الوقت- نظرت وسائل الإعلام الإسرائيليّة إلى كلام رئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني غادي آيزنكوت، أمس الأحد، أمام "المركز متعدّد المجالات" في هرتسليا، على أنه خطاب وداع، حدّد فيه معالم تركته في الجيش الصهيوني.
وتحت عنوان "النفق الأكثر خطرًا"، كتب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع أن الخطر الاستراتيجي الأكثر إثارةً للقلق هو روح القتال والتطوّع في جيش الاحتلال، "في هذه الجبهة، يترك آيزنكوت لخلفه تركةً إشكاليّة، حتى لو لم تقع مسؤوليتها كلها على عاتقه"، و"هي انخفاض الرغبة في الانضمام لألوية قتالية في الجيش الإسرائيلي في أوساط الشباب، والانخفاض الحادّ في الرغبة لدى مجندي الجيش الإسرائيلي في الانضمام للجيش الثابت (غير الاحتياط) الذي يمارسون الجندية كمهنة وحيدة لهم".
وبيّن يهوشواع أنّ "الأشخاص الجيّدين يهربون من الجيش الإسرائيليّ، وهذه مشكلة أخطر من أيّة أنفاق في الشمال أو الجنوب".
وحسب الأرقام الرسمية التي أوردتها "يديعوت أحرونوت"، فإنّ " 67 بالمئة من الشبان الإسرائيليين طلبوا التطوّع في ألوية قتالية في الجيش الإسرائيلي فقط، وهذه النسبة هي الأكثر انخفاضاً منذ قيام الجيش الإسرائيلي"، وفق يهوشواع، الذي أضاف أن النسبة تشهد انخفاضاً عاماً تلو الآخر منذ العام 2011.
وأرجع يهوشواع ذلك إلى أن معظم الشبان يفضّلون التنازل عن "الخدمة العسكرية المرهقة" لصالح الخدمة في الوحدات التكنولوجيّة، التي تتيح لهم، لاحقاً، بعد إنهاء خدمتهم الإلزاميّة أو حياتهم العسكريّة، دخولاً سريعاً ومريحاً إلى "الحياة المدنيّة"، "وحتى أولئك الذين رغبوا في الانضمام إلى الألوية العسكرية اختاروا خدمة قتالية مخففة، وليس في وحدات راجلة أو مظليّة".
كما أشار يهوشواع إلى أن" الضباط الجيّدين يغادرون الجيش الإسرائيلي"، "وفي قيادة الأركان يصرخ عدد من كبار الضباط خلال النقاشات السريّة الجيش يتحوّل لمتوسط القدرات، وإن لم نوقف ذلك الآن فلن نستطيع في المستقبل".
ومن جهة أخرى تطرّق آيزنكوت إلى ذلك في خطابه بالأمس، قائلاً: "في نهاية المطاف، قدرات متطورة ومتوفقة مهمّة، أنا أؤمن بالتطور والروبوتيكا، لكن ذلك يعتمد على الإنسان، وعلى الرغبة في التجنيد لوحدات عسكريّة والإبقاء على الأشخاص الأفضل (في الجيش) لتنفيذ هذه المهمات".