الوقت - تستمر الحرب الأهلية في السودان، حيث أصبح كلا الجانبين مجهزين بطائرات من دون طيار متطورة، وعلى مدار العام الماضي، شهدت ساحة المعركة في السودان أيضًا تغييرات كبيرة مع وصول طائرات من دون طيار جديدة ومتطورة.
وحسب تقرير صادر عن منظمة "مراقبة حرب السودان"، التي تتابع عن كثب التطورات في السودان، فإن العديد من الجهات الأجنبية الرئيسية، بما في ذلك روسيا والإمارات العربية المتحدة، تشارك في الحرب من خلال إرسال طائرات من دون طيار إلى الأطراف المتعارضة في الحرب الأهلية السودانية.
وأكدت مصادر أخرى أن روسيا تزود قوات الدعم السريع بطائرات من دون طيار وأسلحة أخرى عبر مجموعة فاغنر المدعومة من الكرملين منذ بداية الحرب في السودان.
كما تدعم الإمارات العربية المتحدة قوات التدخل السريع لحماية نفوذها الاقتصادي والسياسي في السودان والبحر الأحمر، ومن ناحية أخرى، خلق استخدام الطائرات من دون طيار الأجنبية نوعاً من الميزة العسكرية في ساحة المعركة لكل من الأطراف المشاركة.
فعالية الطائرات من دون طيار في جغرافية السودان
تعتبر جغرافية السودان المسطحة مناسبة جداً لهجمات الطائرات من دون طيار ورحلات الاستطلاع لأن التغطية في جغرافية السودان محدودة من حيث الارتفاع والتضاريس، ومعظم مساحة البلاد عبارة عن تضاريس مسطحة ومستوية، وتستخدم القوتان المتحاربتان في السودان طائرات من دون طيار يتراوح مداها بين 30 و4000 كيلومتر للحصول على المعلومات اللازمة وعمليات المراقبة والاستطلاع للقوات المتعارضة.
تبلغ مساحة السودان حوالي 1250 كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب و1390 كيلومترًا من الشرق إلى الغرب، وفي هذه المنطقة الشاسعة، يستخدم الجانبان طائرات من دون طيار بعيدة المدى من طراز Wing Loong II صينية الصنع، والتي حصلت عليها الأطراف المتحاربة في السودان من الإمارات العربية المتحدة أو مصر، أو طائرات من دون طيار تركية الصنع تسمى طائرات Bayraktar TB2، كما تم استخدام طائرات من دون طيار أصغر حجماً أو طائرات رباعية المراوح تجارية ذات مدى أقصر لمهاجمة أهداف في المناطق الحضرية مثل الخرطوم، عاصمة السودان.
أنواع الطائرات من دون طيار المستخدمة في الحرب السودانية
وتوضح القائمة التالية تنوع وقدرات بعض الطائرات الأجنبية من دون طيار المستخدمة في السودان، هذه القائمة ليست شاملة، ولكنها تسلط الضوء على بعض الطائرات من دون طيار المستخدمة في الحرب السودانية:
وينج لونج 2
بلد المنشأ: الصين، تم شراؤها من قبل الإمارات العربية المتحدة
التطبيق: أنشطة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع
المدى: 2,485 ميل (4,000 كم)
سعة التحميل: 400 كجم
التكلفة: من 1 إلى 2 مليون دولار
الذخيرة: صواريخ موجهة بالليزر؛ قنابل الليزر؛ قنابل مضادة للأفراد
FH-95 (Feihong)
بلد المنشأ: الصين
التطبيق: متعدد
المدى: 155 ميلاً (250 كم)
سعة التحميل: 200-250 كجم
الذخائر: القنابل الموجهة بالليزر والصواريخ الموجهة بدقة
طائرة من دون طيار رباعية المراوح
بلد المنشأ: روسيا
التطبيق: للمراقبة
Bayraktar TB2 (بيرقدار)
بلد المنشأ: تركيا
التطبيق: متعدد (عسكري، استطلاعي، استخباراتي)
المدى: حتى 2,485 ميل (4,000 كم)
سعة التحميل: 150 كجم
التكلفة: من 2 إلى 5 ملايين دولار
الذخيرة: أربع ذخائر موجهة بالليزر
DJI MAVIC 3
بلد المنشأ: الصين
التطبيق: طائرة من دون طيار رباعية المراوح تجارية متعددة الأغراض
المدى: 18 ميلاً (30 كم)
السعر: ما يقرب من 2000 إلى 5000 دولار
الذخيرة: قنبلة يدوية واحدة إلى قنبلتين
المدنيون ضحايا هجمات الطائرات من دون طيار
لقد أدى استخدام الطائرات من دون طيار إلى خسائر بشرية ومادية فادحة بين المدنيين السودانيين في الحرب. أصبحت الخرطوم، عاصمة البلاد، الآن ساحة معركة رئيسية، حيث تشهد بين الحين والآخر قصفاً بطائرات من دون طيار مجهولة الهوية، وأدت هجمات الطائرات من دون طيار على المناطق المدنية المكتظة بالسكان مثل الأسواق إلى إغلاق الأسواق بشكل يومي ووقوع إصابات واسعة النطاق بين المواطنين السودانيين.
ومن الجدير بالذكر أن الطائرات من دون طيار تُستخدم من قبل كلا الجانبين في الحرب الأهلية، وكلا الجانبين مسؤولان عن زيادة الخسائر في صفوف المدنيين، وأظهر تقرير جديد للأمم المتحدة سقوط مئات الضحايا المدنيين في هجمات بطائرات من دون طيار مسلحة في مختلف أنحاء السودان، وأكدت الفرقة السادسة للمشاة في القوات المسلحة السودانية، أنها أسقطت أكثر من 100 طائرة مسيرة خلال 10 أيام.
وأكد تقرير نشرته منظمة Drone Wars UK أيضًا مقتل وإصابة أكثر من 943 مدنياً في ما لا يقل عن 50 غارة جوية منفصلة بطائرات من دون طيار بين نوفمبر 2021 ونوفمبر 2024 في دول أفريقية، بما في ذلك السودان.
وأكدت تقارير أخرى أن الطائرات التركية المسيرة زادت من سرعة تقدم الجيش السوداني في ساحة المعركة، إلا أنها في الوقت نفسه تسببت في سقوط المزيد من القتلى المدنيين، وقال مسؤول عسكري سوداني لموقع "ميدل إيست آي": "في بداية الحرب، خسرنا العديد من القواعد العسكرية وواجهنا تحديات كبيرة، ولكن مع وصول الطائرات من دون طيار، اكتسبنا اليد العليا في ساحة المعركة والآن لدينا دعم جوي قوي يضاهي قوتنا على الأرض".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أيضًا أن تركيا باعت طائرات من دون طيار بقيمة تزيد على 120 مليون دولار للجيش السوداني منذ أواخر عام 2023، وتشمل هذه الطائرات من دون طيار والمعدات المرتبطة بها ثماني طائرات من دون طيار من طراز TB2 ومئات الرؤوس الحربية الصاروخية للطائرات من دون طيار.
وذكرت مجموعة بحثية في تحليل لها: "إن المدنيين الأبرياء في السودان ما زالوا يفقدون منازلهم وأرواحهم بسبب الاستخدام العشوائي للطائرات من دون طيار من قبل الأطراف المتحاربة".
وأفاد باحثون في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أيضًا بأن أكثر من 60 ألف مدني لقوا حتفهم في ولاية الخرطوم منذ بدء القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، على الرغم من أنه ليس من الواضح على وجه التحديد عدد هذه الوفيات بسبب ضربات الطائرات من دون طيار.