الوقت - مع تسارع المتغيرات الاقليمية والدولية، وفي ظل الصراع المحموم في المنطقة وتفشي ظاهرة الارهاب، تقف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليوم، على منعطف تاريخي، لترسم مستقبلها بين الألغام القابلة للانفجار في أي لحظة، حيث أن "الربيع العربي" المأمول، قد غدا خريفاً طويلاً، فحكومات سقطت، وأخرى تبدّلت، وثورات تعثرت، وأخرى استُغلت، وأخرى سيطر عليها الارهاب، وباتت غالبية الدول العربية تسودها الدول الفاشلة، والجيوش المنهارة، وجاءت ظاهرة الارهاب لتزيد المشهد تعقيداً، وتفرض معطيات جديدة. فكان لهذه الظروف بالإضافة إلى بروز بعض الدول الاقليمية على الساحة، الأثر البارز في التأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية.
وقد حاولنا في موقع الوقت التحليلي الوقوف على حقيقة بعض ما يحدث في منطقتنا من خلال حوار مطول أجريناه مع الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث ناقشنا معه العديد من القضايا التي تهم الساحة المصرية والإيرانية وكذلك قضايا العالم الإسلامي، بما فيها الحرب السعودية علی الیمن والأزمة في سوريا والسياسة الأمريكية والسعودية في المنطقة، وقضايا اخری، فكانت هذه الأجوبة من قبل الدكتور حسن نافعة:
الوقت: نری أن السعودية الیوم تقوم بعدوان سافر علی شعب مستضعف. حیث أن الكثير من الناس يعتبر الشعب الیمني كشعب غزة وهو محاصر من جميع الجهات من قبل السعودية ويضرب من السماء ومن البحر كما يفعل الكيان الإسرائيلي بشعب غزة بالضبط، في ظل هذه المأساة ما هو موقف الشعب المصري ونخبه تجاه هذا العدوان علی الیمن؟
د.نافعة: عندما تكون هناك اي حرب ضد دولة وشعب، خصوصا إذا كانت هذه الدولة والشعب، هم من الضعفاء والفقراء ويعانون من مشاكل كبيرة فلاشك أن لا أحد يشعر بالإرتياح خاصة عندما یقدمون ضحايا في كل يوم. لكن ما يتعلق بما جری في الیمن، الاوضاع السياسية التي كانت قائمة قبل قيام هذا التحالف وهو تحالف تقوده الدولة السعودية، وهي لها علاقات مركبة ومعقدة مع الیمن لابد أن نستدعي ونستدرك ما جری قبل إعلان هذا الائتلاف، وتعاون النظام القديم الذي اسقطته ثورة الیمن مع بعض الفئات، حیث كان تعاونا غريبا، وكان البعض يعتقد أن ذلك التعاون موجّه لسيطرة فئة معينة علی مقدرات البلاد كلها.
وبالتالی هناك عنف جری بداخل الیمن ولم يتم حل المشكلة التي كانت قائمة عبر الطرق السلمية، ولذلك هناك انطباع بأن الذي تبع هذه الحرب هم جهات داخلية نفسها، تصرفت بشكل غير مسؤول وحاولت أن تهيمن منفردة علی مصير البلاد، لكن الأزمة السياسية في الیمن (آنذاك) لم تكن تستدعي بالضرورة شن الحرب بهذه الطريقة ولذلك نلاحظ أن التحالف الدولي في هذه الحرب هو تحالف هش وضعيف.
أما من يقوم بالبعد العسكري بالكامل هي دولة السعودية وهي التي تتحمل العبء الأساسي في هذه الحرب سواء كان عبئا عسكريا او عبئا مالیا وماديا، وهناك جهود تبذل في مجال تسوية هذه الأزمة السياسية من قبل الامم المتحدة ومن قبل دول اخری من بينها مصر، واعتقد أن مصر تسعی بشكل غير مباشر وغير علني لتتواصل مع جمیع الاطراف في الیمن بحثا عن تسوية سياسية لهذه الأزمة، لكن بالقطع وجود حرب اخری وجبهة ملتهبة في العالم العربي هو أمر لا تنظر الیه النخبة المصرية بارتياح. ونتمنی أن تتمكن دول الاقليم عبر تعاونها المشترك، من الوصول الی حل لإنهاء هذه الأزمة.
لان مصر الان تشعر بقلق بسبب عدم الاستقرار في الیمن وسوريا وليبيا وتدور حرب أهلية طاحنة في ليبيا منذ 4 سنوات، وهناك حالة العراق وهي مأزومة تماما وبالتالي يوجد انطباع لدی النخبة المصرية أن الدولة المصرية محاصرة من جميع الجهات. وعلی الشعوب المحبة للسلام والجيوش التي مازالت متماسكة وقادرة علی الصمود في وجه العمليات الإرهابية، أن تسعی الی حل هذه الازمات عبر الطرق السياسية وهي أزمات متصلة ببعضها البعض لا يمكن الوصول لحل منفصل لهذه الأزمات بمعزل عن السعي الی حل جماعي.
ولهذا فإن حل هذه الأزمات يتطلب حوارا علی نطاق الدول الإقليمية خاصة الدول المهمة في العالم الإسلامي مثل إيران وتركيا والسعودية ومصر وايضا عبر التعاون مع القوی الدولية التي لها مصلحة في إنهاء أزمات المنطقة.
الوقت: ماذا عن الخلافات بين مصر والسعودية، البعض يقول إن السعودية تهدد النظام المصري بقطع الدعم المالي والاقتراب مجددا الی الاخوان حتی يكون النظام المصري راضخا لسياساتها، وكذلك يجري حديث عن خلافات بين مصر والسعودية حول سوريا والیمن وإيران وقضايا اخری، فما طبيعة هذه الخلافات بالضبط؟
د.نافعة: السعودية دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة ومصر هي الدولة الاكبر في العالم العربي من حيث السكان ومن حيث التاريخ الحضاري وغير ذلك. والعلاقات بينهما كانت علاقات معقدة وصلت أحيانا الی حد غزو السعودية من قبل مصر علی سبيل المثال في عهد محمد علي باشا (الذي حكم مصر بين عامي 1805 حتی 1848م) وكان هناك صدام بين مصر والسعودية حول ما جری في الیمن عندما قامت الثورة الیمنية في بداية الستينات (من القرن الماضي)، والسعودية ايضا من ناحيتها دعمت النظام القديم الذي كان يحكم الیمن قبل اندلاع الثورة في ذلك البلد.
لكن كانت هناك لحظات تعاون قوية جدا بين مصر والسعودية وكان النظام الاقليمي العربي يعمل دائما عندما يكون هناك توافق بين مصر والسعودية وسوريا. يعني هذا التوافق كان فعالا في أزمة 1956 عندما شن العدوان الثلاثي علی مصر (حرب فرنسا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي علی مصر)، وفي حرب 1973، إتخذت السعودية قرارا بمنع تصدير النفط الی الدول التي تساعد "إسرائيل" في عهد الملك فيصل، وبالتالی هناك في تاريخ العلاقات المصرية السعودية حالات تصادم وحالات تعاون، لكن هناك إدراك متزايد بأن السعودية لاتستطيع الإستغناء عن مصر ولا تستطيع مصر أن تستغني عن السعودية ايضا.
وفي عهد الملك السعودي السابق، الملك عبدالله إتخذت السعودية قرارا بدعم السياسة المصرية بعد تنحية الدكتور محمد مرسي وإزاحة جماعة الاخوان، وقدمت السعودية دعما مالیا كبيرا ولولا هذا الدعم الذي تم بالتعاون مع دولة الامارات والكويت، ربما واجه النظام المصري صعوبات كبيرة. لكن هذا التعاون الذي تم في عهد الملك عبدالله لم يؤد الی إلغاء الخلافات بين الدولتين حول بعض القضايا الاقليمية. فعلی سبيل المثال الموقف المصري مما يجري في سوريا كان مختلفا الی حد كبير عن رؤية السعودية، ورغم الدعم المالی الكبير الذي قدمته السعودية لمصر إلاّ أن هذا لم يؤد الی تطابق الموقفين السعودي والمصري حول ما يجري في سوريا.
وهناك أيضا عدم تطابق في الرؤية حول بعض الملفات الاقليمية الاخری، علی سبيل المثال فيما يخص العلاقة مع إيران وما يجري في الیمن. كانت السعودية تتمنی لو كانت هناك قوات برية مصرية تساعد وتدخل في الیمن، لكن هذا بالنسبة الی الدبلوماسية المصرية خط أحمر ويصعب أن تدخل مصر عسكريا في الیمن وتفضل أن تكون هناك تسوية سلمية لحل الأزمة في هذا البلد.
إذن رغم التعاون القائم والذي مازال مستمرا وإن كان بدرجة أقل مما كان علیه في عهد الملك الراحل عبدالله، إلاّ أن هناك حثاً من الجانبين الی حصر الخلافات الثنائية وتوسيع قاعدة المصالح المشتركة بين السعودية ومصر وكلا البلدين يعلمان أنهما لايمكن أن يستغنيان عن بعضهما البعض. كما أن مصر رحبت بالإتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، بينما السعودية تحفظت علیه وأبدت قلقها تجاه هذا التوافق، وهذه القضية ايضا هي أحد الملفات التي لا تتطابق فيها وجهات النظر السعودية والمصرية حولها.
الوقت: نعرف أن السعودية لاتريد أن تعود العلاقات الثنائية بين مصر وإيران بالرغم من أن كلتا الدولتين مؤثرتين في العالم الإسلامي، وبإمكانهما حل الكثير من الازمات في العالم الإسلامي في حال عودة العلاقات بينهما، إيران لديها قدرات اقتصادية وعلمية كبيرة في مختلف المجالات خاصة في المجال النووي السلمي والنفط والغاز، ومصر بحاجة الی هذه القدرات لتنمية إقتصادها، فلماذا ترضخ القاهرة للضغوطات السعودية ولم تعمل علی إعادة علاقاتها مع إيران بالرغم من أن الشعب المصري يطالب بذلك؟
د.نافعة: انا كنت ممن يطالبون دائما بعلاقات قوية بين مصر وإيران، لأن كما أشرتم كلا البلدين كبيران ولهما تاثير كبير في المنطقة وحتی لو كانت هناك خلافات حول بعض القضايا الإقليمية، إلاّ أن الجسور الدبلوماسية يجب أن تكون مفتوحة ويجب أن تكون هناك علاقات طبيعية بين البلدين، ليس فقط لتوسيع العلاقات في جميع النطاقات لكن من أجل حسم الخلافات.
مصر دولة عربية وملتزمة بقرارات جامعة الدول العربية وتريد حلا لخلافات إيران والامارات العربية المتحدة، كما أن مصر أيضا تری أن نفوذ إيران داخل الدول العربية ومنها العراق وسوريا، يجب أن لا يقحمها في قضايا هذه الدول الداخلية.
لكن في الوقت نفسه مصر تدرك ايضا أن إيران دولة كبيرة ومهمة ومن حقها أن تمتلك جميع أدوات القوة المشروعة وأن يكون لها تاثير وإزدهار. ومصر وشعبها يقدران تماما دعم إيران للمقاومة ضد المشروع الصهيوني في المنطقة، وهو ما له تاثير أساسي في صمود مقاومة حزب الله في لبنان ومقاومة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.
إذن أنا أحد الناس الذين يرون أن هناك قضايا مهمة يجب حلها بشكل متميز بين مصر وإيران. لكن للأسف منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران بعد إندلاع الثورة في إيران والموقف المنحاز الذي اتخذه أنور السادات ضد الثورة الاسلامية في إيران، وإستضافته للشاه ودفنه في مصر، حيث كان ملف العلاقات المصرية الايرانية منذ ذلك الوقت في أيدي الجهات الخاصة سواء في إيران او في مصر.
ويقال إن الطرف الإيراني كان له موقف متشدد من مصر ويشترط أن تقوم مصر بالغاء معاهدة السلام مع "إسرائيل" لتطبيع العلاقات معها. وفي الوقت نفسه كان الطرف المصري یخشی من النفوذ الإيراني ومن تصدير الثورة الإيرانية في المنطقة. لكن کل ما كان يطرح علی الجانبين، هي مخاوف مبالغ فيها.
أنا اتمنی أن تتمكن الدولتان من التغلب علی الأبعاد النفسية المترتبة علی قطع العلاقات، وماتزال العلاقات بين البلدين قاصرة علی القائم بالاعمال في البلدين وأتمنی أن تصبح هذه العلاقات علی مستوی السفراء وأن تصبح علاقات طبيعية حتی يمكن محاصرة المشكلات التي تجتاح الاقليم.
اعتقد أن المشكلة الطائفية والصراعات الدينية بين الشيعة والسنة يجب أن تتوقف نظرا لأن الإسلام هو إسلام واحد. وتعرفون أن مصر كانت في طليعة الدول التي تطالب بالتقريب بين الشيعة والسنة في أيام الشيخ محمود الشلتوت عندما كان يقود الازهر الشريف، وبالتالي هناك أرضية مشتركة مهمة لتعاون واسع بين مصر وإيران.
أنا من الذين كتبوا وطالبوا ليس الآن فقط، بل منذ فترة طويلة بان العلاقات المصرية الايرانية يجب أن تكون أقوی من هذا، حتی لو كانت خلافات حول بعض الملفات الإقليمية فان الارتقاء بالعلاقات الدبلوماسية يجب أن يصل الی أعلی مستوی ممكن. وعلی رجال الدين أيضا أن يتعاونوا من أجل إستئصال جذور الفتنة الطائفية التي تضرب بهذه المنطقة، وهي مسالة خطيرة جدا.
بعد إبرام إيران للإتفاق النووي مع الولايات المتحدة الامريكية أعتقد أن الأمور أصبحت مهيئة أكثر لرفع مستوی هذا التعاون بين مصر وإيران وتوسيع نطاقه الی أبعد الحدود، هذا هو موقفي في السابق ومازال، وفي كل يوم يمر أزداد قناعة بانه توجد فرص كبيرة لكلا البلدين تعود بالمصلحة علی شعبيهما لو عادت العلاقة بينهما.
الوقت: ما هي أهداف زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكي الی مصر، وما هو مستوي العلاقات بين القاهرة وواشنطن حالیا؟
د.نافعة: هناك مصالح مشتركة بين مصر وبين الولايات المتحدة الامريكية، أمريكا دولة كبری، كانت حتی وقت قريب تسيطر علی النظام الدولي وبالتالي لها قدرة علی التدخل في مختلف دول العالم، والعلاقة بين مصر والولايات المتحدة شهدت أزمات كثيرة وهي علاقات متذبذبة وفي مرحلة من المراحل وحتی وقت قريب كان هناك قرار من الإدارة الامريكية والمجلس الأمريكي بتسليم مصر بعض الاسلحة التي تم الاتفاق علی تسليمها لمصر سابقا. لكن تطورات الوضع السياسي في مصر فرضت علی الولايات المتحدة الامريكية أن تعاود لفتح باب الاتصال مع الحكومة المصرية، ويبدو أن هناك محاولة الآن موجودة لتنشيط ما يسمی بـ "الحوار الإستراتيجي" بين الولايات المتحدة ومصر.
مصر تدرك أن الولايات المتحدة دولة كبيرة وقوية ولها نفوذ في كل دول العالم، وبالتالي لايمكن تجاهلها ويتعين حل المشكلات معها بالوسائل السلمية وأمريكا أيضا تدرك أن مصر دولة كبيرة في منطقة الشرق الاوسط وتربطها إتفاقية ومعاهدة السلام مع (إسرائيل) وبالتالي يمكن أن تكون هناك أرضية لمصالح مشتركة بين البلدين.
هذا الحوار الإستراتيجي قد بدأ منذ 15 عاما، لكن الاوضاع السياسية في مصر وفي الاقليم أوقفت هذا الحوار. هناك محاولة الآن لإستعادة هذا الحوار حتی يكون هناك محاولة لبحث القضايا ذات الإهتمام المشترك وبحث القضايا الخلافية ومحاولة تطويق القضايا ذات الإهتمام المشترك والبحث عن التعاون فيها ومحاصرة الخلاف الی أدنی حد ممكن، فيما يتعلق بالمسائل الخلافیة، ومسائل الخلاف بين مصر والولايات المتحدة كبيرة. وبالتالي هناك محاولة للعودة بالعلاقات المصرية الامريكية الی ما كانت علیه قبل 25 يناير 2011.
لكن أظن أن الطريق سيكون صعبا، لان سياسة الولايات المتحدة الامريكية في كثير من الاحيان تستند الی الانحياز الی (إسرائيل) وتعتمد علی الانحياز الی القوة التي تسبب الاضطراب في منطقة الشرق الاوسط. لكن لا يمكن تجنب هذا الحوار لان دون هذا الحوار فستكون العلاقات متوترة باستمرار وقد تؤدي الی تصادم وهذا ليس في مصلحة أي أحد.
کما يجب أن ندرك أن تاريخ العلاقات المصرية الامريكية يقول بان أرضية اللقاء المشترك محدودة بالمقارنة بمنطقة الخلافات، وهناك محاولة من الجانبين لتوسيع مجال التفاهم ومجال القضايا التي يقتنع الطرفان بان لديهما مصلحة مشتركة في التعاون بها. لكن لايجب أن نتوقع أن بين يوم وليلة ستنتقل العلاقات المصرية الامريكية من مستوی الصراع والقطيعة في بعض الاحيان، الی مستوی التعاون أو التحالف الإستراتيجي. ويستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تعود العلاقات الی طبيعتها.
الوقت: والسؤال الأخیر حول الانفجارات التي تحدث في مختلف المناطق المصریة ومن ضمنها منطقة سیناء؛ برأیکم ما هي الجهات التي تقف وراء هذه العملیات؟
د.نافعة: المعلومات المتوفرة عن الجهات التي تقوم بالعمليات الإرهابية في مصر هي معلومات شحيحة وقليلة، لكن هناك معلومات حول عمليات إرهابية تقوم بها منظمات معينة وتعلن مسؤوليتها عن هذه العمليات، وبالتالي أنا أريد أن افرق بين العمليات التي تحدث في سيناء وبين العمليات التي تحدث في مناطق اخری في مصر، وهي عمليات أقل من حيث حجم التنفيذ. فالعمليات التي تجري في منطقة سيناء هي موجهة ضد القوات المسلحة وضد الشرطة وتقوم بها المنظمات الإرهابية المتطرفة التي أعلنت ولائها لتنظيم داعش وهي تنظيمات مرتبطة بهذا التنظيم وهي التي تقوم بهذه العمليات وبعض هذه العمليات كان كبيرا من حيث الحجم ومن حيث القدرة القتالیة.
خصوصا العملية التي تمت عبر هجوم متزامن علی عدد من نقاط التفتيش العسكرية واستخدم فيها حوالي 300 شخص (من قبل الجماعات الإرهابية) وراح ضحية هذه العمليات عدد كبير من الجنود المصريين لكن إنتهت هذه العملية بتدمير معظم المهاجمين، وفشلت هذه العملية في عزل مدينة الشيخ زويد، لأن الهدف منها كان إحدی المدن في سيناء وعزلها وإقامة منطقة تسمح بتكرار ما حدث في العراق او مناطق اخری في العالم العربي.
لكن العمليات الإرهابية ليست قاصرة علی مصر فقط، هي تعم العالم العربي كله بل تعم العالم ولاتكاد دولة هي في منأی من هذه العمليات، هناك عمليات جرت في السعودية وفي البحرين وعمليات جرت في الكويت وحتی في الدول الغربية وفي فرنسا وفي غيرها من الدول، لذلك فان ظاهرة الإرهاب هي ظاهرة عالمية واقليمية وليست ظاهرة محلية وبالتالي يتعين تعاون المجتمع الدولي والنظم الإقليمية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
