الوقت – كتب الباحث في مركز الأمن القومي الإسرائيلي كوبي ميخائيل مقالا تناول فيه تغيير نمط العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون ضد الاحتلال خلال العام الماضي قائلا ان الكيان الإسرائيلي ايضا يغير من أدائه الأمني.
وقد كتب هذا الباحث الاسرائيلي ان فلسطين قدمت خلال العام الماضي حوالي 250 من شبانها الذين يعرفون بجيل ما بعد اوسلو الى انتفاضة الأقصى الثالثة لكن التحدي الاكبر أمام السلطات الاسرائيلية هي العمليات الاستشهادية التي تجري في الضفة الغربية والاراضي المحتلة عام 67 وعام 48، فهذه العمليات هي خارج سيطرة اللاعبين الإقليميين والدوليين بل تترك تأثيرا على هؤلاء.
ويستخدم الباحث الإسرائيلي مصطلح "الذئاب الوحيدة" لمنفذي العمليات الإستشهادية التي تجري الان في فلسطين قائلا ان منفذي هذه العمليات يقومون بهذه العمليات لوحدهم ومن دون وجود علاقة تنظيمية بينهم وبين أية جماعة او تنظيم ودون وجود دوافع تنظيمية او دعم تنظيمي.
ومن الجدير ذكره ان استخدام مصطلح "الذئاب الوحيدة" التي تستخدم في وصف الجماعات الارهابية لا يعني هنا وصف العمليات الاستشهادية للفلسطينيين في الدفاع عن حقوقهم بأنها عمليات ارهابية.
ان الذئاب الوحيدة ليس لهم علاقة بجماعة او فصيل بل يقومون بالعمليات لوحدهم ويجب القول ان مراقبة مثل هؤلاء الاشخاص من قبل المؤسسات الأمنية هو أمر صعب، ويعتقد الكاتب المصري فهمي هويدي ان ظاهرة الذئاب الوحيدة توجه رسالة الى الحكام بأن الظلم والجور والقمع سيحول الأشخاص الى قنابل موقوتة مستعدة للإنفجار في أية لحظة وفي هذه الحالة فإن الإنتقام لايحتاج الى تخطيط ولا الى الجماعات الارهابية التي تخطط للعمليات وتنفيذها بل ان شخصا تعرض للظلم والقمع ولديه دافع للإنتقام يقوم بالعملية من دون الحاجة الى تحريض وتدريب ودعم مالي.
وقد استخدم فهمي هويدي مصطلح الذئاب الوحيدة بعد العمليات الاستشهادية في تل أبيب والتي نفذها حمد وخالد مخامرة والتي قتل فيها 4 مستوطنين.
ان تلك العملية والعمليات التي تلتها دفعت بعض الاسرائيليين ايضا الى استخدام مصطلح الذئاب الوحيدة مطالبين بتغيير اداء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ويعتبر رئيس هيئة اركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت أحد المسؤولين الإسرائيليين الذين يؤكدون على ضرورة تغيير الأداء الأمني الإسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين وعملياتهم الفردية، فهو قد قال في مقال ان المواجهات التي اندلعت في عام 2015 وبعد 10 سنوات من الهدوء في الضفة الغربية تختلف بشكل أساسي عن المواجهات والإنتفاضات السابقة لأن الشباب الفلسطينيين المنفذين للعمليات ليس لديهم أي إنتماء حزبي ويقومون بعملياتهم من دون اي إنذار مسبق وهذا يعتبر أهم خطر يهدد الكيان الإسرائيلي على المدى القصير.
ويقول أيزنكوت ان الجيش الإسرائيلي كان يعتمد في السابق على تفوقه الإستخباراتي لكن مواجهة الموجة الجديدة من العمليات تعتبر أمرا صعبا.
اما الباحث الاسرائيلي كوبي ميخائيل فيعتقد ان دوافع الفلسطينيين لشن العمليات ضد الإسرائيليين الان سببها الشعور بالإحباط نتيجة اهانة الاسرائيليين للمقدسات الدينية للفلسطينيين ولذلك يقترح ميخائيل على السلطات الاسرائيلية خفض التوتر مع الفلسطينيين وعدم معاقبتهم معاقبة جماعية ودعم السلطة الفلسطينية ودعم اقتصاد الضفة الغربية كما يعتقد ميخائيل بأن على تل أبيب ان تسعى ايضا الى احياء ما يسمى بمفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية لكي يتم في المقابل الحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي.