الوقت - لا يمكن لإنسان إلا أن يتأثر بالمشاهد المأساوية التي ترد من قطاع غزة، إلا أن التعبير عن التعاطف والتضامن يختلف بأسلوبه، من شخص لآخر.
وهنا اختارت الرسامة بلقيس العبادي، أن تظهر معاناة أهل غزة من خلال إجادتها لفن نادر، وهو الرسم بـ”الحنّاء”، فرسمت لوحة أسمتها “نصف حياة”، بينت فيها حجم المصاب الذي يعيشه أهل القطاع، وحرمانهم من حياة طبيعية بسبب الحصار والدمار.
وقالت العبادي: “لجأت إلى استخدام الحناء في الرسم في 2015، وكان في البداية خاصا برسم السيدات، ثم تطورت الفكرة إلى رسم اللوحات في 2020”.
وقالت العبادي: “ما يجري في قطاع غزة مأساوي ومؤلم، فجاءتني فكرة تصميم عدد من اللوحات، التي أعبر فيها عن تعاطفي وتضامني مع أهل غزة، وأنا لا أملك من أمري سوى قدرتي الفنية، لكي أوصل وأعبر عن حجم الألم في غزة”.
وأوضحت أنها رسمت “لوحة أسميتها نصف حياة، وكانت الشخوص فيها والمظاهر بشكل عام مبتورة، بحيث أهدف من خلالها لإيصال فكرة، أن قطاع غزة لا يعيش أهله حياة كاملة متكاملة، بسبب العدوان المستمر عليهم، والذي يستهدف الأطفال والنساء دون أدنى رحمة”.
وفي تفصيلها لعناصر اللوحة ومحتواها، قالت إنها “احتوت على سيدة مبتورة من جهة الكتف الأيسر، وبيدها طفل لا يظهر سوى نصف وجهه، وفي يد الطفل كتاب ممزق، في إشارة إلى أثر القصف على مستقبلهم، سواء العائلي بفقدان ذويهم، أو التعليمي بتدمير مدارسهم”.
وزادت “خلف المرأة هناك أسلاك شائكة، للدلالة على أثر الحصار الذي يعيشه أهل القطاع”.
واعتبرت أن “كل إنسان له طريقته الخاصة للتضامن، وأنا أعتقد أن هذه هي الوسيلة المتاحة لدي، لأعبر فيها عن وقوفي مع قطاع غزة”.
وأكدت في ختام حديثها على أن “هذه اللوحة ليست للبيع، وأرحب بأي مبادرة من أي شخص كان، لعرضها وإظهار حجم المعاناة فيها، لتكون شهادة بالحناء على معاناة أشقائنا الفلسطينيين”.