الوقت- تأكد مقتل ياسر أبو شباب، زعيم جماعة ياسر أبو شباب، المدعومة من إسرائيل، ضربة لخطط إسرائيل في غزة بعد الحرب. وقاد أبو شباب الميليشيات التي سيطرت على رفح جنوب غزة. وقيل إن هذا الشخص، المرتبط بإسرائيل في غزة، قُتل أثناء محاولته "تهدئة نزاع" بين أفراد عائلته في ساحة عامة. وكان مصدر إسرائيلي قد صرّح سابقًا بأن مقتل أبو شباب كان نتيجة "صراعات داخلية" داخل الجماعة. أفاد مصدران إسرائيليان أن إسرائيل حاولت نقل أبو شباب إلى المستشفى قبل إعلان وفاته، لكن المحاولة باءت بالفشل.
وكان أبو شباب زعيمًا لإحدى أبرز الجماعات المسلحة المدعومة من إسرائيل في غزة، وتمثل وفاته انتكاسة لخطط إسرائيل الغامضة في غزة. وكان أبو شباب، في أوائل الثلاثينيات من عمره، قد تلقى دعمًا من أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية لتعزيز موقعه في مواجهة حماس وتقليص نفوذها في غزة. في الواقع، كانت تل أبيب تعتزم استخدام ميليشيات أبو شباب لإضعاف حماس والعمل كبديل لها. كما كان الصهاينة يعتزمون استخدام الجماعة المسلحة التي يقودها أبو شباب، والمعروفة باسم "القوات الشعبية"، لتنفيذ مشاريعهم في غزة المحتلة في المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار. في الأشهر الأخيرة من الحرب، حاولت جماعة ياسر أبو شباب السيطرة على تدفق المساعدات عبر معبر كرم شالوم جنوب غزة، وسعت إلى السيطرة على تدفق المساعدات إلى غزة عن طريق نهب قوافل المساعدات.
قصة مقتل أحد الثوار
أكد مصدر قبلي من قبيلة الطرابين لصحيفة عربي 21 أن ياسر أبو شباب، المتعاون مع عناصر الاحتلال الإسرائيلي، قُتل يوم الأربعاء خلال تبادل لإطلاق النار واشتباكات في منطقة رفح الشرقية. وأفاد المصدر أيضاً بمقتل آخرين في الحادث. ووفقاً لمصدر آخر من القبيلة نفسها، فإن عملية قتل "أبو شباب" نُفذت على يد شخص من عائلة تابعة لقبيلة الطرابين. وذُكر أن الدافع وراء هذا العمل هو وضع حد لسلوكيات تُخالف عادات وتقاليد أهل المنطقة. ويُقال إن أبو شباب اختطف وقتل أفراداً من عائلته رفضوا الانضمام إلى جماعته. وأضاف المصدر أن رجلين من عائلتي "ع.س" و"د" أطلقا النار بأسلحة آلية على أبو شباب وعدد من مرافقيه، ما أسفر عن مقتله وإصابة آخرين. وقُتل المهاجمان لاحقاً في اشتباك اندلع في المنطقة.
قتل خائن
لم تعلن حماس، التي سبق أن توعدت باستهداف أبو شباب بتهمة الخيانة لفلسطين، مسؤوليتها عن قتله، لكنها صرّحت بعد مقتله بأن "هذا هو المصير المحتوم لكل من يخون شعبه ووطنه ويقبل أن يكون أداة في يد المحتلين". وفي بيانها، أشادت حماس بكل من أدان أبو شباب وغيره بتهمة "التعاون" مع إسرائيل، مضيفةً: "نؤكد أن المحتلين، كما فشلوا في حماية قواتهم، لن يتمكنوا من حماية أي من مرتزقتهم". ومع ذلك، زعمت جماعة "القوات الشعبية"، بقيادة ياسر أبو شباب، في بيان لها أن أبو شباب لم يُقتل على يد حماس، وأن مقتله كان نتيجة صراع داخلي.
وفي غضون ذلك، كشف المحلل العسكري الإسرائيلي أمير بوهبوت، في تحليله لأبعاد حادثة اغتيال ياسر أبو شباب، تفاصيل الحادثة، وزعم قائلاً: "تشير تقديرات الجهاز الأمني [الإسرائيلي] إلى أن حماس نجحت في إدخال أحد عناصرها من قبيلة الطرابين إلى صفوف ميليشيات ياسر أبو شباب، ثم تمكن هذا المتسلل من خداع ياسر أبو شباب وكبار قادة الميليشيا والإيقاع بهم، والدخول في صراع معهم، ما أدى إلى مقتل ياسر أبو شباب وآخرين".
ابتهاجاً بمقتله
كما نشرت بعض الفصائل الفلسطينية في غزة، عقب مقتل أبو شباب، صوراً لاحتفالاتها بمقتله. وأظهر هذا الموقف أن جماعة ياسر أبو شباب كانت مكروهة لدى شريحة واسعة من سكان غزة. كذلك، نُشرت صور لأشخاص يعبرون عن فرحتهم بمقتل ياسر أبو شباب، أحد مرتزقة الكيان الصهيوني، في ملعب بقطر. وعقب التغطية الإعلامية لاغتيال ياسر أبو شباب، قام اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة بلبنان بتوزيع الحلوى وتكبيرها.
وورد أن سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قاموا بتوزيع الحلوى والتعبير عن فرحتهم بعد مقتل أبو شباب ونشر الخبر. وفي المقابل، عبّر ناشط أردني عن سعادته على مواقع التواصل الاجتماعي ردًا على نبأ مقتل ياسر أبو شباب، وكتب في رسالة واضحة: "افرحوا، فهذا [الحدث] درس لكل مرتزق داخل قطاع غزة وخارجه". وعقب اغتيال المرتزق التابع للكيان الصهيوني في رفح، أصدرت قبيلة الطرابين في قطاع غزة بيانًا رسميًا أكدت فيه تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، واعتبرت عمل المقاومة في قتل ياسر أبو شباب نهايةً لصفحة سوداء من الخيانة والتواطؤ مع كيان الاحتلال.
وشددت القبيلة على أن أبناءها لطالما وقفوا إلى جانب الشعب وقضيته العادلة، ولن يكونوا أبدًا غطاءً لتجار الفتنة أو المتعاونين مع المحتلين، رغم محاولات البعض تشويه سمعة القبيلة بطرق لا تمتّ بصلة إلى أخلاقها وتاريخها. وأعلنت قبيلة الطرابين، التي تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في رفح، بوضوح أن مقتل ياسر أبو شباب على يد قوات المقاومة يُمثل نهاية صفحة سوداء لأبناء الطرابين، لا تعكس تاريخ القبيلة ولا مواقفها الثابتة. تعتبر القبيلة دماء هذا الرجل الذي نقض عهد قومه وتعاون مع كيان الاحتلال نهايةً لصفحةٍ مُخزية سعت القبيلة إلى محوها بأيديها وبموقفٍ واضح.
تعزيز نتنياهو للجماعات الشبيهة بتنظيم داعش
بحسب تقريرٍ لشبكة CNN، كان معظم أعضاء جماعة ياسر أبو شباب يتمركزون في الجزء المُحتل من قطاع غزة. ووفقًا لمحمد شحادة، الخبير الفلسطيني في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تضم جماعة أبو شباب مئات الأعضاء، ونفذت هجماتٍ في مناطق تسيطر عليها حماس وضد قوات المقاومة قبل انسحابها إلى المناطق المُحتلة من غزة. وفي وقتٍ سابق، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجماعات المسلحة والمتجولة في غزة، مثل جماعة ياسر أبو شباب، بأنها "أمرٌ جيد"، على الرغم من أن البعض في إسرائيل انتقد نتنياهو لدعمه جماعاتٍ شبيهة بتنظيم داعش. أفاد مسؤولان إسرائيليان لشبكة CNN بأن نتنياهو يواصل تسليح الجماعات الإرهابية والمعارضة، بما فيها أبو شباب، دون موافقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية، وأن الكثيرين في إسرائيل غير راضين عن نهج نتنياهو في دعم الجماعات الإرهابية.
"كانت النتيجة واضحة. سواء قُتل على يد حماس أو في صراعات قبلية داخلية، كان من الواضح أن النهاية ستكون واحدة." وخلصت CNN في تقريرها إلى أن مقتل ياسر أبو شباب يعني نهاية استراتيجية إسرائيلية في غزة لم تكن استراتيجية حقيقية أصلاً. لم يعتقد أحد في إسرائيل أن أبو شباب سيحل محل حماس، لأنه لم يكن يتمتع بالأهمية والشعبية الكافيتين.
فشل استراتيجية تل أبيب
وفي معرض تعليقه على مقتل أبو شباب، أكد الصحفي الإسرائيلي أوليفر ليفي أن مقتل ياسر أبو شباب - قائد المرتزقة المدعومين من إسرائيل - داخل الأراضي التي يحتلها الجيش الإسرائيلي، يكشف الحقيقة كاملة. بحسب قوله، فقد حان الوقت للتعلم من أخطاء الماضي وإدراك أنه لا يمكن الاعتماد على بضع عصابات مسلحة في غزة لتنفيذ عمليات سرية وقذرة ضد حماس؛ وهو أمر، كما أقرّ، لم ينجح قط ولن ينجح الآن. تعكس هذه التصريحات فشل السياسات الأمنية للكيان الصهيوني في الاعتماد على جماعات مرتزقة متعاونة لمواجهة المقاومة في غزة.
وفي هذا السياق، أشار آفي أشكنازي، المحلل العسكري الصهيوني، إلى عجز الجيش الإسرائيلي عن حماية المسلحين، قائلاً: "فشل الجيش في حماية المسلحين، والسبب في ذلك هو مقتل قائد أكبر فصيل مسلح في غزة. وللأسف، نجحت دعاية حماس بشأن مصير المسلحين". «كل من يعتقد أن أمثال أبو شباب قادرون على إدارة قطاع غزة أو إنشاء نظام حكم مستقر، تلقى اليوم جوابه القاطع: "اقضوا على أبو شباب".» كما علّقت القناة الثانية عشرة العبرية على القضية، واصفةً مقتل ياسر أبو شباب بأنه «نتيجة مباشرة لسياسات إسرائيل قصيرة المدى، وهزيمة ساحقة لفكرة وجود بديل لحماس». وأضافت القناة: «على مدى شهور، تم تدريب هؤلاء [أمثال أبو شباب] وتطويرهم وإضفاء الشرعية عليهم من قبل الميليشيات المسلحة، بهدف إيجاد بدائل لحماس وخلقها، ولكن في النهاية سقطوا وبقيت حماس قائمة».
