الوقت- وصل التنافس بين الجمهوري "دونالد ترامب" والديمقراطية "هيلاري كلينتون" المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى أقبح أشكاله، وتحول هذا التنافس إلى نزال قذر بعدما نشرت جماعة سياسية مستقلة إعلاناً تظهر فيه عارضة الأزياء "ميلانيا ترامب" زوجة دونالد وهي عارية، مع تعليق يقول "إليكم ميلانيا ترامب.. السيدة الأولى القادمة"، فيما أشار ترامب لفتح قضية خيانة بيل كلينتون مع "مونيكا لوينسكي" من جديد، إذ لا سياسة خارجية ولا إقتصاد أو تعليم أو برامج صحية، هي هدف المرشحين، كما يعتقد البعض.
فقد شنَّ ترامب، هجوماً على منافسته مستغلاً نزوات زوجها الجنسية في محاولة منه لإضعاف ثقتها في نفسها بحسب حواره مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال ترامب في حواره مع الصحيفة، إنه يثير أزمة خيانة "بيل كلينتون" من جديد لاعتقاده أن ذلك من الممكن أن يبعد الناخبات عن التصويت لـ"هيلاري". كما كرر تصريحاته بأن المرشحة الديمقراطية قد تزوجت من أكثر رجل أساء للسيدات في تاريخ السياسة، متهماً إيّاها بأنها تواطأت معه في هذه النزوات. ولم يتردد ترامب بوصف كيلنتون بالمحتالة والحمقاء والخائنة.
واستكمل هجومه قائلاً:" بيل كلينتون إرتكب العديد من الحماقات وكذب على "مونيكا لوينسكي" ودفع غرامة كبيرة"، كما أشار إلى علاقته بـ "جينيفر فلاورز"، مضيفاً أن نزوات رئيس أمريكا الأسبق "جلبت العار إلى الرئاسة، بينما هيلاري كانت في دفاع عنه طوال الوقت".
كما إتخذ ترامب منحىً آخر للهجوم على كلينتون من خلال تغريدة له أثارت جدلاً كبيراً عندما دعا مؤيديه لمشاهدة شريط جنسي لملكة جمال العالم السابقة "أليشيا ماتشادو" الداعمة لمنافسته. كما إتهم كلينتون بمساعدة ماتشادو - التي ولدت في فنزويلا - على الحصول على الجنسية الأمريكية.
وزعم ترامب بإنّ إثارة هذه القضايا "سلاح مشروع" في معركته مع نظيرته الديمقراطية التي إتهمت ترامب في وقت سابق بالتمييز "الجنسي" ضد المرأة. ووصفت كلينتون ترامب بنجم تلفزيون الواقع الذي يفلح في الظهور التلفزيوني، مستغلة ماضيَه البعيد نسبياً عن العمل السياسي.
في المقابل، لم يعتبر ترامب علاقته بإمرأة في ظل زواجه الأول - الذي إنتهى بالطلاق وتلاه بزيجتين أخرتين - يمثل أي مشكلة بالنسبة له ورفض مناقشتها بل ودافع عن نفسه قائلاً أنه لم يكن رئيس أمريكا آنذاك.
كما دافع ترامب عن نفسه بقوله إنه تزوج 3 مرات، وليس له سجل يذكر في مجال الإساءة الزوجية خلال تاريخه، وقال إن فتح هذه الجبهة الجديدة سيجعل وسائل الإعلام أو المنافسين يراجعون أكثر في تاريخه "ليتأكدوا من الحقيقة".
في هذا السياق ردّت حملة هيلاري كلينتون الانتخابية على تصريحات ترامب بأن وصفته بالـ"معتوه" وأن حديثه لن يثني المرشحة الديمقراطية عن دفاعها عن "ماتشادو" أو أي إمرأة أهانها ترامب على مرّ السنوات الماضية، لافتة إلى أن حياة ترامب الشخصية مليئة بالفضائح، وكل يوم تتفجر فضيحة جديدة، كان آخرها إتهام زوجته السابقة له بأنه عنيف جنسياً، وأنها تعاني بسببه من الألم والمرض، بعد خضوعها لعملية تجميل في أواخر الثمانينيات.
وتزايدت وتيرة المشاكل بين حملتي كلينتون وترامب بشكل متصاعد في الآونة الأخيرة بسبب بحث المعسكرين المتنافسين عن ميزة تفضيلية لأحدهما على الآخر في عالم "الجنس السياسي" أو "السياسة الجنسية".
ويبدو أن هيلاري كلينتون باتت تواجه مرشحاً لا يفوّت فرصة لضرب منافسه، ولا يتردد بنبش ملفات الماضي وحرث الأراضي الموحلة لإثارة ملفات وفضائح تتعلق بكل من هو على علاقة بها، وهو ما لا تقدر كلينتون على مجاراته، بحسب المراقبين.
ويرى المتابعون للشأن الأمريكي بأن تركيز ترامب على هذه القضايا يأتي من إعتقاده بأن هذه الناحية لا زالت قادرة على أن تضر بهيلاري في سباق الرئاسة، ودليلهم على ذلك هو أن التركيز في هذا المجال لا يزال قادراً على تصدر عناوين الصحف العالمية.
وهذه هي المرة الأولى التي تتحول فيها الدعايات الانتخابية للرئاسة الأمريكية إلى حرب فاضحة تمس الحياة الخاصة للمرشحين، والتي لا علاقة لها بالسياسة أو حرية الرأي أو ما شابه ذلك. ويعتقد المراقبون بأن التصريحات المقززة التي صدرت من شخصيات متنفذة ومرشحة لقيادة أمريكا، لا يمكن أن تكون مجرد هفوات، بل هي تعكس طبيعة التعاطي السياسي الأمريكي سواء في الشأن الداخلي أو الخارجي.