الوقت- كشفت صحيفة "الوطن" السورية اليوم الاثنين عن العقل المدبر للملف الكيميائي في جبهة النصرة والمسؤول عن الهجمات الكيميائية التي تعرضت لها سوريا.
وقالت الصحيفة: عاد الكلام عن السلاح الكيميائي إلى صدارة المشهد منذ حادثة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي بعد أن خفت بدرجات متفاوتة طوال الأعوام التي تلت حادثة الغوطة الشرقية عام 2013، فقد تبيّن أن البنية التحتية والكوادر التنظيمية الخاصة بجبهة النصرة في الغوطة الشرقية، التي تتولى الإشراف على ملف السلاح الكيميائي تصنيعاً واستخداماً، ما زالتا قائمتين وتمارسان عملهما بانتظام ودون أي عقبات.
وقالت الصحيفة: والمفارقة أنه تم الكشف عن اسم العقل المدبر الذي يقف وراء تطوير وتصنيع السلاح الكيميائي في جبهة النصرة قبل أسابيع من وقوع حادثة خان شيخون، في ظل مخاوف بعض النشطاء المستقلين من إمكانية استخدام هذا السلاح في أي وقت، غير أن هذه المعلومات التي يفترض أنها في غاية الخطورة لم تسترع اهتمام أي جهة، فتشير المعلومات إلى أن المسؤول الأول عن ملف الكيميائي في الغوطة هو أردني يحمل لقب "الملا الأردني أبو بكر" ويعرف منصبه رسمياً في أوساط جبهة النصرة بـ"أمير الكيمياء".
ونتيجة حساسية الملف الذي يتولاه وما يتطلبه من سرية وتكتم، فإن المعلومات المتوافرة، حتى الآن، عن "الملا الأردني أمير الكيمياء" هي معلومات قليلة لكنها تكفي لرسم صورة عن طبيعة عمله وعلاقاته، فالمّلا مقاتل سابق في أفغانستان، وقابل هناك معظم قادة تنظيم "القاعدة"، وهو يتمتع بخبرة واسعة في مجال الأسلحة غير التقليدية، ولديه مهارة فائقة في المزوج الكيميائية نتيجة الدورات التعليمية والتدريبية التي خضع لها في أفغانستان وصقلتها بعد ذلك تجاربه العملية ولا سيما في سورية.
ويصفه بعض العارفين به بأنه "أخطر رجل أردني في الغوطة، هو غريب الأطوار دائم الصمت لا يتكلم إلا نادراً، لا يخالط أحداً، ولا يجلس في المقرات العامة"، وفي إشارة إلى مدى تعلقه بتنظيم "القاعدة" وتعلقه به يذكر هؤلاء أن داعش عرض عليه إغراءات كثيرة لمبايعته والانضمام إليه فرفضها، وقال: "أنا قاعدة وسأموت على هذا"، كما ورد في قناة الشيخ محمد الأمين على تلغرام، وهو ناشط معروف بمتابعته لكواليس بعض الحركات الإسلامية، وسبق له نشر العديد من الأحداث بصورة حصرية ثبتت صحتها لاحقاً.
ويعتقد أن الملا الأردني هو واحد من المعتقلين الاثني عشر الذين اعتقلتهم السلطات التركية في شهر أيار من عام 2013 بتهمة حيازة مادة السارين، قبل أن تقوم بالافراج عنهم رغم علمها بانتمائهم إلى جبهة النصرة، وذلك حسب ما قال لـ"الوطن" صحفي تركي متابع لملف تورط أنقرة في دعم "التنظيمات الجهادية" لكنه فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب خشيته من الاعتقال.
كذلك اعتقلت أنقرة في تشرين الثاني من عام 2013 أي بعد أسابيع مما سمي "مجزرة الكيميائي في الغوطة" القيادي في جبهة النصرة عبد اللـه الخالدي، سعودي الجنسية، ومعروف بلقب أبي المنذر الخالدي، لكن هذه المرة لملابسات مختلفة، فقد جاء اعتقال الخالدي بسبب اعترافه بحيازة جبهة النصرةعلى قنابل تحتوي على مواد كيميائية بالتزامن مع التصعيد الدولي بحق سورية بسبب اتهامها باستخدام الكيميائي في الغوطة، الأمر الذي اعتبرته السلطات التركية خطأ قاتلاً لا يمكن السكوت عليه.
وأعلنت السلطات التركية في نهاية العام الماضي أنها اعتقلت عبد الله مدحت مرسي، مصري الجنسية، وهو نجل "كيميائي القاعدة" مدحت مرسي الذي قُتل قبل سنوات بغارة جوية في باكستان.
وكان مرسي الابن قد دخل إلى سورية عام 2013 ومارس نشاطه الكيميائي فيها متنقلاً عبر الحدود التركية دون أن يعترضه أحد حتى نهاية العام الماضي، ورغم اعتقاله، إلا أن ثمة شكوكاً كبيرة حول مصيره وطريقة تعاطي السلطات التركية معه نتيجة غياب المعلومات عنه منذ ذلك التاريخ.
وما تنبغي الإشارة إليه هو أن أحد أصدقاء مرسي، المدعو أبو بصير المصري، هو المصري الوحيد الذي يعمل مع الملا الأردني في صناعة الكيميائي واستخدامه بالغوطة.