الوقت- ذكرت صحيفة " التايمز" البريطانية في مقال لها على الرغم من أن مايك بومبيو، وزير الخارجية الجديد "المُقترح" في الولايات المتحدة، يعارض الاتفاق النووي، لكن ليس بإمكانه إلغاؤه بسهولة مستغلاً منصبه الدبلوماسي. ويعدّ تعيين بومبيو وزيراً للخارجية الأمريكية تحدياً آخر لعلاقة أوروبا مع أمريكا، فيما يخصّ قرار دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووي.
فقد كان ريكس تيلرسون (وزير خارجية أمريكا الأسبق) جزءاً من مجموعة مستشاري السياسة الخارجية الأمريكية الذين كانوا يعارضون رأي ترامب القائل إن الاتفاق النووي سيئ. وتعليقاً على إقالة وزير الخارجية، أعلن ترامب أن إحدى نقاط الخلاف بين الطرفين تتعلق بإيران.
في حين ينضم "بومبيو" لخانة الجمهوريين المتطرفين وله وجهات نظر معادية تماماً حول الإجراءات الإيرانية إذ يطالب بإلغاء -على الأقل على مستوى خطاب- الاتفاق النووي. ولذلك، فإن تعيينه في وزارة الخارجية الأمريكية يعزز موقف ترامب من الناحية النظرية. وكان بومبيو مسؤولاً عن المحادثات مع شركاء أمريكا الأوروبيين الذين يُمثلون الطرف الآخر في الاتفاق النووي ويرغبون في الحفاظ عليه.
وكان تيلرسون يحاول تعديل الاتفاق النووي من خلال إيجاد مثلث "ترامب، الاتحاد الأوروبي، إيران" بطريقة تفرض قيود أمريكا المنشودة، وبنفس الوقت لا يضطر هذا البلد إلى إعادة فرض عقوبات على إيران.
الاتفاق النووي الآن هو جزء من الهيكل الأمني للشرق الأوسط، إلى الحد الذي يتطلب فيه إلغاؤه إيجاد بديل عنه.
إذا كانت إيران ستستأنف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، فما هي خطة أمريكا لاحتوائها؟ ونظراً إلى أن أوروبا تعتبر داعمة للاتفاق النووي، فهل ستعمل أمريكا بمفردها في مواجهة إيران؟ هل ستفرض عقوبات على الشركات والبنوك الأوروبية التي تواصل التعاون مع إيران؟ هذه هي القضايا الكبرى التي تجعل من الصعب على ترامب أن يتفق مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ آن، في ضوء الأزمة النووية لكوريا الشمالية.
وفي سياق متصل، ذكرت هذه الصحيفة البريطانية، إن جهات أخرى في البيت الأبيض بمن في ذلك ماكماستر، مستشار الأمن القومي، توافق أوروبا في الحفاظ على الاتفاق النووي. وقال بومبيو قبل تعيينه رئيساً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنه يأمل في انهيار هذا "الاتفاق الكارثي" مع إيران، ولكن الآن وبعد أن أصبح مسؤولاً عن السياسة الخارجية لأمريكا، فإن عمله سيكون أصعب مما كان يتوقعه.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة له على تويتر يوم أمس إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون تمت إقالته من منصبه وحل محله مايك بومبيو الذي كان رئيساً لوكالة المخابرات المركزية. وبعد التغييرات التي طرأت في حكومة ترامب وتسليم منصب وزارة الخارجية إلى مايك بومبيو، تم تعيين جينا هاسبل، نائب مدير الـ CIA، مديرة لجهاز الاستخبارات. وتابع ترامب في تغريدته: سيكون مايك بومبيو مدير السي آي إيه، وزير خارجيتنا الجديد. إنه شخص قادر وسيقوم بلا شك بدور رائع. وقال ترامب الذي توجّه إلى كاليفورنيا، للصحفيين أمام البيت الأبيض: "كانت لدينا خلافات مع تيلرسون. انظروا إلى الاتفاق النووي مع إيران: إنه أمر فظيع بالنسبة لي، لكنه كان يراه اتفاقاً جيداً بالنسبة له، نشكر ريكس تيلرسون على تعاونه.