الوقت- كشف كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية، ستيف بانون، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يواجه "انقلاباً" غير مسبوق في البيت الأبيض.
وقال بانون في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال زيارة سريعة لإيطاليا: "ما شهدتموه في ذلك اليوم كان في غاية الخطورة، هذا هجوم مباشر على المؤسسات"، وأضاف "هذا انقلاب"، مشيراً إلى أن المرة السابقة التي تعرّض فيها رئيس أمريكي لمثل هذا التحدي، كانت في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، عندما اختلف الجنرال جورج بي، مكليلان مع الرئيس أبراهام لينكولن.
وتابع حديثه قائلاً: "هذه أزمة، البلاد لم تشهد مثل هذه الأزمة منذ صيف 1862، عندما رأى الجنرال مكليلان وكبار الجنرالات، وجميعهم ديمقراطيون في الجيش الاتحادي، أن أبراهام لينكولن غير مؤهَّل لأن يكون قائداً عاماً".
وتحدث بانون عن وجود "عصبة من الشخصيات في المؤسسة الجمهورية تعتقد أن ترامب غير مؤهَّل لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة. وهذه أزمة"، وأضاف: "لست رجل مؤامرات، قلت إنه ليس هناك دولة عميقة، إنها دولة ظاهرة"، محذراً التقدميين الليبراليين داخل الحزب الديمقراطي، مثل بيرني ساندرز، بألّا يبتهجوا بما يجري في البيت الأبيض، وتابع قائلاً: "لا تتصوروا أن الأمر سيختلف إذا توليتم السلطة، لأن هذا هو النظام القائم، يقول إنه أكثر دراية من الشعب".
وتأتي أهمية تصريحات بانون عمّا يدور من تطورات سيئة للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، من كونه رجل لديه اطلاع على ما يدور في إدارة الرئيس، ووُصف بانون، الذي عُيّن مديراً لحملة ترامب، بأنه مهندس استراتيجية ترامب في سباقه نحو البيت الأبيض، وقد اختاره الرئيس لشغل منصب كبير المستشارين وكبير المخططين الاستراتيجيين.
كما يُنعت بانون بالرجل اللغز، وسبق أنْ شبَّهه صحفي في قناة "فوكس نيوز"، التي تميل إلى الحزب الجمهوري، بـ"غوبلز" وزير دعاية زعيم النازية بألمانيا أدولف هتلر، كما يقدَّم على أنه أخطر رجل في الساحة السياسية الأمريكية، ويُنسب إليه الإسهام بقسط وافر في تحقيق ترامب فوزاً كبيراً على منافِسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويمتلك موقع بريتبارت الإخباري، الذي يديره بانون، جمهوراً واسعاً يقدَّر بنحو 37 مليون زائر شهرياً، وكان بانون قد سخّر الموقع لنشر أفكار ترامب بين أفراد المجتمع الأمريكي، في مواجهته وسائل الإعلام التقليدية التي تفقد تدريجياً ثقة الجمهور، قبل أن تنهار العلاقة بينه وبين الرئيس، وعُرف عن بانون أيضاً الذكاء والتكتم، وكان قليلاً ما يدلي بتصريحات خلال توليه منصبه في الإدارة الأمريكية.