خاص- الوقت- "إنّ الدم لا يصبح ماءً" هذه المقولة تصح حتى ولو كان هذا الدم يتغذى على دماء الأبرياء وقطع الرؤوس ونبش القبور.
فجبهة النصرة وداعش من ذات رحم الإرهاب الذي عاث في الأرض فساداً وقتلاً وذبحاً وسرقةً... وقد شهدنا على مدى أشهر التقاتل والتكفير والذبح والإنتقام بين الأختين وكل ذلك بإسم الإسلام الذي لا يعرفان منه حتى حروفه.
وقد تردّد في الآونة الأخيرة الحديث عن تسوية العلاقة بين جبهة النصرة وداعش، وقد تناقلت الأنباء الأسبوع الماضي معلومات عن إتفاق بين جبهة النصرة وداعش على وقف التقاتل يبنهما والتنسيق في جبهات القتال. طبعاً إن صحّت المعلومات فهو ليس قرار النصرة وداعش، فما الذي استجد عند "صانعي" هذه الأدوات ومحركيها ومموّليها؟ وهل الذي استجدّ هو سياسي أم ميداني حتى يستدعي التراجع عن قرارٍاتُخذ من قبل لتصفية فصائل إرهابية على حساب أخرى؟
وكانت قد تداخلت وتعارضت مصالح الدول المموّلة لهذه المجموعات، حتى أنّ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كان قد أعلن في تسجيلٍ بثّته قناة الجزيرة القطرية أنّ جبهة النصرة هي فرع التنظيم في سوريا وقد الغى ما يسمى تنظيم داعش قائلاً وقتها :"تلغى دولة العراق والشام الاسلامية ويُستمر العمل باسم دولة العراق الاسلامية" موضحاً أنّ الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سوريا. كما دعا الظواهري قائد دولة العراق الإسلامية أبو بكر البغدادي ومسؤول جبهة النصرة محمد الجولاني إلى التعاون ونبذ الخلاف، حيث كانت قد برزت الخلافات بين البغدادي والجولاني لاعتراض الأخير على تبعية تنظيم جبهة النصرة لتنظيم داعش.
وقد تزايد الحديث عن الإتفاق بين النصرة وداعش وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد نقلت عن مصدر في المعارضة السورية وقائد ميداني من إحدى الجماعات الإرهابية قوله إنّ "قادة التنظيمين التقوا في شمال سوريا في الثاني من نوفمبر الجاري بحضور سبعة من قيادة الميليشيات وقرروا وقف الاقتتال بينهما والتعاون على الأرض. بدورها لفتت صحيفة "ديلي تلغراف" نقلا عن مصادر معارضة سورية ايضاً، أن إتفاقاً قد أُبرم بين التنظيمين يقضي بتوقف القتال بين النصرة وداعش وتوحيد صفوفهما في بعض المناطق شمال سوريا خلال اجتماع استغرق أربع ساعات في مدينة الاتارب غربي حلب في الثاني من شهر تشرين الثاني الحالي. وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش عرض على النصرة إرسال مقاتلين لمساعدتها في معاركها شمالي سوريا. في هذا السياق كانت صفحات "جهادية" على الإنترنت قد بثّت تسجيلاً بالصوت والصورة لـ"أمير جبهة أنصار الدين" صلاح الدين الشيشاني يتحدث فيه عن زيارة قام بها لمعاقل داعش في الرقة سعياً لمصالحة بين داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية. الشيشاني أكّد فشل مساعيه، وأكد في التسجيل أنّ ممثلي داعش يعتقدون بكفر جبهة النصرة والجبهة الاسلامية، ولا يمكن مصالحة الكفار والمرتدين.
فالمصالحة والإتفاق والتقارب والتعاون لا بدّ أن يُمهّد لها فهنا يُطرح سؤالين: هل أنّ أمريكا تريد حقاً القضاء على الإرهاب وهي الصانع والمصدر الأول له؟! وهل لعاقل أن يُصدق أنّ الذي حصل من معارك وتقاتل وذبح وتكفير بين المجموعات الإرهابية خاصة النصرة وداعش يمكن أن يُحلّ ويُنسى بهذه السهولة؟ أمّا السؤال الأول فالإجابة عنه لم تعد خافيةً على أحد بعد أن سقط القناع الأمريكي وسقطت كذبة التحالف الدولي في محارب الإرهاب وهذا لا يحتاج للتوضيح؟ أمّا المسألة الثانية فهي غير مستبعدة ولكن بالقدر التكتيكي، فالذين صنعوا الجماعات الإرهابية وكانوا وقتها مختلفين قد يوحدوها إذا ما اتفقوا على باطلٍ يجمعهم. فالقضية كما أشرنا ليست بيد داعش والنصرة وما هي الا أسماء سمّوها وتغيرت وتبدلت ولكن الهدف كان واحداً.
فلا أحد يعتقد أنّ الإتفاق هو للإتفاق فأسئلة أخرى كثيرة لا بد من طرحها: لماذا الإتفاق ولماذا في هذا الوقت وما هو السيناريو الجديد وما وراءه؟ هل أن التقارب الخليجي السعودي القطري خاصةً قد أرخى بظلاله على أوضاع التنظيمات الارهابية؟ وما موقف أمريكا والغرب وهم يتنطّحون في تصريحاتهم الكاذبة من أجل محاربة وضرب الإرهاب؟
فقد أشارت وكالة "أسوشييتد برس" أيضاً إلى أنّ الاتفاق سيزيد من المصاعب التي تعترض إستراتيجية واشنطن ضد تنظيم داعش، وهذا ما يُعمل على ترويجه بشكل كاذب أنّ أمريكا تريد ضرب الإرهاب في سوريا، لافتةً إلى أنّ تنظيم داعش و جبهة النصرة يتصارعان منذ عام على السيطرة على المعاقل التي تسيطر عليها "المعارضة السورية".
وقالت مصادرأنّ مسؤولين استخباراتيين أمريكيين يراقبون كلتي المجموعتين قالوا إنّ الاتحاد الكامل بينهما ليس متوقعاً قريباً. و قال مسؤول أمريكي مطلع على ما يدور في أوساط الاستخبارات الأمريكية، فيما يتعلق بسوريا، إن المجتمع الاستخباراتي الأمريكي لم يرى بعد أية مؤشرات لتغيير استراتيجية النصرة و داعش، لكنه أضاف أنه لا يستبعد اتفاقاً تكتيكياً على الأرض بينهما.
فمهما كانت النتيجة اتفاق أو لا إتفاق فإنّ ذلك "لن يغير في العداء قضية" فداعش وجبهة النصرة وجهان لعملةٍ واحدة هي الإرهاب. ولن يبدل ذلك ولن يحسن الصور القبيحة للدول الصانعة والمموّلة والداعمة له، ولن يغيّرالإتفاق أوعدمه في واقع الميدان بل فلينتظر الجميع السيناريو القادم سياسياً وميدانياً. وما هذه المعلومات الا مقدمات لا يمكن التنبؤ بنتائجها من الآن، ولكن المتيقّن أنّ صانعي الإرهاب وعلى رأسهم أمريكا لا يضمروا لهذا العالم الاّ الخراب والتقاتل وتشويه صورة الإسلام الذي لن تُغيّر حقيقته ولو سعى الكافرون ولو أفسد المفسدون.
فجبهة النصرة وداعش من ذات رحم الإرهاب الذي عاث في الأرض فساداً وقتلاً وذبحاً وسرقةً... وقد شهدنا على مدى أشهر التقاتل والتكفير والذبح والإنتقام بين الأختين وكل ذلك بإسم الإسلام الذي لا يعرفان منه حتى حروفه.
وقد تردّد في الآونة الأخيرة الحديث عن تسوية العلاقة بين جبهة النصرة وداعش، وقد تناقلت الأنباء الأسبوع الماضي معلومات عن إتفاق بين جبهة النصرة وداعش على وقف التقاتل يبنهما والتنسيق في جبهات القتال. طبعاً إن صحّت المعلومات فهو ليس قرار النصرة وداعش، فما الذي استجد عند "صانعي" هذه الأدوات ومحركيها ومموّليها؟ وهل الذي استجدّ هو سياسي أم ميداني حتى يستدعي التراجع عن قرارٍاتُخذ من قبل لتصفية فصائل إرهابية على حساب أخرى؟
وكانت قد تداخلت وتعارضت مصالح الدول المموّلة لهذه المجموعات، حتى أنّ زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كان قد أعلن في تسجيلٍ بثّته قناة الجزيرة القطرية أنّ جبهة النصرة هي فرع التنظيم في سوريا وقد الغى ما يسمى تنظيم داعش قائلاً وقتها :"تلغى دولة العراق والشام الاسلامية ويُستمر العمل باسم دولة العراق الاسلامية" موضحاً أنّ الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سوريا. كما دعا الظواهري قائد دولة العراق الإسلامية أبو بكر البغدادي ومسؤول جبهة النصرة محمد الجولاني إلى التعاون ونبذ الخلاف، حيث كانت قد برزت الخلافات بين البغدادي والجولاني لاعتراض الأخير على تبعية تنظيم جبهة النصرة لتنظيم داعش.
وقد تزايد الحديث عن الإتفاق بين النصرة وداعش وكانت وكالة "أسوشييتد برس" قد نقلت عن مصدر في المعارضة السورية وقائد ميداني من إحدى الجماعات الإرهابية قوله إنّ "قادة التنظيمين التقوا في شمال سوريا في الثاني من نوفمبر الجاري بحضور سبعة من قيادة الميليشيات وقرروا وقف الاقتتال بينهما والتعاون على الأرض. بدورها لفتت صحيفة "ديلي تلغراف" نقلا عن مصادر معارضة سورية ايضاً، أن إتفاقاً قد أُبرم بين التنظيمين يقضي بتوقف القتال بين النصرة وداعش وتوحيد صفوفهما في بعض المناطق شمال سوريا خلال اجتماع استغرق أربع ساعات في مدينة الاتارب غربي حلب في الثاني من شهر تشرين الثاني الحالي. وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش عرض على النصرة إرسال مقاتلين لمساعدتها في معاركها شمالي سوريا. في هذا السياق كانت صفحات "جهادية" على الإنترنت قد بثّت تسجيلاً بالصوت والصورة لـ"أمير جبهة أنصار الدين" صلاح الدين الشيشاني يتحدث فيه عن زيارة قام بها لمعاقل داعش في الرقة سعياً لمصالحة بين داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية. الشيشاني أكّد فشل مساعيه، وأكد في التسجيل أنّ ممثلي داعش يعتقدون بكفر جبهة النصرة والجبهة الاسلامية، ولا يمكن مصالحة الكفار والمرتدين.
فالمصالحة والإتفاق والتقارب والتعاون لا بدّ أن يُمهّد لها فهنا يُطرح سؤالين: هل أنّ أمريكا تريد حقاً القضاء على الإرهاب وهي الصانع والمصدر الأول له؟! وهل لعاقل أن يُصدق أنّ الذي حصل من معارك وتقاتل وذبح وتكفير بين المجموعات الإرهابية خاصة النصرة وداعش يمكن أن يُحلّ ويُنسى بهذه السهولة؟ أمّا السؤال الأول فالإجابة عنه لم تعد خافيةً على أحد بعد أن سقط القناع الأمريكي وسقطت كذبة التحالف الدولي في محارب الإرهاب وهذا لا يحتاج للتوضيح؟ أمّا المسألة الثانية فهي غير مستبعدة ولكن بالقدر التكتيكي، فالذين صنعوا الجماعات الإرهابية وكانوا وقتها مختلفين قد يوحدوها إذا ما اتفقوا على باطلٍ يجمعهم. فالقضية كما أشرنا ليست بيد داعش والنصرة وما هي الا أسماء سمّوها وتغيرت وتبدلت ولكن الهدف كان واحداً.
فلا أحد يعتقد أنّ الإتفاق هو للإتفاق فأسئلة أخرى كثيرة لا بد من طرحها: لماذا الإتفاق ولماذا في هذا الوقت وما هو السيناريو الجديد وما وراءه؟ هل أن التقارب الخليجي السعودي القطري خاصةً قد أرخى بظلاله على أوضاع التنظيمات الارهابية؟ وما موقف أمريكا والغرب وهم يتنطّحون في تصريحاتهم الكاذبة من أجل محاربة وضرب الإرهاب؟
فقد أشارت وكالة "أسوشييتد برس" أيضاً إلى أنّ الاتفاق سيزيد من المصاعب التي تعترض إستراتيجية واشنطن ضد تنظيم داعش، وهذا ما يُعمل على ترويجه بشكل كاذب أنّ أمريكا تريد ضرب الإرهاب في سوريا، لافتةً إلى أنّ تنظيم داعش و جبهة النصرة يتصارعان منذ عام على السيطرة على المعاقل التي تسيطر عليها "المعارضة السورية".
وقالت مصادرأنّ مسؤولين استخباراتيين أمريكيين يراقبون كلتي المجموعتين قالوا إنّ الاتحاد الكامل بينهما ليس متوقعاً قريباً. و قال مسؤول أمريكي مطلع على ما يدور في أوساط الاستخبارات الأمريكية، فيما يتعلق بسوريا، إن المجتمع الاستخباراتي الأمريكي لم يرى بعد أية مؤشرات لتغيير استراتيجية النصرة و داعش، لكنه أضاف أنه لا يستبعد اتفاقاً تكتيكياً على الأرض بينهما.
فمهما كانت النتيجة اتفاق أو لا إتفاق فإنّ ذلك "لن يغير في العداء قضية" فداعش وجبهة النصرة وجهان لعملةٍ واحدة هي الإرهاب. ولن يبدل ذلك ولن يحسن الصور القبيحة للدول الصانعة والمموّلة والداعمة له، ولن يغيّرالإتفاق أوعدمه في واقع الميدان بل فلينتظر الجميع السيناريو القادم سياسياً وميدانياً. وما هذه المعلومات الا مقدمات لا يمكن التنبؤ بنتائجها من الآن، ولكن المتيقّن أنّ صانعي الإرهاب وعلى رأسهم أمريكا لا يضمروا لهذا العالم الاّ الخراب والتقاتل وتشويه صورة الإسلام الذي لن تُغيّر حقيقته ولو سعى الكافرون ولو أفسد المفسدون.
