الوقت-أضحى بأس مسيرات حزب الله الأكثر إرباكاً للعدو الصهيوني ودفاعاته الجوية والتي أثبتت فشل عمل منظومات الدفاع الجوي الصهيوني رغم تطورها ما خلق تحديات كبيرة على الوضع الاقتصادي لشمال فلسطين المحتلة وشل الحركة الإنتاجية لنحو 20 مصنعاً، وأجبر العديد من الشركات على الإغلاق أو الانتقال.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "كالكاليست"، فقد أصيب عدد من المصانع في شمال فلسطين المحتلة بأضرار مباشرة نتيجة القصف الصاروخي المستمر من لبنان، ما أدى إلى تعطل الإنتاج، إلا أن الصناعيين يحرصون على إظهار أن الأمور تسير بشكل طبيعي حتى لا يخسروا عقودهم مع العملاء الدوليين.
عدم القدرة على التصدي
عدم القدرة على التصدي الكامل لسلاح المسيرات القتالية غير المأهولة جعلها محل نقاش جوهري داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، تحديدًا عمليتي قصف قاعدة لواء غولاني في منطقة “بنيامينا” قرب “تل أبيب”، ومحاولة اغتيال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال تفجير مسيرة داخل بيته في مدينة قيساريا، والتي انفجرت في شباك غرفة نومه الشخصية.
يلجأ جيش العدو لمواجهة خطر المسيرات بضربها قبل أن يتم تفعيلها وتدمير مستودعات تخزينها ومناطق إطلاقها ظنا منه أن هذا الاستهداف يمكن أن يقيه بأس سلاح تتحدى به المقاومة التطور التكنولوجي للدفاعات الجوية الصهيونية.
إجبار على الإخلاء وسخط
يواجه القطاع الصناعي في شمال "إسرائيل" تحديات غير مسبوقة، تتفاقم بسبب الحرائق واسعة النطاق التي زادت من تعقيد الوضع المتردي بالفعل جراء التوترات العسكرية في الشمال مع حزب الله اللبناني.
وقالت صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية: إن المراكز الصناعية الرئيسية تنتقل بشكل متزايد إلى مناطق أخرى، كما أن استقرار القوى العاملة في المصانع الشمالية بات أقل من 50.%
وأشارت الصحيفة إلى تزايد السخط المحلي، ونقلت عن مصادر محلية قولها إنه "ليس لدينا أي اتصالات مع هيئات الدولة".
وفي الفترة الماضية على سبيل المثال وقع حريق بالقرب من كيبوتس "عميعاد" شمال "إسرائيل" أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بأحد المواقع الأربعة لمحاجر كفار جلعادي.
خسائر بالجملة
في هذا السياق أشارت مصادر عبرية إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الصهاينة في شمال فلسطين المحتلة جراء هجمات حزب الله، وأعلنت أن أصحاب المصانع مجبرون على الكذب وإخفاء الأضرار التي تلحق بهم خشية فقدان العملاء الأجانب.
وفي إطار المعلومات المحدودة التي يكشفها الصهاينة بشأن الخسائر الاقتصادية الهائلة في شمال فلسطين المحتلة نتيجة لهجمات حزب الله، أفادت وسيلة إعلامية صهيونية بأن المصانع في الشمال تواجه ضغوطًا شديدة وسط الحرب المستمرة والتحديات الاقتصادية الناجمة عنها، وأن مالكي هذه المصانع يخفون حجم الأضرار الواقعة على منشآتهم تجنبًا لفقدان زبائنهم الدوليين.
وفي تقرير لصحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الصهيونية، ذكرت الصحيفة أن عددًا من المصانع في شمال فلسطين المحتلة (إسرائيل) قد تعرض لأضرار مباشرة وشديدة نتيجة الهجمات الصاروخية المستمرة من لبنان، ما أحدث تعطيلًا واسعًا في الإنتاج، إلا أن أصحاب هذه المصانع يحاولون التظاهر بأن الأمور تسير بشكل طبيعي للحفاظ على عقودهم مع العملاء الدوليين.
وأضافت الصحيفة وفقًا لاتحاد الصناعيين الإسرائيلي، فإن أكثر من 20 مصنعًا في حيفا وغيرها من المناطق الشمالية قد تكبدت أضرارًا ملحوظة جراء الهجمات الصاروخية في الأشهر الأخيرة، وفي كل من هذه المصانع، يعمل عشرات العمال، وقد استُدعي العديد منهم كقوات احتياط للجيش، ما تسبب بنقص حاد في الأيدي العاملة، إضافة إلى أن العمال الباقين الذين غادروا الشمال خوفًا من هجمات حزب الله.
وأكدت الوسيلة الإعلامية أن أصحاب المصانع الإسرائيليين يسعون للتقليل من حجم خسائرهم حفاظًا على زبائنهم الدوليين، فعلى سبيل المثال، مصنع في منطقة شلوميت مختص بإنتاج المعدات الطبية تعرض لأضرار جسيمة بعد سقوط صاروخ من لبنان، ما أدى إلى انهيار جزء من سقف المصنع على الأجهزة الإنتاجية وتعطيل سير العمل، لكن صاحب المصنع يحاول التقليل من حجم الضرر المدعي أن الأضرار كانت طفيفة.
وتشير هذه التقارير إلى قلق مالكي المصانع في المناطق الشمالية من استمرار الحرب، ويعتقدون أن تواصل الهجمات قد يؤدي إلى خسارة العملاء الأجانب، ما سيكبدهم خسائر مالية فادحة، نظرًا لاعتمادهم الكبير على الزبائن الدوليين.
وكشفت التقارير أن بعض العملاء الدوليين طالبوا المصانع بتسليم طلباتهم في وقت مبكر لتجنب أي تأخير في استلام البضائع، ففي هذا السياق قال "ران تومر" رئيس اتحاد الصناعيين وصاحب مصنع الأدوية "أونيورام" في كرمئيل في شمال فلسطين المحتلة، إن أحد العملاء الدوليين طلب تسليم المنتجات التي كانت مقررة بشكل تدريجي حتى عام 2025 قبل نهاية هذا العام، خوفًا من تعطل الإنتاج نتيجة استمرار الحرب.
وأضاف تومر إن أصحاب المصانع في الشمال يشعرون بأنهم مضطرون لإخفاء الحقائق حول الأضرار التي لحقت بمصانعهم من أجل الحفاظ على عملائهم.
تحديات إضافية
وإلى جانب الأضرار الناجمة عن القصف، تعاني المصانع في شمال فلسطين المحتلة من نقص حاد في العمالة، حسب ما أفادت مصادر صهيونية بأن المصانع في شمال فلسطين المحتلة تعاني من نقص حاد في القوى العاملة، بجانب الخسائر المباشرة نتيجة الهجمات الصاروخية، حيث أكد العديد من أصحاب المصانع أن عددًا كبيرًا من عمالهم تم استدعاؤهم كقوات احتياط للجيش، ما يضعهم أمام تحديات كبيرة لمواصلة الإنتاج.
ومن جهة أخرى، تسببت أزمة الطيران العالمية في نقص مواد الخام اللازمة للتصنيع، في وقت توقفت فيه شركات الطيران الأجنبية عن نقل البضائع إلى "إسرائيل" بسبب الوضع الأمني المتدهور.
خفض ميزانية وزارة الاقتصاد
وفي الوقت الذي يكافح فيه الصناعيون لمواصلة أعمالهم، أعلنت وزارة المالية عن نيتها خفض ميزانية وزارة الاقتصاد بمئات الملايين من الشياكل، بما يمثل نحو ثلث ميزانيتها التي بلغت حوالي 1.5 مليار شيكل (نحو 400 مليون دولار) في عام 2024.
وتشمل هذه التخفيضات إغلاق "معهد الإنتاج المتقدم" الذي كان يهدف إلى تحسين التنافسية في الصناعات الصغيرة والمتوسطة عبر تبنّي تقنيات تصنيع متقدمة ،كذلك تشمل التخفيضات ميزانية هيئة الاستثمار التي تهدف إلى تشجيع إنشاء المصانع الجديدة وتوسيعها في المناطق ذات الأولوية.