الوقت- هتلر هذه الشخصية الاستثنائية الديكتاتورية التي حاول الإعلام النازي دائما إبعادها عن عالم النساء وعدم ذكر أي تفصيل عن حياة الفوهرر الخاصة، حيث كان مهما جدا لحملة الدعاية التي أطلقها وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز أن يبقى هتلر عازبا، وكان ممنوعا عليه كل شيء يشتت تفكيره، وتم إظهاره على أن الدولة النازية هي عشقه الوحيد.
إلا أن هذا لم يكن دقيقا جدا، فقد عُرف عن هتلر أنه كان يعجب جدا بالنساء الأرستقراطيات أبناء الطبقة المخملية، كما أغرم به عشرات النساء حتى أن بعضهن حاولن الانتحار بسبب رفضه لهن مثل ماريا رايتر، حيث كانت في السادسة عشر من عمرها بالكاد أنقذها قريبها من الانتحار بعد أن رفضها هتلر، وكذلك الأمر بالنسبة لـ ي"وليتي ميتفورت" التي كانت من عائلة بريطانية ارستقراطية وأطلقت النار على نفسها في سن الخامسة والعشرين.
ولم يقتصر الأمر على الفتيات فقد وقعت في حبه السيدات الناضجات أيضا مثل ماجدة غوبلز وهي امرأة ثرية مطلقة تعمل في مجال الصناعة وقعت في شباك حب هتلر واضطرت غوبلز للقبول بالزواج من وزير الدعاية جوزيف غوبلز وأصبحت زوجته وبالتالي السيدة الأولى في النظام النازي.
إلا أن القصة الأغرب والأكثر إثارة في حياة هتلر هي علاقته السرية مع إيفا براون، بدأت القصة عندما كان عمرها 20 عاما وبقيت علاقتهما سرية جدا، كان هتلر محور أحلامها ولكن لم تكن صورة هتلر هذه لتنجح لو عرف أن لديه حبيبة أو زوجة، ، لم يكن لإيفا براون أي وجود من وجهة نظر الألمان، ولم تنشهر إيفا إلا بعد أن تزوجها هتلر وانتحرا معا في غرفته المحصنة في برلين في الثلاثين من شهر نيسان من العام 1945، كانت واحدة من الفتيات التي حاولن الانتحار بعد وقعهن في سحر هتلر.
كانت ايفا براون مساعدة مختبر تعمل لدى مصور هتلر الشخصي هاينريش هوفمان، ومن ثم تطورت بينها وبين هتلر علاقة سرية وفي شتاء 1931 أصبحت ايفا حبيبة هتلر وهي في سن العشرين.
حاولت أن تنتحر إيفا براون عندما لم يصلها خبر عن هتلر لشهرين تقريبا حيث كان مشغولا جدا وكانت الحرب قد بدأت حينها، كتبت في مذكراتها أن محاولتها الثانية للانتحار ستكون ناجحة وابتلعت 35 حبة دواء ونجت ومن ثم ثبتت موقعها إلى جانب هتلر، فبعد مرور ثلاثة أشهر على محاولة انتحار فاشلة أخرى نقل هتلر إيفا براون إلى ملاذه الآمن في بيرغوف في جبال الآلب لتصبح حبيبته السرية.
ولم تكن إيفا مجرد شقراء بلهاء بل كانت امرأة شابة ذكية وكانت تملك الصفات اللازمة لتكون المرأة الآرية المثالية، ولعبت هذا الدور كما يجب وعرفت مكانها تماما في ايديولوجية هتلر "الايدولوجية النازية". وكانت غير مرئية بالنسبة للعامة لم يعرف أحد أنها حبيبته وكان لديها منزل للضيوف في بيرغهوف وكان يتم التعريف عنها في محيطه الخاص بأنها سكرتيرة.
ولكن سرعان ما عرف جميع من يحيط بهتلر بأن ايفا كانت حبيبته، وكانا يختفيان معا بعد يوم متعب في غرفة النوم، وهذا ما كان يعاكس الحملة الدعائية التي تصور هتلر بأنه عازبا وعاشقا لألمانيا النازية وحدها.
ومن الكواليس جمعت ايفا أرشيفا تفصيلا عن حياة هتلر ويعد الأرشيف الوحيد الذي يكشف حياة هتلر المنزلية والعملية في بيرغوف، أربع ساعات من المقاطع المصورة تفصل حياة هتلر المنزلية بين عام 1938 و 1944. وسمح هتلر لإيفا في العام 1938 بكتابة يوميات وتصوير فيلم ولكن للاستخدام الخاص وألا يسرب ذلك للعامة.
وفي أغسطس عام 1939 سجلت ايفا براون لحظة حاسمة في تاريخ العالم، حيث ظهر في الفيلم المسجل في ذلك الوقت هتلر وهو متوتر جدا، فبعد أن أبرم معاهدة عدم الاعتداء على الاتحاد السوفيتي، ظن أن الطريق خال أمامه ليغزو بولندا.
وفيما بعد تسربت أخبار بأن برقية وصلته من رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، أعرب فيها عن دعمه لبولندا وهذا يعني أن غزو بولندا ليس متاحا ببساطة، وقد تكون هذه هي الكارثة التي أشار لها هتلر. فوجئ هتلر بذلك لأن هذا يعني إعلان الحرب.
وفي التاسع والعشرين من سنة 1945 أي في مثل هذا اليوم، شهد مقر المستشارية الالمانية الضخم الذى كان به جزء واسع محصن تحت الأرض حفلة زواج هو الأغرب والأعجب والأكثر إثارة من أي حفل زواج آخر فى أي عصر أو مكان فقد كان الجيش الروسي قد وصل إلى مالايزيد على أمتار قليلة عن مقر هتلر ومساعديه وأصبح من المؤكد أن الروس سوف يصلون الى مقر هتلر خلال يوم أو يومين على أكثر تقدير.
وانتحر الزوجان بعد يوم واحد من زواجهما مع تقدم الجيش الأحمر نحو غرفتهما المحصنة في برلين، وكان الزوجان جالسان على أريكة صغيرة، إيفا على اليسار وهتلر على يمينها، وكان جسد إيفا مائلًا بعيدًا عن هتلر، وكان واضحًا أن هتلر قد أطلق النار على الجانب الأيمن من رأسه، وكان يوجد مسدس فالتر عيار 7.65 مل تحت قدميه.
وكانت الدماء تسيل من جانب رأسه وذقنه وصبغت الدماء الذراع الأيمن للأريكة وكانت تتساقط على سجادة الغرفة، ولم يكن لدى إيفا أي جروح ورجح لينجه إنها سممت نفسها.