الوقت - اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن الاعتراف المتبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وإدارة «أرض الصومال» يشكّل سابقة خطيرة، ويكشف في الوقت ذاته حجم العزلة الدولية المتنامية التي يعيشها الاحتلال نتيجة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأعربت الحركة، في بيان صدر السبت، عن رفضها القاطع للخطوة التي أعلنتها الإدارة الانفصالية في منطقة «أرض الصومال»، مؤكدة أنها محاولة مرفوضة لاكتساب شرعية زائفة من كيان فاشي محتل لأرض فلسطين، ومتورط في جرائم حرب وإبادة جماعية، ويواجه عزلة دولية متصاعدة.
وشددت «حماس» على رفضها الكامل لمخططات الاحتلال الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني قسرًا، بما في ذلك محاولات طرح «أرض الصومال» كوجهة محتملة لأبناء قطاع غزة، معتبرة أن هذه الطروحات تمثل امتدادًا لسياسات الاقتلاع والتطهير التي ينتهجها الاحتلال.
وأوضحت الحركة أن لجوء حكومة بنيامين نتنياهو، التي وصفتها بحكومة مجرم حرب، إلى الاعتراف بإدارة انفصالية في الصومال، يعكس عمق المأزق السياسي والأخلاقي الذي يعيشه الاحتلال على الساحة الدولية، نتيجة ما ارتكبه من جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكدت أن هذه الخطوة تستدعي تعزيز عزلته على المستويين الشعبي والرسمي، ومواصلة الجهود الدولية لمحاصرته سياسيًا وقانونيًا، والعمل على محاسبة قادته أمام المحاكم الدولية على جرائمهم بحق الإنسانية.
وثمّنت «حماس» مواقف الدول العربية والإسلامية التي سارعت إلى إدانة هذا السلوك الخطير المخالف للقانون الدولي، لما يحمله من اعتداء واضح على وحدة الصومال وسيادتها، ومحاولة لاستغلال أوضاع داخلية معقدة لخدمة أجندات استعمارية.
وفي السياق ذاته، حذرت الحركة من السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تفتيت الدول العربية وزعزعة استقرارها، والتدخل في شؤونها الداخلية، مؤكدة أن هذه الممارسات تأتي في إطار المشروع الصهيوني الاستعماري الساعي إلى فرض الهيمنة وبث الفوضى في المنطقة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، أمس الجمعة، اعترافه رسميًا بما يسمى «جمهورية أرض الصومال»، غير المعترف بها دوليًا، في خطوة قوبلت برفض إقليمي واسع ومخاوف من إعادة إحياء مخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارج وطنهم.
وتُعد «أرض الصومال» كيانًا انفصاليًا عن جمهورية الصومال منذ أكثر من ثلاثين عامًا، إلا أن المجتمع الدولي لا يعترف بها كدولة مستقلة، وتؤكد الحكومة الصومالية أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وفي وقت سابق، كشفت وكالة «أسوشيتد برس» أن الولايات المتحدة و«إسرائيل» أجرتا اتصالات مع مسؤولين رفيعي المستوى في حكومات السودان والصومال و«أرض الصومال»، لبحث إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى تلك المناطق، في إطار خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما بعد الحرب.
