الوقت- بعد عامين على فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، تمكّن اليوم الديمقراطيون من تكبيله بعد فوزهم على الجمهوريين في مجلس النواب مع احتفاظ "حزب ترامب" الجمهوري بسيطرته على مجلس الشيوخ في انتصار له بطعم الهزيمة.
وفاز الديمقراطيون بـ219 مقعداً في مجلس النواب، مقابل حصول الجمهوريين على 194 مقعداً، ليصبح فوزهم بأغلبية مجلس النواب هو الأول منذ 8 سنوت، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن"، بالمقابل تمكّن الحزب الجمهوري من المحافظة على الأغلبية في مجلس الشيوخ، حاجزين 51 مقعداً، مقابل 43 للحزب الديمقراطي، حسب آخر نتيجة غير رسمية أظهرتها "سي إن إن".
وفوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب، سيؤهلهم لفرض رقابة مؤسسية على رئاسة ترامب، وهو ما من شأنه التأثير سلباً على أجندة البيت الأبيض في تمرير عدد من الملفات التي يعتبرها ترامب أساسية، وهذا بالضبط ما وعد به الديمقراطيون فور إعلان فوزهم في مجلس النواب.
حيث توعدت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، بفرض "ضوابط ومحاسبة" من جديد على إدارة الرئيس دونالد ترامب، وغمزت من قناة الأخير، مؤكدة أن أمريكا سئمت الانقسامات.
وقالت بيلوسي المعروفة بمعارضتها الشرسة لترامب، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم، بعد تأكد انتقال السيطرة في مجلس النواب إلى الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية النصفية: "الأمر اليوم يتخطى الديمقراطيين والجمهوريين، الأمر يتعلق بترميم الضوابط والمحاسبة التي نص عليها الدستور بمواجهة إدارة ترامب"، متعهدة في المقابل بـ"العمل على التوصل إلى تجمعنا، لأننا سئمنا جميعاً الانقسامات".
وأكدت بيلوسي أن الديمقراطيين سيستغلون فوزهم بأغلبية مقاعد مجلس النواب لتنفيذ جدول أعمال يحظى بتأييد الحزبين لدولة "عانت بما يكفي من الانقسامات".
وقد استعاد الديمقراطيون أغلبيتهم في مجلس النواب لأول مرة منذ 8 سنوات، رغم التوقعات التي استبعدت ذلك نظراً لحاجة الحزب للفوز بولايات صوتت لمصلحة ترامب والجمهوريين مثل انديانا وفيرجينيا الغربية ومونتانا وداكوتا الشمالية.
ويحتاج أي حزب إلى 218 مقعداً على الأقل لضمان الأغلبية في مجلس النواب، بينما يحتاج إلى 51 مقعداً لنيل أغلبية مجلس الشيوخ.
فوز حزين!!
صحيفة واشنطن بوست" الأمريكية وصفت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي بأنها "انتصار حزين" للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وحزبه الجمهوري، حيث ضمن ترامب والجمهوريون في تلك الانتخابات السيطرة على مجلس الشيوخ بنسبة 51%، فيما اكتفى الحزب الديمقراطي بنسبة 43% من أعضاء هذا المجلس، بواقع 52 مقعداً للحزب الجمهوري مقابل 44 مقعداً للديمقراطي، لكن الرئيس الأمريكي فقد الأغلبية المريحة في مجلس النواب الأمريكي، لمصلحة الديمقراطيين، الذين باتوا يسيطرون على نسبة 50.3% من أعضاء مجلس النواب، بعد فوز 219 نائباً لهم، مقابل فوز 193 نائباً جمهورياً بنسبة 44.4% من أصل 435 مقعداً.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن مجلس النواب يمكنه فعلياً هذه المرة أن يستخدم أدوات ترهيب كبرى ضد ترامب، وأن يلوّح للمرة الأولى بورقة "العزل".
وينص الدستور الأمريكي على أن صلاحيات مجلس النواب لا تقتصر على التصويت على الميزانية، وإقرار مشاريع القوانين، وتوجيه الاتهامات إلى الرئيس وقضاة المحكمة العليا والتحقيق معهم والتي يمكن أن تصل إلى العزل من مناصبهم، بل تصل إلى اختيار رئيس للبلاد، في حال لم ينل أي مرشح أكثرية في انتخابات الرئاسة.
ولكن رغم صعوبة ملاحقة ترامب، إلا أنه يبدو أن أعضاء مجلس النواب الجدد من الديمقراطيين يسعون إلى إحراج الرئيس الأمريكي، مثل ما قال نائب تكساس، آل غرين: إن مساءلة ترامب القانونية ستكون من أولوياته في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
ووصفت شبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية فوز الديمقراطيين بأنه "مخرز" في خاصرة ترامب، وسيعوق بشكل قوي عدداً كبيراً من سياساته وقوانينه التي يسعى إلى تمريرها، وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن فوز الديمقراطيين، هو "تاريخي" بكل المقاييس، نظراً لأنه الأول من نوعه منذ 8 سنوات بالنسبة للحزب الديمقراطي.
وسيتمكن الديمقراطيون بفوزهم بأغلبية مجلس النواب من "فرض رقابة مؤسسية" على ترامب، وإنهاء السيطرة الجمهورية على مجلسي النواب والشيوخ، ما سيجعل تمرير الرئيس الأمريكي للأجندة اليمينية أمراً صعباً، وفقاً لشبكة " سي إن إن" التلفزيونية.