الوقت - داعش، جيش الاسلام، جيش الفتح، جبهة النصرة،... الخ، هي أسماء لمجموعات ارهابية تكفيرية متشددة، انتشرت هذه المجموعات منذ انشاء القاعدة في افغانستان وتكاثرت مع بدء الازمة في سوريا والعراق، عشرات وربما مئات من التنظيمات الإسلامية المتشددة تنشط في ميادين القتال في سوريا منذ ثلاثة أعوام. فمنها ما تملأ مسمياتها الدنيا صخبا وضجيجا كداعش أو جبهة النصرة ومنها ما هو أقل شهرة.
فجأة ووسط هذا الضجيج يعلن عن تنظيم جديد أخطر من كل التنظيمات ويشكل تهديدا كبيرا وفعليا على الأمن الأمريكي. خراسان .. لم يسمع به أحد من قبل. تنظيم إرهابي يجند المقاتلين الأجانب في سوريا لضرب المصالح الأمريكية والأوروبية. وذلك بالتنسيق مع خبراء القاعدة في المتفجرات باليمن وفق رواية صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
خراسان .. اسم يبدو أنه اختير بدقة.. فهل له أبعاده الجغرافية والاستراتيجية؟ أي هل ثمة محاولات لربط خراسان أي إيران بإرهاب القاعدة وداعش والنصرة في سوريا. وإذا كان البعض يفكر في هذا الاتجاه فهل يعني هذا الرغبة أو التمهيد لتوسيع الضربات لتطال المصالح والنفوذ الإيرانيين في المنطقة وربما إيران ذاتها؟ أم أن تنظيم "خورسان" هو قنبلة إعلامية دخانية يراد منها حشد ودعم الرأي العام الأمريكي للحرب الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط؟
اسم خراسان، لم نسمعه من قبل حتى في تقارير الخبراء الأشد درايةً بالشأن السوري والحركات الاسلامية، فجأة يشكل التهديد الذي يفوق حتى القاعدة بالنسبة للأمن الأمريكي والأوروبي. وعلى ما يبدو فإن المفارقة كانت أن أمريکا هي أول من أعلن عن هذا التنظيم حتى قبل أن يعلن التنظيم عن نفسه. من حيث المبدأ، وبتقدير بعض المحللين السياسيين هناك بعض الوقائع والاحصاءات التي قدمتها أمريکا من خلال استخباراتها عن الشخصيات التي تقاتل في هذا التنظيم، الموجودين في طبيعة الحال، ولكن الذي ليس هو موجود الاعلان عن اسم هذا التنظيم "خراسان" الذي يبعث حقيقة على ريبة كبيرة وتساؤل كبير حول اختيار هذا الاسم.
ويقول مدير مركز الدراسات والعلاقات الدولية في ايران"أمير الموسوي" إن استخدام هذا التنظيم من الناحية الاسمية "خراسان" هو أكثر تطرفاً وأكثر مواجهةً للخط المقاوم الذي تقوده ايران، وأكد الموسوي أن "هذا التنظيم كغيره من التنظيمات الارهابية هو صناعة أمريكية اسرائيلية من أجل زيادة الشرخ بين المسلمين واستمرار وادامة الحركة التكفيرية". واعتبر الموسوي أن "أمريكا تقوم بنوع من الهجمة الاعلامية لتوسيع هذا الخطر في المنطقة، فهم عندما كبّروا حجم القاعدة، استطاعوا أن يكبّروا في حجم وجودهم في أفغانستان والمنطقة".
وتعتبر جماعة "خراسان" الارهابية من أخطر الجماعات التكفيرية في سوريا والعراق، فهي تنشق من تنظيم داعش الارهابي وتضم عدداً كبيراً من الارهابيين من أمريكا وأوروبا والدول الافريقية، وقد اتخذت من سوريا والعراق ملاذاً آمناً لها بسبب الحرب الدائرة هناك. وفي الآونة الأخيرة وسعت جماعة خراسان أهدافها وهددت باستهداف الدول الغربية، وبحسب تقديرات استخباراتية أمريكية سرية فإن مسلحي خراسان يعملون مع صناع قنابل من فرع القاعدة في اليمن، وذلك لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من أمن المطارات. والخوف يكمن في أن يسلم مسلحو خراسان هذه المتفجرات المتطورة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنون من التسلل إلى الرحلات الجوية المتجهة إلى أمريکا.
مجموعة خراسان، هي مجموعة ارهابية من صنع الاستخبارات الأمريكية، تتكون من حوالي 50 من متشددي القاعدة المدربين تدريبا عاليا من أفغانستان وباكستان وشمال أفريقيا والشيشان. ويشير اسم خراسان إلى المنطقة التاريخية الكبيرة من أفغانستان وباكستان وتركمانستان وإيران. والغرض من تسمية خراسان هو جذب المزيد من الأعضاء والتبرعات من جميع أنحاء المنطقة. ويقوم الغرب بتسليط الضوء على أن بعض هذه المجموعة موجود في ايران، من أجل الربط بين ايران والمنظمات الارهابية الموجودة في سوريا من أجل التمهيد لضرب المصالح الايرانية في المنطقة. اما الواقع فينافي ذلك فهي تتواجد فقط في سوريا وفي بعض المناطق الأفغانية.
اذاً يبدو أن تنظيم خراسان هو بمثابة فقاعة اعلامية خطرة، ذو صناعة أمريكية، يراد منه دغدغة مشاعر الشعوب الاسلامية، وبالتالي التذكير بالفتوحات الاسلامية، تماماً كما فعل داعش وجبهة النصرة، لذلك هناك من يفكر في بعض مراكز البحوث الأمريكية دائماً في استراتيجية ما تريده أمريكا في الخارج من محاربة الارهاب كما تزعم، وهي تعتمد على التاريخ الاسلامي، لذلك يكون هذا التنظيم المزعوم من أمريکا لم يأت من فراغ، وانما هو من ضمن خطة لمرحلة قادمة تريد أن تحققها في المستقبل، وهي أرادت أن تمهد لها بدءاً من سوريا لأنها تعلم أنها لا تستطيع أن تمهد لها في ايران و روسيا، وأرادت قبل اعلان وفاة كلٍ من داعش وجبهة النصرة الارهابيين أن تمهد لظهور هذا التنظيم الارهابي الجديد من أجل ادامة الارهاب في المنطقة العربية.