الوقت- وافق الانفصاليون والحكومة الاوكرانية يوم الخميس الماضي على مشروع شامل للسلام بعد مفاوضات مطولة بين رؤساء روسيا واوكرانيا وفرنسا والمانيا في مدينة مينسك عاصمة بيلاروسيا ، وينص الاتفاق على وقف اطلاق النار في المناطق التي تشهد اشتباكات منذ منتصف ليل الاحد كما ينص على سحب الاسلحة الثقيلة من خطوط التماس بعد يومين من سريان وقف اطلاق النار.
ورغم ان هذا الاتفاق قد احيا الأمل لانهاء هذه المعارك التي حصدت ارواح 5480 شخصا حتى الآن لكن الشكوك مازالت باقية حول هذا الموضوع لأن خطة السلام الماضية قد فشلت في هذا الخصوص كما ان الرئيس الاوكراني بترو بروشنكو قد اتهم روسيا بتشديد هجماتها على الاراضي الاوكرانية بعد يوم واحد فقط من اتفاق مينسك ، وقال بروشنكو " للاسف فإن الهجمات الروسية قد ازدادت بشكل كبير بعد اتفق مينسك ونحن نظن ان هنك خطر كبير يهدد هذا الاتفاق " واضاف " لايمكن لأحد ان يقول باطمئنان ان شروط اتفاقية السلام سيتم تنفيذها ".
وتتهم كييف والغرب روسيا بتأجيج الصراع في اوكرانيا عبر ارسال السلاح والجنود لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو وهذا اتهام تنفيه روسيا باستمرار وقد حذرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل روسيا بأن الاتحاد الاوروبي الذي كان قد فرض عقوبات على روسيا سابقا سيقوم بفرض عقوبات اكبر اذا فشل وقف اطلاق النار.
ويأتي هذا في وقت اعلنت المصادر العسكرية في اوكرانيا بأن هناك اشتباكات عنيفة مستمرة في اطراف مدينة دبالتسوا الاستراتيجية.
وكانت امريكا التي تحدثت عن ارسال السلاح الى اوكرانيا في حال استمرار الاشتباكات قد اعلنت ايضا ترحيبها باتفاق السلام قائلة انه يجب اتخاذ اجراءات أكبر من أجل دعم اتفاقية السلام.
وقال البيت الابيض بعد التوقيع على اتفاقية السلام ان الامتحان الحقيقي يكمن في التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق ومنها عودة سيطرة اوكرانيا لحدودها مع روسيا.
ومن جانبهم قال قادة الانفصاليين ان الاتفاق الجديد يزيد الآمال لكنهم حذروا في الوقت نفسه انه لن تكون هناك مفاوضات اخرى في حال فشل اتفاق وقف اطلاق النار.
ويعتبر اتفاق مينسك الجديد شبيها جدا بالاتفاق الفاشل الذي تم التوقيع عليه في شهر سبتمبر الماضي لكن الفرق بين الاتفاقين هو عرض المنطقة التي يجب ان تكون منزوعة من الاسلحة الثقيلة والذي يتراوح بين 50 الى 140 كيلومترا وهو ضعف المسافة التي كان الاتفاق السابق ينص عليها.
ان سيطرة الحكومة الاوكرانية من جديد على حدود اوكرانيا مع روسيا والممتدة لـ 400 كيلومتر ستبدأ بعد اجراء الانتخابات المحلية ، ان هذه الحدود الآن هي تحت سيطرة روسيا والانفصاليين بشكل كامل حيث تعتبر كييف الآن هذه الحدود ممرا للدعم الروسي للانفصاليين رغم نفي روسيا التي تعارض عودة السيطرة الاوكرانية على الحدود.
وتتضمن اتفاقية السلام منح الحكم الذاتي للانفصاليين والحق في اختيار اللغة الرسمية في مناطقهم.
واخيرا اعلن صندوق النقد الدولي ان هناك اتفاق لدعم اوكرنيا بـ 17 مليار دولار ، وبهذا سيبلغ مجموع الدعم المالي الذي ستحصل عليه اوكرانيا خلال الاعوام الـ 4 لمقبلة 440 مليار دولار.