الوقت- دانت فعاليات شعبية ورسمية في الأردن، اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى في القدس، في وقت دعا مجلس النواب الأردني، يوم السبت، الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والهيئات الدولية ذات العلاقة والاتحاد البرلماني الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم بوجه ممارسات الاحتلال.
وأكد المجلس في بيان له أن الشعب الأردني "يقف بكل إمكاناته إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة، ومنها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، مضيفا أنه سيواصل التشاور والتنسيق مع الشعب البرلمانية العربية والدولية، لتشكيل رأي برلماني دولي مساند لحماية القدس وأهلها.
وجاء في البيان أن مجلس النواب "يتابع الاعتداءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنون، على سكان حي الشيخ جراح، ويرى في هذه الممارسات دليلا واضحا على أن نظام الفصل العنصري الاستيطاني يشكل في حد ذاته اعتداء صارخا على القيم والمبادئ والقوانين الإنسانية المناهضة للعنصرية وتحديا سافراً للاتفاقيات الدولية".
من جهتها، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء الهمجي على المصلين.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، إن "اقتحام الحرم والاعتداء على المصلين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي مدان ومرفوض".
وحذر الفايز السلطات الإسرائيلية من مغبة هذا التصعيد الخطير وحملها مسؤولية سلامة المسجد والمصلين، وطالبها بالتقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني والكف عن الانتهاكات والاعتداءات والاستفزازات، داعيا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد والانتهاكات في المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة وفي القدس الشرقية المحتلة.
وفي ذات السياق، دان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة ما قامت به الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية من اقتحام للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، مضيفا إن هذه التصرفات تستفز مشاعر ملياري مسلم في كافة أنحاء العالم.
بدورها، أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن الأردن "اليوم أمام مفصل تاريخي واختبار حقيقي، والرعاية الأردنية للمقدسات على المحك، في ظل ما وصلت إليه تطورات الأوضاع في الأقصى المبارك من عدوان صارخ وانتهاك لحرمة الأقصى المبارك ومئات الإصابات للمصلين والمرابطين فيه".
وحذرت الجماعة في بيانٍ، من أن المسجد الأقصى المبارك هو "الصاعق الذي يمكن أن يفجر المنطقة برمتها، ويصب الزيت على النار المشتعلة تحت الرماد، إذا ما استمر الكيان المحتل بالتمادي في غطرسته وعدوانه الغاشم على مدينة القدس وقلبها المسجد الأقصى المبارك والمرابطين والمرابطات الذين يحيون فيه ليالي العشر الأواخر من رمضان".
كما دعت شعوب الأمتين العربية والإسلامية للقيام بدورهم في نصرة المسجد الأقصى المبارك ووقف هذا العدوان الصهيوني، وأن يكون يوم 28 رمضان يوم غضب عالمي، وانتصار للقضية الفلسطينية
من جانبه، دعا حزب "جبهة العمل الإسلامي" في بيان له، الحكومة الأردنية "للاضطلاع بمسؤولياتها لتكون على مستوى الحدث تجاه الوصاية على الحرم القدسي ومنع مخطط تهجير أهالي حي الشيخ جراح، وعدم الاكتفاء بتصريحات التنديد والإدانة، ما يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة وفاعلة لوقف التصعيد الصهيوني بحق المقدسات، وقيادة تحرك دبلوماسي عربي ودولي ضد ممارسات الاحتلال في القدس، ومن ذلك استدعاء السفير الأردني لدى الكيان المحتل وطرد سفير الاحتلال وإلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال وفي مقدمتها اتفاقية وادي عربة المشؤومة واتفاقية الغاز".
ودان حزب التيار الوطني اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتداءها الوحشي باستعمال الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية ضد آلاف المصلين الفلسطينيين اثناء اداء صلاة التراويح في الجمعة الاخيرة وليلة القدر من شهر رمضان المبارك، ما أدى إلى اصابة اكثر من مئتي مصل نقل معظمهم الى المستشفيات.
وحيا الحزب نضال الشعب الفلسطيني ضد ممارسات الاحتلال العنصرية والوحشية، ونضال المقدسيين وهم رأس الحربة الحقيقي في الدفاع عن القدس العربية والمقدسات الاسلامية والمسيحية، مشيرا إلى ان هذا النضال الوطني الذي يلاقي اليوم تأييدا عالميا واسعا من دول وشعوب العالم، بحاجة الى جهود عربية وتوجيه لفضح الممارسات الاسرائيلية ومطالبة اسرائيل بتطبيق بنود اتفاقية جنيف الرابعة فيما يتعلق بحقوق الشعوب المحتلة بالحماية، والعودة الى قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالسلام وحل الدولتين المتوافق عليه دوليا.
وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الاممية والاسلامية والعربية وحقوق الانسان بدعوة مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته القانونية والانسانية تجاه ما يحدث على ارض فلسطين، وتأمين الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته وفضح ممارسات عصابات المستوطنين الاسرائيلية الاجرامية وتحويلهم الى المحكمة الجنائية الدولية باعتبار ما يقومون به جرائم حرب بحق الفلسطينيين.
الى ذلك دانت نقابة الصحفيين والمهندسين والأطباء الأردنيين الانتهاكات التي قامت بها الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية بالاعتداء الصارخ على المصلين في المسجد الأقصى المبارك خلال أدائهم للصلاة. واعتبرت النقابات أن قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك واغلاق ابوابه أمام المصلين وأطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع تجاه المصلين هو استفزاز للمشاعر الدينية للمسلمين ويسهم بزعزعة الأمن والسلم.
واشارت إلى أن هذه الممارسات والانتهاكات لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا اصرارا على الصمود ومواصلة النضال لنيل حقوقه المشروعة، محذرة من تبعات هذه الاعتداءات المتكررة على المقدسيين في محيط المسجد وحي الشيخ جراح.
وثمنت النقابات صمود المقدسيين للدفاع عن الأقصى والتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي للدفاع عن الأمة وشرفها وكرامتها وأن هذه الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة لمشاعر المسلمين إثناء أداء الصلاة التي تعكس غطرسة وعنجهية الاحتلال ومحاولاته المستمرة لتهويد المدنية وتشريد أهلها واغتصاب اراضيهم وممتلكاتهم خاصة في حي الشيخ جراح وفرض تغييرات جغرافية على ارض الواقع.
وطالبت المجتمع الدولي ومؤسساته والدول العربية والاسلامية بالوقوف الى جانب سكان الشيخ جراح بالاحتفاظ بمنازلهم، التي اثبتت الوثائق الأردنية أنها تعود لهم وأن يقوم الاحتلال الإسرائيلي بالوفاء بالتزاماته القانونية الدولية، بما يتفق مع اتفاقية جنيف الرابعة بشأن معاملة السكان المدنيين.