الوقت- المملكة المتحدة مهد وعد بلفور المشؤوم، بات التفاعل الشعبي فيها مع القضية الفلسطينية يشهد تصاعد كثيراً في الفترة الأخيرة، حيث استطاعت منظمات المجتمع المدني البريطاني إبراز القضية الفلسطينية والدفاع عنها واتخاذ خطوات مهمة في هذا الطريق، آخرها كان اعتصام عدد من أعضاء مجموعة العمل من أجل فلسطين في اسكتلندا على سطح مصنع شركة تاليس في مدينة غوفان القريبة من غلاسكو، رافعين العلم الفلسطيني والشعارات المطالبة بإنهاء الفصل العنصري. حيث يعتبر هذا المصنع موردًا رئيسيًا للأسلحة ولقطع الطائرات دون طيار التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. ويعرف عن الاسكتلنديين بصورة عامة تضامنهم مع أي شعب يعتقدون أنه مضطهد ويقفون مع جميع مطالب الشعوب التي يعتبرون أنها محقة.
هذا العمل لم يكن الأول في المملكة المتحدة حيث سبق وأن أقرّ البرلمان الإيرلندي قانوناً جديداً يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ضمّاً فعليًّا غير قانوني، وهو القانون الذي حاز إجماع أحزاب جمهورية إيرلندا، فضلاً عن إدانتها تهجير السكان الفلسطينيين. ورغم أن الحكومة البريطانية هي من كانت وراء وعد بلفور، فإن التطور الملحوظ لدعم القضية الفلسطينية في اسكتلندا وإيرلندا ليس وليد اللحظة بل هو نتاج مسار تاريخي لمحاولة التكفير عن الخطأ الذي ارتكبته بريطانيا.
كثيرة هي المنظمات البريطانية الداعمة للشعب الفلسطيني لعل أبرزها هي المؤسسة الإيرلندية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وحركة التضامن الدولية مع الفلسطينيين من لندن، وجمعية الأصدقاء الديموقراطيين الليبراليين في فلسطين. هذه الجمعيات وغيرها الموجودة في المملكة المتحدة تؤكد أن المزاج العام في العالم بدأ يتغير لمصلحة الفلسطينيين وأن قضيتهم بعد أن استطاعوا بإصرارهم على الحياة والحرب من أجل قضيتهم أن يسكتوا آلة الحرب والإعلام الضخمة لكيان الإحتلال الإسرائيلي، ويعلوا صوتهم فصوت الحق أعلى وأبقى من جميع الاصوات.