الوقت- حذرت حركة حماس سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغبة “المساس” بالمسجد الأقصى، وقالت إن ذلك يعني “إشعال حرب”، في الوقت الذي تواصلت فيه الردود الفلسطينية الرافضة لقرار محكمة إسرائيلية بإعادة إغلاق “مصلى باب الرحمة”، والذي جاء ضمن المخططات الإسرائيلية الرامية لتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا.
وقالت الحركة في بيان لها: "إن المسجد الأقصى المبارك دونه الأرواح والرقاب"، وأضافت محذرة: "أي مساس به يعني إشعال الحرب، وإذا كانت الظروف اليوم مواتية للاحتلال فإن هذا الحال لن يدوم، وسيدفع الاحتلال ثمن تعدياته على مسجدنا المبارك من دمه وروحه".
وشددت حركة حماس في بيانها، الذي أصدرته في الذكرى الثالثة لما تعرف بـ "هبة باب الأسباط"، على أن "آلة البطش الصهيونية رغم قوتها، لن تصمد أمام قوة الحراك الجماهيري المقدسي على الأرض، والقادر على وقف مخططات الاحتلال ضد القدس والمقدسيين، فالجماهير قادرة على فعل المستحيل".
وأشارت إلى أن هذه الذكرى تمر في ظل اتخاذ الاحتلال قرارا وصفته بـ "الأحمق" يقضي بإغلاق "مصلى باب الرحمة" للسطو عليه وتهويده وتحويله إلى كنيس، وقالت: "إن هذا المخطط الخطير لن يمر ولن يمرره المقدسيون، فكما استطاعوا كسر أقفال الاحتلال التي وضعت على بوابته من قبل سيكسرون بتوكلهم على الله قرار المحتل الغاشم".
جدير ذكره أن تلك الهبة كانت رفضا لإقامة سلطات الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل الأقصى، حيث واجه سكان القدس تلك البوابات التي نصبت في مثل هذا الوقت في العام 2017، بغضب شعبي واسع، ورفضوا دخول المسجد، وأقاموا اعتصاما متواصلا أمام باب الأسباط حتى أزال الاحتلال تلك البوابات.
وأشادت الحركة بصمود سكان القدس وسكان فلسطين المحتلة عام 48 لما يبذلونه من إصرار ومواظبة على الرباط في المسجد الأقصى والمنافحة عنه، وعدم السماح للاحتلال بأن يحظى بفرصة لإفراغ الأقصى من عمّاره.
وثمنت حماس موقف المرجعيات والهيئات الإسلامية في المسجد الأقصى والتي أعلنت أن "مصلى باب الرحمة" هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى الذي هو حق للمسلمين وحدهم، وأن هذه المرجعيات والهيئات لن تلجأ للمحاكم الاحتلالية غير المعترف بها، وليست ذات صلاحية للبت في قضايا المسجد الأقصى المبارك.
ودعت كل فلسطيني يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام لـ "ألا يتأخر عن نصرة مسجده، فالأمر جد خطير، والاحتلال عينه على رؤية المسجد الأقصى وقد هدم وقام مكانه هيكلهم المزعوم".
كما دعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى "التحرك سريعا لوقف الخطر الذي بات يتجول في جنبات الأقصى، واستخدام كل السبل للضرب على يد الاحتلال ومنعه من تحقيق مآربه".
وكانت محكمة إسرائيلية أصدرت قرارا بإغلاق ذلك المصلى، الذي يسعى الاحتلال لتحويله إلى "كنيس يهودي"، وهو أمر رفضته كل من دائرة قاضي القضاة، والهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء في القدس، وشددت على أن المصلى يعد "جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، هو للمسلمين وحدهم، ولا تنازل عن ذرة تراب منه".