الوقت- سارع زعيم كوريا الشمالية مساء يوم السبت بإقامة حفل كبير لتهنئة علمائه النوويين، لاسيما بعد نجاحهم في سادس تجربة نووية أجرتها بيونغ يانغ قبل أسبوع، من جانبه اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أزمة كوريا الشمالية هي "الأخطر منذ سنوات"، في حين كشفت مصادر بريطانية عن الدول التي تدعم الدولة الشمالية المنعزلة.
وفي هذا السياق أجرت كوريا الشمالية احتفالا كبيرا مساء أمس السبت تحت إشراف زعيمها "كيم جونغ أون"، في الذكرى السنوية التاسعة والستين لتأسيس الدولة الشيوعية، ولتهنئة العلماء والفنيين النويين الذي أشرفوا على سادس وأكبر تجربة نووية أجرتها قبل أسبوع.
وأقام "كيم جونغ أون" الذي "توعّد أمريكا بحزمة من الهدايا النووية" مأدبة شهدت عرضا فنيا والتقاط الصور من أجل الإشادة بالعلماء النوويين، وغيرهم من كبار المسؤولين العسكريين ومسؤولي الحزب الذين أسهموا في التجربة النووية التي أجريت الأحد الماضي.
واليوم الأحد نشرت الوكالة المركزية لكوريا الشمالية صورا تُظهر "الزعيم الكوري" وهو يبتسم في مسرح الشعب، مع العالمين البارزين "ري هونغ سوب" رئيس معهد الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، و"هونغ سونغ مو" نائب مدير إدارة صناعة الذخائر بحزب العمال الكوري الحاكم.
يشار الى أن العالمين المذكورين آنفا كان لهما دورا بارزا في البرنامج النووي الكوري الشمالي، وظهرا بالقرب من كيم أثناء جولات تفقدية ميدانية وتجارب لأسلحة، منها التجربة النووية الأخيرة.
تحذيرات أممية
ومن الخارج حذّر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" اليوم الأحد، من الأزمة الناشبة على خلفية قيام كوريا الشمالية بمضاعفة تجاربها النووية والصاروخية البالستية، معتبرا أنها "الأخطر منذ سنوات" وأعرب عن قلقه البالغ.
وفي مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" تابع الأمين العام للأمم المتحدة محذراً: حتى الآن شهدنا حروبا اندلعت بعد قرار درس بعناية. لكننا نعرف أيضا أن هناك صراعات أخرى بدأت من خلال تصعيد ناجم عن عدم تفكير.. نأمل أن تضعنا خطورة هذا التهديد على طريق العقل قبل فوات الأوان.
وأكد "غوتيريش" قائلا: المسألة المركزية هي بالطبع دفع كوريا الشمالية لأن توقف برنامجها النووي والبالستي وأن تحترم قرارات مجلس الأمن الدولي.
وتابع المسؤول الأممي تصريحه: لكن يجب أيضا الحفاظ بأي ثمن على وحدة مجلس الأمن الدولي، لأنه الأداة الوحيدة التي يمكنها أن تقود مبادرة دبلوماسية لديها حظوظ بالنجاح.
وطلبت أمريكا يوم الجمعة، من مجلس الأمن التصويت "يوم الاثنين" على مشروع قرار ينص على فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية، لاسيما السماح لكافة الدول باعتراض وتفتيش السفن الكورية الشمالية المشمولة بالحظر في أعالي البحار
وضمن طلب العقوبات الأمريكية يتم حظر استيراد كوريا الشمالية النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي، ومنع كل الدول إمدادات النفط والغاز المباشرة وغير المباشرة إليها.
كما وتتضمن العقوبات منع كوريا الشمالية من تصدير الأنسجة ومنتجات النسيج والفحم، مباشرة أو غير مباشرة للخارج. علاوة على حظر دفع الأموال إلى عمال من كوريا الشمالية في تنفيذ أعمال ومشاريع خارج بلادهم، وهو ما يعتقد أن كوريا الشمالية تستخدمه كموارد لتمويل برامجها النووية والبالستية.
جدير بالذكر أن الصين وروسيا اعترضتا على معظم الإجراءات التي ينص عليها الحظر الأمريكي، باستثناء الحظر على استيراد المنسوجات الكورية الشمالية.
ودعت موسكو الى الحوار عوضا عن التصعيد، واعتبرت أنه لا بديل عن الحوار معها.
وكان من المتوقع في نظر جهات كورية جنوبية أن تطلق بيونغ يانغ صاروخا باليستيا ثانيا عابرا للقارات، في الذكرى السنوية التاسعة والستين لتأسيس كوريا الشمالية.
حليف نووي لبيونغ يانغ
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة "التليغراف" أن المخابرات البريطانية تحقّق في احتمال وجود قوة نووية حالية أو سابقة، ساهمت بتطوير برنامج كوريا الشمالية النووي.
وتحاول الخارجية البريطانية بحسب الصحيفة التوصل لحقيقة ما إن كان هناك مساهمة من قبل دولة نووية حالية أو سابقة في تطوير برنامج كوريا الشمالية النووي، وفي حالة عدم وجود هذه المساعدة فكيف استطاعت كوريا الشمالية تحقيق هذا النجاح بهذه السرعة؟
وكشف وزير الخارجية البريطاني "بوريس جونسون" للتليغراف" قائلا: نحقق في الوقت الراهن بالظروف التي مكنت هذا البلد من تحقيق نقلة نوعية تكنولوجيا، سنتحقق هل لعبت قوة نووية حالية أو سابقة دوراً بهذا النجاح.