الوقت-صدر عن منظمة "لون العدالة: التفاوت العرقي والإثني في سجون الولايات" الأميركية تقرير توضح فيه أن المقيمين من ذوي البشرة السوداء، في مدينة كانساس، التي تعتبر كبرى المدن في ولاية ميزوري، أكثر عرضة لدخول السجن بـ6 مرات من المقيمين البيض.
ويتم حبس نحو 1 من كل 60 مقيماً من ذوي البشرة السوداء. في المقابل، يُحبس 1 من أصل 377 مقيماً أبيض. ويضع التقرير كانساس في المرتبة الـ 11 في حبسها للمقيمين من ذوي البشرة السوداء على مستوى أميركا.
وتواجه أيضاً ولايات أخرى قضايا مماثلة بالنسبة إلى ارتفاع معدلات سجن ذوي البشرة السوداء بشكل غير متناسب.
وقالت أستاذة علم الجريمة في جامعة ميزوري كانساس، جنفر أونس، إن "الولايات المتحدة الأميركية تواجه مشكلة في السجن المفرط مقارنة ببقية دول العالم، وهذا مدفوع بالسياسات والقوانين والشرطة وهياكل الأحكام".
وأشارت أونس إلى أن "المشكلة ليست فقط في نظام العدالة الجنائية الذي لا يفسر لماذا نرى معدلات مرتفعة للأشخاص الملوّنين في السجون"، ولكن المشكلة أيضاً "في التفاوتات الاقتصادية والعلمية والإسكان والوظائف وغيرها، وهذا يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الملونة".
ويقوم ضباط الشرطة ونظام العدالة بتنفيذ القوانين بشكل صارم على المقيمين من ذوي البشرة السوداء، بينما هناك تساهل مع البيض بشكل كبير.
ووفقاً لتقرير منظمة "لون العدالة"، فإن الجرائم التي ترتكبها الأقليات، مثل تعاطي المخدرات والتعنيف، تؤدي إلى دخولهم السجن فترة طويلة. في المقابل، إذا ارتكب شخص أبيض الجرم نفسه، فقد لا يتعرض إلى أي نوع من العقاب أو يُحبس لفترة قصرة.
وأشار التقرير إلى أنه ينظر إلى استخدام المخدرات، مثل الكوكايين، بشكل مختلف بين المجتمعات في الداخل الأميركي. فعندما يتعاطى الأغنياء البيض الكوكايين، ينظر إليهم على أنهم الأغنياء المرحون، بينما الفقراء من أصحاب البشرة السوداء ينظر إليهم على أنهم "عار على المجتمع".
وتعدّ أحداث الشغب التي حصلت في مبنى الكابيتول، في كانون الثاني/يناير الماضي، والتي كان أغلبية المشاركين فيها من أصحاب البشرة البيضاء، أحدث الأمثلة على كيفية عمل نظام العدالة في أميركا. ومن دون شك، سيكون التعامل مع "المخرّبين" بشكل مختلف لو كانوا من ذوي البشرة السوداء، أو حتى إن كانوا متظاهرين سلميين من أجل "حياة السود مهمة".
وقال أستاذ اللغة الإنكليزية في جامعة ميزوري كانساس، جون بارتون، إن "العنصرية موجودة في هيكل نظامنا، وأكثر وضوحاً في الولايات الجنوبية"، مشيراً إلى أن "العنصرية ضد ذوي البشرة السوداء لا توجد فقط في نظام العدالة، بل هي ظاهرة بشكل واضح في الحياة اليومية".