووي فحسب ولاسباب معينة، و"بحمد الله فريقنا المفاوض كان اداءه جيدا ولن نسمح بالتفاوض مع اميركا في مجالات اخرى ولن نتفاوض معهم . "
وحول الموضوع الاسرائيلي، قال آية الله خامنئي ان الصهاينة اعلنوا عقب المفاوضات النووية بأنهم تخلصوا من هاجس إيران خلال 25 عاما القادمة ولكنني اقول لكم اولا انكم لن تبلغوا ذلك اليوم وبمشيئة الله لن يكون هناك بعد 25 عاما شيئا باسم الكيان الصهيوني وثانيا ان روح الجهاد والنضال لن تسمح للصهاينة بان يذوقوا طعم الراحة ولو للحظة .
واشار الى الدعاية الاميركية المتواصلة وعملائها ضد الانتخابات في ايران وقال انهم لم يحتجوا ولو لمرة على الانتخابات الصورية والاستعراضية للنظام البائد كما انها لاتحتج ابدا الان على الانظمة الديكتاتورية والملكية بالمنطقة ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية ورغم عشرات الانتخابات الشعبية والحقيقية تتعرض لهجمات الابواق الدعائية .
واشار الى اهمية الانتخابات وقال للاسف ان واحدة من العادات السيئة لدى البعض في الداخل هي التشكيك بنزاهة الانتخابات، واضاف: ان وقوفنا في عام 2009 امام اصرار البعض الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية كان من اجل الدفاع عن حق الناس وأصوات الشعب، مبينا ان مجلس صيانة الدستور هو العين الباصرة للشعب والنظام في الانتخابات وان جزء من حق الناس وهو تحديد الاهلية السياسية للمرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور، ومعتبراً في الوقت ذاته ان السبيل الوحيد لانهاء المؤامرات الاميركية هو الاقتدار الوطني للايرانيين واضاف علينا ان نقوى انفسنا بشكل بحيث يياس الشيطان الاكبر من نتيجة عدائه .
وأشار آية الله علي خامنئي إن طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة بخصوص أي قضية بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في تموز، مضيفاً "تفاوضنا مع الولايات المتحدة بخصوص القضية النووية لأسباب معينة. واشنطن تصرّفت بشكل جيد خلال المحادثات ولكننا لم ولن نسمح بالتفاوض مع اميركا بخصوص أي قضايا أخرى".