الوقت-نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين مطلعين قولهم إن الرئيس الأميركي جو بايدن قد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماعهما الأخير في البيت الأبيض بأنه لن يتخلى عن خطته لإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، الأمر الذي يمثل نقطة خلاف رئيسية بين الجانبين.
وكانت القنصلية الأميركية قد تعاملت مع الفلسطينيين لمدة 25 عاماً قبل أن يغلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. بينما يرى كبار المسؤولين في حكومة بينيت أن قضية القنصلية هي مسألة سياسية ساخنة قد تزعزع استقرار تحالفهم الحكومي الهش.
وقد أثار بايدن قضية القنصلية مرات عدة في اجتماعه الثنائي مع بينيت وفي الاجتماع الموسع الذي ضم مساعديهم، بحسب مسؤولين إسرائيليين وأميركيين مطلعين على الاجتماعات.
وشدد بايدن على أنه قطع وعداً في حملته الانتخابية بإعادة فتح القنصلية وأن وزير خارجيته توني بلينكين قد سجل بالفعل تعهداً بمتابعة تنفيذ الوعد.
وأوضح بينيت لبايدن أنه يعارض هذه السياسة، لكنه اقترح أن يجتمع المسؤولون من كلا الجانبين للعمل من أجل التوصل إلى حل.
وقال العديد من الوزراء اليمينيين الإسرائيليين، بمن فيهم وزيرة الداخلية أيليت شاكيد ووزير العدل جدعون ساعر، إن إعادة فتح القنصلية سيكون "انتهاكاً للسيادة الإسرائيلية" المزعومة في القدس.
وقال الموقع إن ذلك سيكون نقطة هجوم رئيسية لزعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ضد حكومة بينيت. وأضاف أنه سيتعين على الحكومة الإسرائيلية إعطاء موافقتها على إعادة فتح القنصلية. وأشار إلى أنه لو انشق عضو واحد فيها بسبب هذه القضية، فقد تنهار الحكومة.
وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين لمراسل "أكسيوس" في تل أبيب إنه "إذا أرادت إدارة بايدن أن ترى نتنياهو يعود إلى منصب رئيس الوزراء، فهذه هي أفضل طريقة للقيام بذلك". وأوضح أن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا مرات عدة لإدارة بايدن عن مخاوفهم بشأن احتمال زعزعة قضية القنصلية الاستقرار الحكومي.
وكانت إدارة بايدن قد وافقت في وقت سابق على تأجيل إعادة فتح القنصلية إلى ما بعد 4 تشرين الثاني/نوفمبر، الموعد النهائي لإقرار حكومة بينيت الميزانية الإسرائيلية.
يشار إلى أن ترامب قد اعترف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" في عام 2017 ثم دمج القنصلية في السفارة الأميركية الجديدة هناك، في انتهاك للقوانين الدولية ومخالفة لسياسات الإدارات الأميركية السابقة.
ويعتبر الفلسطينيون القدس عاصمة لهم. وعادة ما يُنظر إلى القدس الشرقية، الموقع السابق للقنصلية الأميركية، على أنها العاصمة المستقبلية لأي دولة فلسطينية.
لكن بينيت أكد يوم الجمعة الماضي في اتصال هاتفي مع مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى قائلاً إن "القدس هي عاصمة دولة واحدة فقط: إسرائيل. لا أريد الخوض في التفاصيل، لكن هذا موقفي الواضح". وأضاف أنه يريد علاقة من دون مشكلات مع إدارة بايدن وحل الأمور بأهدأ طريقة ممكنة بعد تمرير الميزانية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقالت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية إن معارضة الحكومة الإسرائيلية للقنصلية الأميركية "تشكّل عائقاً أمام عملية السلام وجزءاً من جهود إسرائيل لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمدينة".
وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الأسبوع الماضي على أن التزام بلينكين، الذي تم التعهد به في أيار/مايو خلال زيارة لـ"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، لا يزال قائماً. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه القصة.
وقال الموقع إنه لا توجد خطوات متوقعة بشأن هذه المسألة قبل تشرين الثاني/نوفمبر، مما يعني أن الجانبين لديهما بعض الوقت للعمل نحو حل مقبول للطرفين.