الوقت- قامت المملكة العربية السعودية قبل نحو ست سنوات بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الدور الخبيث والمشبوه التي تقوم به لندن بمساندتها لتحالف العدوان السعودي في عدوانه على أبناء الشعب اليمني خلال السنوات الماضية من خلال تقديم كل أشكال الدعم العسكري لها، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن جرائم نظام "آل سعود" بحق اليمنيين الذي تنتشر بينهم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة نتيجة استخدام السعودية الاسلحة المحرمة دولياً .وفي هذا الصدد، كشفت العديد من التقارير أن بريطانيا قامت خلال السنوات الماضية بإنشاء شبكة تجسس داخل الأراضي اليمنية للقيام بعمليات جمع المعلومات وإثارة الفتن بين أبناء الشعب اليمني والقيام بالعديد من عمليات الاغتيال في اليمن. ولفتت تلك التقارير إلى أن العيون الساهرة والامن الوطني التابع لحكومة صنعاء تمكنوا خلال الفترة الماضية من إلقاء القبض على هذه الشبكة الجاسوسية التي كانت تعمل لمصلحة الاستخبارات البريطانية في اليمن.
وعلى صعيد متصل، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أن المحكمة الجزائية المتخصصة بالأمن الوطني في صنعاء قامت يوم الاثنين الماضي، محاكمة جواسيس وعملاء تابعين للاستخبارات البريطانية التي تملك باعاً طويلاً في الأعمال الجاسوسية والحروب القذرة التي تمارسها لندن في العالم منذ القرن السابع الميلادي في العديد من بلدان العالم. ولقد شاركت بريطانيا ضمن تحالف مكون من 22 دولة غربية وعربية في العدوان العسكري على اليمن منذ مارس 2015م ، ويعتبر المحلل السياسي والكاتب المتخصص في السياسة الخارجية البريطانية "ديفيد ويرنغ"، إن "الحرب على اليمن حرب بريطانيا في المقام الأول وأنها ما كانت تبدأ من دون الدور البريطاني فيها"، مضيفاً، "تُعد بريطانيا عاملاً حاسمًا في تمكين حملة القصف السعودية التي تتميز بهجمات واسعة النطاق ومنهجية على أهداف مدنية".
ولفتت تلك المصادر الاخبارية أن المحكمة الجزائية المتخصصة في العاصمة صنعاء قد بدأت إجراءات المحاكمة للجواسيس، وعددهم ستة أشخاص يعملون ضمن خلية مرتبطة مباشرة بضباط الاستخبارات البريطانية الذين يقيمون في مطار الغيظة بمحافظة المهرة، وقالت لائحة الاتهام المقدمة من النيابة الجزائية إن أعضاء الخلية عملوا بشكل مباشر على كسب وتجنيد وتأهيل وتدريب عدد من الجواسيس في مختلف المحافظات اليمنية، وأن جهاز الاستخبارات البريطاني قام بأعمال التجسس والتخريب باستخدامهم ومن خلالهم بعد أن زودهم بوسائل الاتصال والتواصل والأجهزة والبرامج والتطبيقات الفنية المتطورة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع وتأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات، وقاموا بتدريبهم على استخدامها، وأن أعضاء هذه الخلية نفذوا أنشطة استخباراتية في عدد من المحافظات، منها العاصمة ومحافظة صنعاء وعمران وصعدة والجوف ومأرب والمهرة وحضرموت.
الجدير بالذكر أن هذا الإعلان الصادر من صنعاء بشأن بدء محاكمة جواسيس وعملاء بريطانيا يُعد هو الأول من نوعه، ويشير إلى نوع جديد من الدور البريطاني القذر في العدوان على اليمن، علاوة على ما تلعبه من مشاركة مباشرة ودعم وإسناد لعمليات العدوان العسكري على اليمن، كما يكشف عن حرب جاسوسية بريطانية ضمن مساقات الحرب العدوانية على اليمن، كما يؤكد قدرة جهاز الأمن والمخابرات اليمني على مواجهة الأنشطة والأعمال الجاسوسية الدولية التي تستهدف الأمن القومي والمصالح الوطنية، ووفق البلاغ الرسمي فان جهاز المخابرات تمكن من كشف نشاط الجواسيس وإلقاء القبض على عدد منهم وتحويلهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع، وأكد أن الجهاز ما زال يرصد ويتابع أنشطة من تبقى من الجواسيس، بانتظار اللحظة المناسبة للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة.
وفي نفس هذا السياق، كشف مصدر أمني يمني أن جهاز الأمن والمخابرات اليمني لم يقدم أي معلومات عن العملية إلا بعد أن بدأت المحكمة إجراءات المحاكمة للمتهمين وهم "عرفات قاسم عبدالله الحاشدي وعلي محمد عبدالله الجعماني وباسم علي علي الخروجة وسليم عبدالله يحيى حبيش وأيمن مجاهد قايد حريش ومحمد شرف قايد حريش"، وولفت ذلك المصدر الامني إلى أن إجراءات المحاكمة ستتم وفق القوانين الوطنية النافذة وسيتم إصدار الأحكام في حق الجواسيس وإنزال العقوبات بحقهم وفقا لمجريات العدالة وقوانينها. وتشير المعلومات إلى أن الجواسيس يرتبطون بضباط يتبعون جهاز الاستخبارات البريطاني يقيمون في مطار الغيظة بمحافظة المهرة، وهذا المطار حولته القوات السعودية إلى ثكنة عسكرية وأمنية واستخباراتية يقيم فيه ضباط استخبارات أمريكيون وبريطانيون، ففي الـ 21 من نوفمبر 2020 شاهد أهالي مدينة الغيظة عدداً من البريطانيين برفقة "تركي المالكي" متحدث تحالف العدوان السعودي يتجولون في المدينة، وتلك المعلومات أكدت أن البريطانيين هم ضباط استخبارات يقيمون داخل المطار.
وفي وقت سابق كشف وكيل محافظة المهرة "بدر كلشات"، عن وجود قوات أمريكية وبريطانية في مطار الغيظة وتحدث عن زيارة قام بها سفير أمريكا في اليمن "كريستوفر هنزل"، إلى المطار المدني الذي أصبح ثكنة عسكرية مغلقة للقوات الأمريكية والبريطانية، وقال "كلشات"، إن الزيارة تزامنت مع الاحتفال بذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من اليمن، قبل ثلاثة وخمسين عاما، واعتبر ذلك مثيرا لعلامات استفهام عديدة، حيث تزامنت مع الاحتفالات الوطنية بعيد الاستقلال من المحتل البريطاني.
وعلى نفس هذا المنوال، كشفت العديد من التقارير أن وكالات المخابرات البريطانية نشطت خلال السنوات الماضية في تدريب وتأهيل مخبرين وعملاء في عدد من الدول حيث يشير موقع "ميدل ايست مونيتور"، إلى أن وكالات استخبارات بريطانية قامت بتدريب جواسيس كبار من السعودية والإمارات، وأشار الموقع إلى أن التدريب جرى من قبل أفراد عبر دورة لمديري المخابرات الدولية لمدة 11 يومًا، في عام 2019م، وشمل أيضا مسؤولين من الأردن وعمان والجزائر وباكستان وأفغانستان، وكشف هذا الموقع، أن الدورة التي عقدت في العام 2019 كانت بهدف تعزيز الدعم المخابراتي لتحالف العدوان على اليمن.
وفي الختام يمكن القول إنه على الرغم من الدور المكشوف والمفضوح لبريطانيا في العدوان على اليمن وما كشفته وسائل الإعلام عن التورط المباشر والدعم والإسناد من قبل القيادة البريطانية للعمليات العدوانية في الحرب على اليمن، إلا أن محاكمة جواسيس بريطانيا في صنعاء كشفت عن وجود شكل آخر من الحرب القذرة التي تمارسها بريطانيا في اليمن وهي حرب الجواسيس التي تشتهر بها المملكة العجوز، وهذا الشكل لم يكن ناجحاً في اليمن الذي أفشل حرب التكنولوجيا والأسلحة الحديثة وأسقطها أرضا.