الوقت- أيّام قليلة تفصلنا عن القرار الذي سيتّخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الخمسة +1. وفي حال قام ترامب بالغاء الاتفاق، سيتعيّن على الكونغرس الامريكي إقراره من عدمه في مدة لا تتجاوز الـ60 يوماً. خطوة ترامب المرتقبة دفعت، بالفعل، مختلف الأطراف الموقعة على الاتفاق، إن كانوا حلفاء أو أعداء، إلى دقّ ناقوس الخطر وحث الرئيس الامريكي الى عدم الانجرار الى هذه الخطوة الخطيرة.
وبانتظار15 تشرين الأول، موعد قرار ترامب، تبدو هناك معارضة داخلية ودوليّة غير مسبوقة للقرار المرتقب للرئيس الأمريكي، سنعرض أبرزها في التقرير الآتي.
أمريكا
أكد "ميتش ماكونيل"، زعيم الغالبية، أنه "لا يريد إضافة مسائل مثيرة للجدل على الأجندة التشريعية، وخصوصاً مع اقتراب الانتخابات النصفية".
وفي سياق متصل أعلن كل من السيناتورات الجمهوريون جيف فليك وجون ماكين وسوزان كولينز، أنهم غير متأكدين من تصويتهم على قانون ترامب بالخروج من الاتفاق النووي.
كما اكد كل من السيناتور راند بول، وايدوارد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، بأنهما لا يظنان بأنه يجب على ترامب الانسحاب من الاتفاق.
اضافة على هؤلاء أكد السناتورالجمهوري توم كوتون، أحد أبرز المعارضين لإيران، أي أنه على الرغم من دعوته إلى القيام بعمل قوي ضد طهران، إلا أنه لن يدفع قيادة مجلس الشيوخ إلى القيام بالخطوة الأولى في اتجاه إلغاء الاتفاق النووي.
وشن السناتور الأميركي كوركر، الممثل النافذ للاكثرية الجمهورية، هجوماً عنيفاً على الرئيس الامريكي في مقابلة له الأحد الماضي، حول الاتفاق النووي قائلا "انه يثير قلقي"، مؤكدا ان تغريدات الرئيس ادت أكثر من مرة إلى تقويض مفاوضات دبلوماسية.
وفي ما يخص موقفه من الاتفاق النووي، كشف كوركر علنا الآراء التي يضمرها كثير من زملائه الجمهوريين حول الموضوع قائلاً "مع استثناءات بسيطة، فان مجموعتنا بأغلبيتها الكبرى مدركة جيدا لما علينا التعامل معه". واضاف "الطبع يدركون قابليته للانفجار والجهود الهائلة التي يبذلها محيطه لمحاولة ابقائه على السكة".
الاتحاد الاوروبي
أوروبياً، قالت "فيدريكا موغريني"، منسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي أن "الإتفاق النووي الحل وفق قاعدة الربح - ربح والذي حال دون المواجهة العسكرية الخطيرة ولا يتعلق بدولة واحدة".
واكدت موغيريني على اهمية الاتفاق النووي مع ايران وطالبت بالاهتمام به قائلة "عليكم الإهتمام بالإتفاق النووي مع إيران وان هذا الإتفاق لم يكد يتسنى التوصل اليه من دون الأداء القويم للإتحاد الأوروبي ونحن بذلنا قصارى جهودنا في سبيل إستقرار السلام وكان هذا ضروري لإنجاح المفاوضات. وان الإتفاق النووي مع إيران أظهر كذلك القدرة على التعاون الدولي من خلال الحوار الدبلوماسي حيث توصلنا الى الحل وفق قاعدة الربح- ربح ووضعنا حجر الأساس للحيلولة دون تفشي الخيارات والمواجهات العسكرية المدمرة والخطيرة".
المانيا
وفي سياق متصل أعرب زيغمار غابرييل، وزير الخارجية الألماني، عن قلق بلاده إزاء إقدام الرئيس الأمريكي المحتمل على رفض الاتفاق النووي مع إيران، معتبراً أن سياسات الرئيس دونالد ترامب تشكّل خطراً كبيراً. وقال غابريل يو الاثنين أنه "من المحتمل أن تعلن الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران الأسبوع المقبل، وهذا يمثل لي قلقاً كبيراً". و أضاف " أن الحكومة الألمانية ستبذل قصارى جهدها حتى تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالاتفاق النووي". ووصف غابرييل سياسة ترامب بـ"الخطر الكبير"، موضحاً أن هذا الأخير "والمحيطين به يرون العالم ساحة قتال، البقاء فيها للأقوى". وقال إن "هذا يعني أنهم استبدلوا سيادة القانون بقانون الأقوى، ما يمثل خطراً بالنسبة إلى ألمانيا، لأنه يغيّر العالم".
روسيا
وفي السياق نفسه، قال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين للصحفيين، "من الواضح أنه إذا انسحبت دولة واحدة من الاتفاق، خصوصا دولة رئيسية مثل أمريكا، ستكون هناك عواقب سلبية" موضحا أن الرئيس فلاديمير بوتين أشاد مرارا بأهمية الاتفاق.
الصين
كما قالت هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إن الاتفاق النووي مع إيران يعد مثالا جيدا على كيفية حل مشكلة بشكل سلمي عن طريق المحادثات، معتبرة أنه يلعب دورا مهما في ضمان منع الانتشار النووي وحماية الاستقرار بالشرق الأوسط، مضيفة "نأمل أن يظل الاتفاق النووي الشامل مع إيران يطبق بجد".
ايران لن تقف مكتوفة الايدي
وفي الجهة المقابلة اعلنت ايران على لسان وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف يوم الاحد الماضي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستقوم بالرد في الوقت المناسب وبعد قيام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بطرح مواضيعه حيال الاتفاق النووي.
وقال ظريف ان ايران ستقوم بالرد المناسب قائلا "سنقوم بالرد في الوقت المناسب وبعد قيام السيد ترامب بطرح مواضيعه حيال الاتفاق النووي، والتي باتت واضحة الى حدّ ما، وذلك بما يليق وهذه المواقف".