الوقت- لم ينسى التاريخ ما عاناه الأمريكيين من أصول أفريقية من التفرقة و التمييز العنصرية طوال قرون فهذا البلد الذي يحتضن تمثال الحرية كان أكثر من مارس العنصرية ضدهم و التي اتخذت أشكالا إجتماعية سياسية ورغم صدور قرار "تحرير العبيد" عام 1862 ميلادي إلا أنه لا يزال الى الآن يعاني المجتمع الأمريكي من هذه الآفة فما زال أمريكيين ذوي الأصول الأفريقية يضطهدون و يدفعون ثمن لون بشرتهم في بلادهم. فهل سيسهم إفتتاح هذا المتحف في حل هذه المشكلة أو التقليل منها؟
في هذا الإطار، قال ديفيد سكورتون، الأمين العام لمؤسسة سميثسونيان، إن المتحف الوطني الجديد لتاريخ وثقافة الأمريكيين من أصول أفريقية ربما يسهم في معالجة مشكلة العنصرية في الولايات المتحدة التي لا تزال مستمرة عند افتتاحه خلال عشرة أيام.
وقال سكورتون في تصريحات صحفية إن المتحف الذي تكلف 540 مليون دولار سيفتتحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فيما تهيمن خلافات عنصرية وثقافية على المشهد الوطني، وأضاف أن المتحف سيكون مكانا مثاليا للحوار حول هذه الخلافات.
وتطل واجهة المتحف على متنزه ناشونال مول في واشنطن، والمعروف أيضا باسم "الفناء الأمامي لأمريكا"، وتقول مؤسسة سميثسونيان إن المتحف هو الوحيد المخصص بالكامل لحياة وتاريخ وثقافة الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية.
وأشارسكورتون حول افتتاح المتحف وهو التاسع عشر ضمن سلسلة متاحف مؤسسة سميثسونيان "بافتتاحه الآن في وقت يذكرنا فيه الخلاف الاجتماعي والسياسي للأسف بأن العنصرية ليست شيئا من الماضي فإن هذا المتحف قد يساعدنا في النهوض بالحوار العام"، ورغم أن العمال لا يزالون يضعون اللمسات النهائية على المتحف الجديد فقد قال مديره لوني بانش إن المبنى سيكون جاهزاً في الموعد المحدد لافتتاحه وهو 24 سبتمبر؛ وقال متحدث باسم مؤسسة سميثسونيان إنه تم حجز 200 ألف تذكرة دخول "ولن تتاح تذاكر جديدة قبل شهر نوفمبر".
وتشمل مقتنيات المتحف وعددها 36 ألفاً سلعاً تجارية استخدمت في شراء العبيد في أفريقيا، وعربة قطار سكك حديدية تعود لعشرينيات القرن الماضي، وسيارة كاديلاك حمراء اللون ذات غطاء قابل للطي كانت مملوكة لرائد موسيقى الروك آند رول تشاك بيري، وتضم المعروضات أيضاً مبنى كان مخصصاً لسكن العبيد من ساوث كارولاينا، ورداء استخدمه أسطورة الملاكمة محمد علي، ونعش الصبي إيميت تيل الذي ساهم قتله عام 1955 في ولاية مسيسبي في إعطاء دفعة لحركة الحقوق المدنية.