الوقت- نشرت قناة الميادين اليوم الجمعة، وثيقة سرية خطيرة وضعتها أمريكا وعدد من الدول بينها السعودية تتضمن اشارات عدة لتقسيم سوريا تحت مسمى اللامركزية وتشكيل حكومات مناطقية بصلاحيات كبيرة.
وبحسب الوثيقة التي وضعتها "مجموعة واشنطن" التي أطلقت على نفسها "المجموعة الصغيرة"، وهي المجموعة التي التقت اخر مرة في باريس يوم الثلاثاء الماضي على هامش أعمال مؤتمر "ملاحقة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا"، تحت عنوان "مناقشة الدستور السوري في محادثات جنيف"خارطة طريق واضحة لدستور جديد مع تفاصيل كاملة لصلاحيات الرئاسة ورئاسة الحكومة والحكومات المناطقية والقضاء والأجهزة الأمنية، وكيفية تشكيل المجلس النيابي، كما تتضمن بنوداً حول عملية الانتخاباب ومن يحق له المشاركة في التصويت وكيفية تشكيل لجان المراقبة ولجان الشكاوى.
وسُلمت هذه الوثيقة خلال الساعات الماضية إلى المبعوث الأممي لكي تكون ركيزة في المفاوضات السورية، كما تمّ تسليمها إلى عدد من الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية. وتتعارض وثيقة "مجموعة واشنطن" مع القرارات الدولية، لا سيما القرار 2254 الذي تطالب بتطبيقه، إذ يؤكّد هذا القرار بنصه الرسمي أن وضع الدستور الجديد هو من مسؤولية السوريين أنفسهم.
ولا تتحدث هذه الورقة، عن تشكيل هيئة حكم انتقالية ولا عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تتضمن ما هو أخطر من ذلك، ففيها إشارات عدة لتقسيم سوريا تحت مسمى اللامركزية وتشكيل حكومات مناطقية بصلاحيات كبيرة، وإلى وضع البلاد تحت وصاية مباشرة للأمم المتحدة، كما تتضمن بنوداً مباشرة تؤدي إلى إفراغ الرئاسة السورية من صلاحياتها وتحويلها إلى رئاسة فخرية.
وبحسب الوثيقة ايضا يتم تعيين رئيس الوزراء والوزراء "بطريقة لا تعتمد على موافقة الرئيس"، كما لا يحق للرئيس اصدار قرار بحل البرلمان، بينما تضمن البند الخامس تحت مسمى "لامركزية السلطة/ موازنة المصالح الاقليمية"، لم تشرح الوثيقة كيفية "موازنة المصالح الاقليمية" لكنّ الحديث في نفس البند عن منح سلطة واضحة للحكومات الإقليمية يوضح أن الهدف هو تحويل سوريا الى ما يشبه الفدرالية.
واشارت وثيقة مجموعة واشنطن الى أن الأمم المتحدة،سيكون لها قرار الفصل في كافة التفاصيل المتعلقة بوضع الدستور الجديد، فالمنظمة الدولية السيطرة الكاملة على مسار العملية السياسية ليس من خلال الحوار في جنيف فقط بل على مستوى وضع الدستور الجديد، ووضع اليد على كامل المسار الانتخابي مباشرة وعلى الارض، إنطلاقاً من وضع "اطار انتخابي لانتقال السلطة" إلى تشكيل وادارة لجان الإشراف، وصولاً الى معالجة الشكاوى خلال عملية الاقتراع.
ويتزامن نشر وثيقة مجموعة واشنطن بالتزامن مع انعقاد الجولة التاسعة من المفاوضات السورية باشراف الأمم المتحدة والتي تعقد حاليا في فيينا.