الوقت- كتبت صحيفة صهيونية: "لا تزال الميليشيات المدعومة من الجمهورية الإسلامية تلعب دورًا محوريًا في العراق، والمحور الإقليمي الإيراني، رغم خسائره خلال العامين الماضيين من الصراع مع إسرائيل، يعيد بناء قوته بسرعة". ووفقًا لبعض وسائل الاعلام، فقد أشارت صحيفة جيروزاليم بوست، في معرض تعليقها على قرار الحكومة العراقية إلغاء أصول جماعتي حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن، إلى أن: "أظهر إجراء الحكومة العراقية مدى الدور المحوري الذي تلعبه الميليشيات المدعومة من إيران في الحكومة العراقية. فهي قادرة وراغبة في منع أي إجراء يهدف إلى الحد من قوة حلفائها وقدراتهم".
ولا يقتصر هذا الوضع على التطورات الداخلية في العراق. فبينما يعيد المركز الإقليمي الإيراني بناء نفسه بسرعة بعد الدمار الذي لحق به خلال حربه التي استمرت عامين مع إسرائيل، تتزايد المخاوف في تل أبيب بشأن استمرار صعود الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.
ومع تزايد قوة هذه الميليشيات، وفي حال تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران مجدداً، قد تتحول صحاري غرب العراق إلى منطلقات صاروخية من هذه الجماعات أو داعميها الإيرانيين. ورغم تهميش الميليشيات العراقية من القتال بعد تدخل وجيز أواخر عام ٢٠٢٣، فلا يوجد ما يدعو للاعتقاد بتكرار ذلك. فقد نشرت هذه الميليشيات صواريخ في الصحاري الشاسعة قرب الحدود الغربية للعراق.
المسافة بين غرب العراق وشمال إسرائيل لا تتجاوز ٤٠٠ كيلومتر، وهذه المسافة القصيرة نسبياً تُمكّن الميليشيات من إطلاق طيف واسع من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تصل بسرعة إلى المجال الجوي الإسرائيلي. ويسود اعتقاد في إسرائيل بأن الميليشيات الموالية لإيران قد مُنيت بهزيمة، أو على الأقل بهزيمة ساحقة، خلال العامين الماضيين. لكن هذا لا يتوافق مع الواقع، ففي حالة العراق، حققت هذه الميليشيات تقدماً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة. والأمل في إجبار الجماعات المسلحة المدعومة من إيران على نزع سلاحها طواعيةً لا أساس له من الصحة.
وبالنظر إلى نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية ونجاح الميليشيات الشيعية، لن يتمكن رئيس الوزراء الحالي من تشكيل حكومة جديدة دون دعمها. إن تشكيل حكومة في ظل هذه الظروف سيستلزم حتماً تلبية مطالب قوات الحشد الشعبي وغيرها من الفصائل في مناطق حيوية بالنسبة لها، وهو ما تجلى في رفع قرار تجميد أصول الحوثيين وحزب الله في لبنان.
وأظهر التوجه السياسي في العراق أن نمط تشكيل حلفاء إيران في المنطقة لم يتغير، رغم أحداث العامين الماضيين. إن توقعات بعض المراقبين الإسرائيليين بأن إيران ستُجبر على تبني استراتيجية وطنية جديدة بسبب فشل نهج الوكالة غير صحيحة. يجب التخلي فوراً عن النبرة الإسرائيلية المنتصرة والوهم الذي ساد بعد وقف إطلاق النار في غزة. لم ينهار التكتل الإقليمي الذي تقوده إيران ومشروعه، بل تُظهر التطورات الأخيرة في العراق أن هذا التكتل يحرز تقدماً من جديد.
