الوقت- أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية وفاة رجل إطفاء أثناء إخماده حرائق السيارات في سان دوني، الضاحية الشمالية للعاصمة باريس، وتوقيف 157 شخصاً، خلال الليلة السادسة من الاحتجاجات وأعمال الشغب.
وكتب وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، في تغريدة في "تويتر": "توفي العريف في كتيبة الإطفاء في باريس رغم تدخل زملائه السريع"، موضحاً أن الحادث "وقع في مرآب تحت الأرض".
كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن "التحقيق جارٍ" لتحديد ملابسات الحريق.
وبدورهم ، دعا رؤساء البلديات السكان للتجمع أمام مقارها ظهر اليوم، "تنديداً بالاعتداء على منزل رئيس بلدية ليل لو روز، صباح أمس الأحد"، حيث هاجم مجهولون منزله، واقتحموه بسيارة ثم أضرموا النار فيه.
وبعد الهجوم، صرّح العمدة بأن الحادث الذي أصيب خلاله زوجته وطفله كان "محاولة اغتيال".
كما أعلن المدعي العام المحلي فتح تحقيق "بتهمة الشروع بالقتل"، فيما لم يتم القبض على أي مشتبه بهم.
وسيستقبل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم "أكثر من 220 رئيس بلدية تضررت من جراء أعمال التخريب".
وأمس الأحد، قال المرشح للرئاسة الفرنسية السابق، إريك زيمور، إنّ "الاضطرابات في فرنسا يمكن اعتبارها بداية حرب أهلية وعرقية".
وفي تصريحاتٍ لقناة "يوروب 1" التلفزيونية، أوضح زيمور أن "الحرب الأهلية هي صدام بين السكان والسلطات، وهذا بالضبط ما يحدث الآن".
كذلك، تحدّثت وسائل إعلام محلية عن إصابة شرطيين في باريس بعد تعرضهما لإطلاق نار، في الدائرة 13 في باريس، فيما أُصيب 7 ضباط من الشرطة في مدينة ليون الفرنسية، ليل الجمعة، بطلقات نارية خلال الاحتجاجات.
وفي وقت مبكر من يوم أمس، أعلنت الداخلية الفرنسية توقيف 719 شخصاً، ما رفع عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات إلى نحو ألفين، فيما كانت الشرطة قد نشرت 45 ألفاً من أفرادها في أنحاء البلاد.
وجرى تعزيز الأمن في 3 مدن رئيسية هي باريس وليون ومارسيليا، في حين كانت الأخيرة الأكثر سخونةً، حيث أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وخاضت اشتباكات مع شبان في محيط وسط المدينة.
وأعلنت السلطات المحلية في أنحاء البلاد فرض حظر على التظاهرات، وأمرت بوقف عمل وسائل النقل العام في المساء.
وعمّ الغضب أرجاء فرنسا في إثر مقتل القاصر نائل ذي الـ17 عاماً بنيران الشرطة الفرنسية خلال تفتيش على الطريق في ضاحية نانتير، غربي باريس.
وقالت الشرطة إن نائل "كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء"، وهي تصريحات دانها محامي عائلة الضحية.
وعقب ذلك، اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في مدن مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل، بالإضافة إلى باريس، حيث قُتل الفتى.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها فرنسا أحداثاً كهذه، إذ كانت مسرحاً لأعمال عنف في مختلف المدن بسبب مقتل شبان يتحدّرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول أفريقية أخرى خلال عمليات تدخّل للشرطة.