الوقت- "لن أغادر عملي في لبنان أو سوريا أو أي ساحة أخرى، إلا شهيداً محمولاً أو حاملاً لراية النصر" هذا ماوعد به الشهيد القائد مصطفى بدر الدين " السيد ذو الفقار" العام الماضي بعد العقوبات الاميركية وحملات التشويه التي طالته، وكان للقائد ما يصبو اليه.
السيد بدر الدين والذي كان هدف الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية وعقدتها بعد الشهيد القائد عماد مغنية وهو من يقود حزب الله عسكريا في سورية و ينفذ العمليات النوعية ضد الكيان الاسرائيلي، مضى شهيداً بعملية اغتيال من الجو تراكاً آلاف الأشبال الين تربوا على نهج الرجولة و الشهادة وكل منهم برتبة قائد وأكثر.
اذاً ترجل القائد مصطفى بدر الدين ولبى نداء ربه، تاركاً قصة نهاية لا تقل عن مسيرة القادة التاريخيين في حزب الله الذين سبقوه الى درب الشهادة.
وكانت شهادة القائد مصطفى بدر الدين الحدث الأبرز الذي تناقلته وسائل الاعلام ليوم الجمعة 13 أيار بالاضافة الى تناقل ردود الأفعال الأقليمية والمحلية على هذا الحدث، وفي هذا السياق اعتبرالسفير السوري علي عبد الكريم أن دماء الشهيد مصطفى بدر الدين علامة انتصار وهي تستنهضنا لدحر التحدي الصهيوني والتكفيري، جاء ذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية ذاكرة بأن تقديم "التعازي والتبريكات" ببدرالدين جاء بتوجيه من بشار الأسد، ولفت السفير السوري في لبنان إلى أن "هذه الدماء تستنهض كل أبناء الشعب العربي السوري وكل من يواجه الإرهاب التكفيري".
ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين، وأصدر بيانا قال فيه:"إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، نعزي احرار العالم الإسلامي والعربي بالشهيد البطل والمناضل الكبير والقائد الشجاع الذي قضى معظم حياته في الجهاد والنضال ومقارعة العدو الصهيوني حتى توج جهاده بالشهادة التي تليق بأمثاله من الابرار، فكان احد صناع النصر على الكيان الاسرائيلي في اندحاره عن ارضنا عام 2000 والحاق الهزيمة بعدوانه عام 2006، وهو تصدى مع اخوانه للارهاب التكفيري دفاعا عن لبنان وصونا لاستقراره وانقاذا للانسانية جمعاء من ارهاب تكفيري يتماهى مع العدو الصهيوني في القتل والاجرام".
اضاف:"لقد خسرنا باستشهاده مجاهدا وقائدا كبيرا سار على نهج رسول الله وختم مسيرته بشهادة حسينية مباركة جعلته حيا عند ربه يرزق، فهو من الشهداء الذين لا يموتون بل يبقى ذكرهم في وجدان الامة، وسيبقى له إخوة كبار وأبطال شجعان يتبعون سيره ويسيرون على نهجه في الجهاد والمقاومة ويحاربون الارهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري"، وختم القول: "نعزي أهلنا وإخوتنا وشعبنا وجميع الأحرار والثوار في العالم وذوي الشهيد الكبير ونقول لهم هذا شأن الجهاد والمجاهدين في التضحية والايثار تقربا الى الباري عز وجل، والأمة التي تلد امثال مصطفى بدر الدين وعماد مغنية وغيرهم الكثير من الشهداء ستلد الكثير من الابطال من ذوي العقيدة الراسخة والهمة العالية الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم".
من جانبه قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق ايلي الفرزلي الذي قال في تصريح للمنار، هذه هي إرادة المقاومة والصمود بوجه المخططات الصهيونية وأدواتها في المنطقة.
بدوره قال الوزير اللبناني علي خليل للمنار القائد بدر الدين سقط حيث كان يريد وحقق ما تمنى خلال مسيرته واستشهاده خسارة للبنانيين في معركتهم بوجه الاحتلال والتكفير ويؤكد ان المعركة واحدة مع العدو الصهيوني والارهاب
الى ذلك صرح الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب للمنار قائلا: المعركة مفتوحة بين قوى المقاومة ومشروع تفتيت المنطقة الذي تقوده “إسرائيل” والادارة الأميركية.
بدوره النائب في مجلس النواب اللبناني نوار الساحلي، في تصريح للمنار: هي الشهادة التي استحقها القائد الكبير وهذه حرب مفتوحة، لا ينبغي أن نستبق التحقيق والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب.
القوات العراقية تبارك لحزب الله بشهادة السيد بدر الدين
أصدر الناطق باسم الحشد الشعبي احمد الاسدي بيان تعزية وتبريك باستشهاد القائد مصطفى بدر الدين قال فيه "هكذا تكون خاتمة رجال الله شهادة في سبيله وسجل حافل بالعمل والعطاء والتضحيات الجسام من اجل رفعة رايته. هنيئاً لك الشهادة ايها القائد الهمام والبطل الضرغام وسيكون للرجال الذين أشرفت على صناعتهم كلمتهم في القصاص من القتلة والمجرمين قتلة الأنبياء والمرسلين".
واضاف الأسدي "سلام عليك يوم ولدت ويوم صلت مجاهدا صلبا غيورا ويوم صنعت الانتصار تلو الانتصار وسلام عليك وانت تقطف ثمار جهدك المتواصل شهادة يتسابق لمثلها الاولياء وسلام عليك يوم تبعث حيّا مكللا بغار النصر وعز الشهادة. رحمك الله ايها القائد الشهيد مصطفى بدر الدين وعزائنا ومواساتنا لسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ولكل قادة وكوادر ومجاهدي حزب الله ولعائلة الشهيد القائد وذويه".
بدورها وجهت عصائب أهل الحق تبريكاتها بمناسبة استشهاد القائد الجهادي الكبير مصطفى بدرالدين (السيد ذوالفقار) "الذي نال وسام الشهادة وهو يواجه حلف الصهاينة والتكفيريين بأرض الشام"، وفق ما جاء في بيان التشكيل العراقي.
وقال البيان الصادر عن عصائب أهل الحق: "أَمَدَّ حزب الله اللبناني المقاوم صفحته الناصعة بشهيد آخر القائد المجاهد السيد ذو الفقار، ونحن في هذه المناسبة إذ نعبر عن فخرنا واعتزازنا بان ننتمي للجبهة التي يقف فيها حزب الله وشهدائه وقادته الأجلاء، نقدم عظيم تبريكاتنا لهذا الحزب الثابت المرابط ازاء قوى التكفير والارهاب ومن خلفهم اميركا والكيان الصهيوني".
وأضاف البيان: "نبقى ابناء بررة للعقيدة التي تجمعنا بكل أشقائنا من أبناء المقاومة، ماضون في الطريق الكرامة والرفعة الذي قدمنا ونقدم من أجله الدماء الزكية، ثابتون حتى أن نلحق الهزيمة بكل قوى التكفير والظلام في أرضنا وبلداننا".
الى ذلك أصدرت كتائب سيد الشهداء بياناً بالمناسبة خاطبت الشهيد بالقول: "اما وقد نلت ما تريد وتتمنى ، فاننا نريدك ونتمناك : قائدا واخا كبيرا ، في زمن فيه( تظافر الزمان علينا ) وتكاتف المرجفون والعملاء.. وشتان بين حياتك التي ملأتها بالجهاد والذود عن مباديء الدين الحنيف، وبين حياتهم التي ملاها الهوان واستجداء نصرة المحتل والغاصب والكافر".
وجاء في البيان الصادر عن الأمانة العامة لكتائب سيد الشهداء: "فنحن إذ نعزي فيك، إنما نعزي الانبياء ولاسيما محمد صلى الله عليه وآله، والأوصياء والأبطال والشجعان ولاسيما علي عليه السلام، وأهل الرض وحماة الكون والشريعة ولاسيما الحجة عجل الله فرجه ،والقادة الامناء وورثة الانبياء والصديقين ولاسيما سماحة القائد الخامنائي ومراجع الدين العظام ، واما صاحب الجرح ، والمعزى الاول ، الذي نقف على بابه نتضرع الصبر منه والسلوان ، الذي اذا ما حمى الوطيس لذنى به سيد المقاومة حسن نصرالله هازم الاحزاب ومرعب الصهاينة والاذناب من عملاء البترول والدولار".
شهادة بدر الدين بعيون اسرائيلية :
في أوّل تعليق صهيوني على استشهاد القائد الجهادي الكبير في حزب الله مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار)، قالت صحيفة "معاريف" إن "اغتيال مصطفى بدر الدين بالقرب من مطار دمشق، الليلة الماضية، يشكل ضربة قاسية بشكل خاص لقيادة حزب الله العسكرية"، مضيفة أن "بدر الدين كان من الأوائل والمؤسسين للجناح العسكري لحزب الله وهو بمثابة وزير أمن الحزب".
وبحسب "المنار"، أضافت الصحيفة الصهيونية "كما حصل بعد اغتيال مغنية، يمكن التقدير انه في هذه الحالة أيضاً حزب الله سيتغلّب على خسارته”، مشيرة إلى أنه في "اسرائيل بالطبع لا يتأسفون على موت بدر الدين، الذي كان مشاركاً بالتخطيط لعشرات الخطط وتنفيذ هجمات ضد تل أبيب".
اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال يعقوب عميدرور ان استشهاد القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) انه بشرى ايجابية للكيان الاسرائيلي.
وافاد موقع "راي اليوم" ا الجمعة ان عميدرور الذي التقى الاسبوع الماضي في واشنطن رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل قال لاذاعة جيش الاحتلال "ان اغتيال بدر الدين جيد بالنسبة (للدولة العبرية)، وزعم الجنرال في الاحتياط "أن إسرائيل ليست مسؤولة عن الاغتيالات دائما"، مضيفا "إن من يحارب في سوريا اليوم، يوجد له كارهون كثر في سوريا من دون دولة إسرائيل"
وشدد عميدرور على أنه كلما اختفى الأشخاص ذوي الخبرات، الذين جمعوا خبرات كثيرة، من قائمة المطلوبين، فإن الوضع يكون أفضل.
من جهته، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع (YNET) التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية بن يشاي: "إن هذه المرة عملية الاغتيال ليست إسرائيلية"، واضاف: "ان لإسرائيل حسابا طويلا مع بدر الدين، ويشمل العمليات في كل من الأرجنتين وجزيرة بورغاس ببلغاريا، ولكن من الناحية الأخرى، فلبدر الدين، توجد قائمة طويلة جدا من الأعداء الأشداء بشكل خاص"، على حد تعبيره.
ويشيع حزب الله الشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) عصر اليوم الجمعة الساعة 5.30 من أمام قاعة الحوراء زينب عليها السلام في الغبيري إلى مثواه الأخير في روضة شهداء المقاومة اﻹسلامية بجانب الشهيد القائد الحاج عماد مغنية.