الوقت- بعد نحو شهرين من آخر تحرك كويتي معلن في إطار الوساطة لحل الأزمة الخليجية، وعلى بعد بضع أسابيع من موعد القمة الخليجية المزمعة في الكويت، قام أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بزيارة قصيرة إلى العاصمة السعودية الرياض غادر بعدها وسط غضب كويتي على الاستقبال الباهت.
لم تستغرق زيارة أمير الكويت سوى بضع ساعات على رأس وفد رسمي، وقد التقى خلالها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، في ظل غياب ولي العهد، والحاكم الفعلي، الأمير محمد بن سلمان، دون أن ترشح أي تفاصيل عن نتائج هذه الزيارة بشأن جهود حل الأزمة الخليجية.
ولم تورد وكالتا الأنباء الكويتية والسعودية أي تفاصيل عما تمخض عنه لقاء ملك السعودية بأمير الكويت، واكتفتا بالحديث عن استعراض الرجلين للعلاقات بين البلدين، ومجمل الأحداث في المنطقة، كما بحثت القضايا ذات الاهتمام المشترك.
القمة الخليجية
وتأتي زيارة أمير الكويت للسعودية ضمن مساعي بلاده لحلحلة الأزمة الخليجية التي دخلت شهرها الخامس، وذلك حتى تنجح الكويت في عقد القمة الخليجية في موعدها وبمشاركة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وفي حين يسري اعتقاد كبير داخل أروقة الخارجية الكويتية أن الأزمة ستطول لما بعد ديسمبر/ كانون الأول موعد انعقاد القمّة الخليجية، برزت 5 سيناريوهات إلى الواجهة. ففي حين يسعى أمير الكويت إلى تسريع الحوار والتنازل عن بعض الشروط الـ13 التي تمس السيادة ويرفضها هو شخصياً كما قال في مؤتمره الصحافي الأخير داخل البيت الأبيض رفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيعمد إلى تأجيل عقد المؤتمر مع إبقائه في الكويت وعدم عقد أي مؤتمر موازٍ له مع عودة الاجتماعات التنسيقية فيما يخص المشاريع الخليجية القائمة.
في المقابل، تشير مصادر سعودية إلى طرح القيادة السعودية أمام الدول الخليجية ثلاثة سيناريوهات لحل مأزق القمة الخليجية التي وإن لم تعقد في الكويت بموعدها الاعتيادي، فإن فرص تفكك مجلس التعاون قد تصبح وشيكة.
وتأتي صورة السيناريو الأول في أن تعقد القمة في الكويت بدون حضور قطري وهو ما ترفضه الكويت وعمان؛ بينما يتمثل السيناريو الثاني في أن تعقد القمة في كامب ديفيد برعاية أميركية وهو ما ترفضه الكويت أيضاً. ويأتي السيناريو الأكثر تطرفاً وهو أن تُعقد قمة خليجية مصغرة بين الدول الخليجية المحاصرة الثلاث، الإمارات والسعودية والبحرين في الرياض، ينتج عنها تأسيس مجلس تعاون خليجي جديد أو اتحاد كونفدرالي بين الدول الثلاث.
غضب كويتي
على صعيد متّصل، أثار غياب ولي العهد محمد بن سلمان عن مراسم استقبال أمير الكويت في المطار أو خلال الغداء الذي أقامه الملك، أو جلسة المباحثات بين الصباح وسلمان، أثار غضب كويتيغير مسبوق حيث عبّر روّادوسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم,
وقد عبر ناشطون كويتيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من مراسم استقبال أميرهم، حيث كان في استقباله بالرياض فيصل بن بندر، وليس العاهل السعودي أو ولي عهده محمد بن سلمان، لا سيما أن الزيارة تأتي في إطار ترتيبات عقد القمة الخليجية المقبلة كما تحدثت تقارير إعلامية.
وغرد الناشط والإعلامي الكويتي عبد الله بن محمد الصالح في حسابه على "تويتر"، غاضبا من حجم الاستقبال ومن عدم وجود حل للأزمة حتى الآن، فيما جاء على حساب "نحو الحرية" المعروف تغريدة اعتبرت مستوى الاستقبال رسالة من طرف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن الوساطة الكويتية.
استياء سعودي من الكويت
في المقابل، أوعزت صحيفة الرأي اليوم في مقال للكاتب مها بربا غياب بن سلمان للدور الكويتي في الأزمة الخليجية. فقد أوحت الصحيفة أنّ "قيادة المملكة العربية السعودية، وحسب مصادر إعلاميّة مُقرّبة من القصر، لم تكن مرتاحةً للدّور الكويتي في الأزمة الخليجيّة، والدّور الحِيادي الذي اتّسم به، وكانت تُفضّل مَوقفًا كُويتيًّا أكثر انحيازًا للدّول الأربع المُقاطِعة لدولة قطر، وعَبّر عن هذا الموقف أكثر من كاتبٍ سعودي، أبرزهم عبد الرحمن الراشد، الذي أعاد تذكير السلطات الكويتيّة بالدّور السعودي في الوقوف إلى جانبها أثناء أزمة احتلالها من قِبل القوّات العراقيّة صيف عام 1990، وقال ما مَعناه أنه لولا الدّور السعودي لما تحرّرت الكويت، وأثار هذا المقال الذي نُشر في صحيفة "الشرق الأوسط" الكثير من الجَدل والانتقاد في الصحافة الكويتيّة وحسابات المُغرّدين الكويتيين على وسائط التواصل الاجتماعي".
على صعيد منفصل، حذّر السياسي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابقـ ناصر الدويلة، من أيّ تحرّك عسكري ضدّ قطر، مؤكداً أن الدوحة اليوم أقوى عسكريا بكثير من ذي قبل، وأضاف: العمل العسكري ضد قطر من قبل دول الحصار أصبح أكثر صعوبة على الرغم من عدم استبعاده.
وقال "الدويلة" في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" إن أي عملية عسكرية ضد قطر سيكون مصيرها مثل مصير عملية "خليج الخنازير" عام 1961.
يشار إلى ان عملية "غزو خليج الخنازير" عملية عسكرية فاشلة نفذتها واشنطن 1961 لقلب نظام كوبا بقيادة فيدل كاسترو مستخدمة مرتزقة كوبيين.