الوقت- قال المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن الظروف التي تنطلق فيها الجولة الجديدة من المفاوضات السورية في جنيف تختلف عن تلك التي جرت فيها الجولة الأولى، مشيرا إلى أن "الخطة البديلة" الوحيدة عن المفاوضات هي العودة إلى الحرب.
وأضاف دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة "لوتان" السويسرية، السبت 12 مارس/آذار، أن وقف القتال لا يزال صامدا رغم جميع الحوادث وأن الفضل في ذلك يعود إلى مركز التنسيق الروسي الأمريكي الذي يعمل في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى الرغم من غياب وقف كامل لإطلاق النار، إلا أن الأهم هو توفر إمكانية لمنع التصعيد العسكري.
وأكد المبعوث الدولي أن وقف الأعمال القتالية في سوريا لا يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة، لكنه إذا كان أمر داعش واضحا تماما، فإن لحالة "النصرة" بعض الخصوصية، وذلك أن هذ التنظيم كثيرا ما ينشط على الأرض مع مجموعات أخرى أعلنت انضمامها إلى الهدنة، الأمر الذي قد يتيح للحكومة السورية مبررا لمواصلتها استهداف هذه المجموعات. من جهة أخرى قد يستفيد هذا التنظيم من الوضع الراهن للبقاء بجوار المجموعات المذكورة كي يتجنب الضربات أو التهديدات باعتبارها "خائنة" إذا تبرأت من أي اتصال مع "النصرة".
وأقر دي ميستورا بأن ثمة ازدواجية معينة بشأن هذا التنظيم ويجب العمل على تجاوزها، لأنها قد تستخدم ذريعة لتبرير الهجمات حتى وإن كانت غير كافية لوضع وقف إطلاق النار في الخطر.
وفيما يتعلق بدعوة الاأكراد السوريين الى جنيف، قال دي ميستورا إن لديه صلاحيات لإيجاد صيغ تضمن للمفاوضات أكبر قدر ممكن من "الشمولية"، مضيفا أن الأكراد يشكلون عنصرا مهمة من المجتمع السوري وبالتالي يجب إيجاد صيغة تتيح لهم الفرصة لإبداء رأيهم حول دستور بلادهم وحكومتها.
وأكد المبعوث الدولي تمسك الأمم المتحدة بضرورة أن تعقد الانتخابات في سوريا في غضون 18 شهرا. وذكر بهذا الخصوص أن "العد التنازلي" في هذه العملية سيبدأ في 14 من هذا الشهر، دون انتظار تقدم في تشكيل حكم انتقالي أو إيجاد صيغة سياسية مقبولة لدى الجميع، وإلا فسيكون هناك خطر لتأجيل هذه العملية إلى ما لا نهاية له.
أما إعلان الرئيس السوري بشار الأسد عن إجراء انتخابات برلمانية في بلاده في 13 أبريل/نيسان المقبل، فعلق دي ميستورا عليه قائلا: "إن الانتخابات الوحيدة الصالحة بالنسبة إلي هي تلك التي يقرر مجلس الأمن الدولي إجراءها"، وإنه حتى في حال إجراء انتخابات في سوريا "غدا أو بعد غد ستكون هناك انتخابات جديدة وذلك بإشراف دولي هذه المرة"، موضحا أن هذه العملية ضرورية ليس لتشكيل السلطة التشريعية الجديدة فقط بل وكذلك لتحديد شخص رئيس الدولة المستقبلي.
وبخصوص الحديث الامريكي عن وجود "خطة بديلة" تقضي بتقسيم سوريا، يتم إعدادها تحسبا لفشل المفاوضات، فقال دي ميستورا بهذا الخصوص: "هناك خطة أصلية قبل كل شيء وهي المفاوضات، وإذا فشلت فسيكون البديل هو العودة إلى الحرب. هل هذا هو ما يريده السوريون والشرق الأوسط وأوروبا؟ لا".