الوقت- توصلت قمة المصالحة الوطنية الفلسطينية الأخيرة، التي عقدت منتصف مارس 2021 برعاية الحكومة المصرية، إلى اتفاقات مهمة. هذه الاتفاقات التي تم تقديمها في الاجتماع الأخير كميثاق، وكلها تتعلق بإجراء ثلاث انتخابات في ربيع وصيف عام 2021، لم يتم إبرامها من قبل في اجتماعات العقد الماضي ويمكن اعتبارها إنجازا، الا أن بعض بنودها الغامضة يمكن أن تؤدي إلى بروز مشاكل في المستقبل.
اتفاقيات اجتماع القاهرة الأخير
تم عرض جميع الاتفاقات الجديدة على شكل ميثاق يغطي مسار الانتخابات الثلاثة لرئاسة الجمهورية والسلطة التشريعية والجمعية الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويغطي جميع الجوانب الإدارية والقانونية والأمنية. ومن المفترض أن تكون الاتفاقية مرجعية لثلاث انتخابات لجميع الفصائل الفلسطينية يتم تنفيذها من قبل مجلس القضاء الأعلى وقيادة شرطة الضفة الغربية. وأكدت الاتفاقية على وجوب احترام جميع الفئات لنتائج الانتخابات وقرارات محكمة القضاء العليا.
بالإضافة إلى ذلك، مع احتجاج الجماعات الفلسطينية على استبعاد شرطة غزة من مراقبة الانتخابات التابعة لحركة فتح، تقرر أن تقوم شرطة قطاع غزة، بالتعاون مع شرطة الضفة الغربية، بتوفير الأمن للانتخابات.
كما اتفقت الفصائل الفلسطينية على أن الأسرى الفلسطينيين الذين يحتجزهم الصهاينة وكانوا يشغلون مناصب حكومية لا يتوجب عليهم الاستقالة للترشح للانتخابات. كما اتفقت المجموعات على أن أي سجين شارك في الانتخابات وأدلى بصوته يجب أن يوضع في المنصب الذي صوت له بمجرد إطلاق سراحه، حيث سيحاول الصهاينة تعليق نتائج الانتخابات من خلال عدم إطلاق سراح المسؤولين الفلسطينيين المنتخبين.
لماذا لم توقع الجهاد الاسلامي الميثاق؟
تم تضمين الاتفاقات المذكورة أعلاه في الاتفاق الخاص بالفصائل الفلسطينية، لكن لم يتم التوقيع عليها من قبل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. والسؤال هل الجهاد الاسلامي يعارض هذه الاتفاقات؟ أم انه عارض توقيع هذه الاتفاقيات لسبب اخر؟
الجهاد الإسلامي يؤمن بأن الانتخابات التي ستجرى ستتم وفقا لفرضية معدة مسبقاً، وهي اتفاقيات أوسلو. وهذا يعني أنه في الوقت الذي يتم فيه قبول اتفاقيات أوسلو، من المتوقع أن تدخل الجماعات الفلسطينية في انتخابات جديدة إذا تم قبول الاتفاقية. ومن البنود الرئيسية لاتفاقيات أوسلو اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني، وهو ما لم ولن تقبله جماعات المقاومة، بما في ذلك حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
حل الجهاد الاسلامي
إن المسار الذي قدمه الجهاد الإسلامي للتوقيع على هذا الاتفاق هو أن مسار انتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية يجب أن ينفصل تماما في مسار العضوية والانتخاب بحيث تكون الجماعات التي تنوي المشاركة في الانتخابات لا توافق ضمنيا على اتفاقية أوسلو، كما ان أي مجموعة لا تريد قبول أوسلو فسوف ترفضها عمليا من خلال عدم المشاركة في انتخابات الجمعية الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولن تضطر بذلك إلى الموافقة عليها ضمنيا ولا شكليا.
الاجتماع الأخير لقضية منظمة التحرير الفلسطينية
من المتوقع أن تحقق الفصائل الفلسطينية في قضية منظمة التحرير الفلسطينية في الأيام المقبلة لإيجاد حل للمشكلة التي حالت دون مشاركة حركة الجهاد الإسلامي في الانتخابات. الحل الذي كان جزءا من قضية المصالحة الوطنية الفلسطينية. حيث ان قضية منظمة التحرير الفلسطينية والطريقة التي تتواجد بها كل الفصائل الفلسطينية من أهم قضايا المصالحة الوطنية الفلسطينية، وبدون حل نهائي لن تتوصل المصالحة الوطنية لاي نتيجة. والآن، مع النقاط التي أثارتها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، يتم متابعة القضية بشكل أوضح مما كانت عليه في الماضي، ويمكن أن نأمل أن تحقق هذه القضية نتائج مهمة وأفضل في المستقبل.