الوقت - لفتت العمليات النوعية التي نفذها الجيش السوري وقوات المقاومة مؤخراً في مدينة "دير الزور" الاستراتيجية والتي أسفرت عن تحرير المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي؛ لفتت أنظار المراقبين لما تمتعت به من دقة وسرعة عالية في التنفيذ.
ويعتقد المراقبون بأن الضربات الصاروخية التي وجهتها قوات حرس الثورة الإسلامية في إيران بتاريخ 18 حزيران/يونيو 2017 والتي دكّت مواقع ومقرات تنظيم "داعش" في دير الزور وأسفرت عن مقتل الكثير من عناصره وقيادته ساهمت بشكل كبير في تمهيد الأرضية لتحرير هذه المدينة على يد الجيش السوري وقوات المقاومة المتمثلة بقوات حزب الله.
وأسفر الهجوم الصاروخي الإيراني الذي تم بإطلاق مجموعة من صواريخ أرض - أرض البعيدة المدى من طرازي "ذو الفقار" و"قيام" عن تدمير عدد كبير من مراكز إعداد السيارات المفخخة من قبل "داعش" في أطراف دير الزور بشرق سوريا.
وتتميز صواريخ "ذو الفقار" وقيام" بدقة وقدرة عالية في تدمير أهدافها، وصواريخ "ذو الفقار" التي يصل مداها إلى 700 كيلو متر هي نسخة مطوّرة عن صواريخ "فاتح 110" الباليستية الإيرانية.
ويمكن إطلاق هذه الصواريخ التي تستخدم الوقود الصلب المركب من منصات ثابتة ومتحركة، وهي مجهزة برادارات قادرة على تعقب الهدف والإفلات في نفس الوقت من الهجمات المضادة، بالإضافة إلى كونها خفيفة الوزن مما يسهل نقلها من مكان إلى آخر.
وتجدر الإشارة إلى أن صواريخ "ذو الفقار" و"قيام" قد قطعت نحو 650 كيلو متر لغرض تدمير مقرات ومواقع "داعش" في "دير الزور" وأطرافها بعد أن تم إطلاقها من داخل الأراضي الإيرانية وتحديداً من إحدى منصات الإطلاق في غرب البلاد.
وكان قائد قوات الجو فضائية في حرس الثورة الإسلامية في إيران العميد "أمیر علي حاجي زاده" قد أكد في حينها على أن قوات الحرس حرصت كثيراً على عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين السوريين عندما قررت استهداف مقرات ومواقع ومعدات "داعش" في دير الزور والمناطق المحيطة بها.
وأشار حاجي زاده إلى أن الصور والأفلام التي التقطت بواسطة طائرات بدون طيار بعد الضربة الصاروخية التي نفذتها قوات حرس الثورة ضد مواقع "داعش" في دير الزور أثبتت أن هذه الضربة قد أصابت أهدافها بدقة عالية وألحقت خسائر كبيرة في صفوف "داعش" ومقراته ومعداته.
وأشار حاجي زاده أيضاً إلى أن الطائرات الأمريكية قامت بعد أربعة دقائق فقط من تنفيذ الضربة الصاروخية لقوات حرس الثورة ضد "داعش" في دير الزور بالتحليق فوق هذه المدينة، ما يدلل على أهمية هذه الضربة بكل المقاييس العسكرية والسياسية.
ولفتت مؤسسة (Fondation pour la recherche stratégique) الفرنسية المتخصصة بالدراسات الاستراتيجية العسكرية إلى أن الضربة الصاروخية التي وجهتها قوات الحرس الثوري الإيراني لمواقع ومقرات "داعش" في دير الزور والتي ألحقت خسائر كبيرة في صفوفه ومعداته أثبتت قدرة إيران الصاروخية على ضرب أي هدف معادي وفي التوقيت الذي تختاره تبعاً للظروف التي تقتضيها التطورات الميدانية في أي بقعة في عموم المنطقة.
وتعتبر إيران اليوم من الدول القلائل التي تمتلك صواريخ باليتسية قادرة على ضرب أهدافها بدقة وقدرة تدميرية عالية. وقد نجحت حتى الآن بتصنيع واختبار أنواع كثيرة من هذه الصواريخ بينها (فائح 110 وفاتح 313) و (قدر) و(زلزال) و(فجر) و(سجّيل) و(شهاب) إلى جانب تمكنها من تطوير قدراتها الدفاعية الأخرى في كافة الصنوف الجوية والبرية والبحرية ومن بينها القنابل الذكية وطائرات الاستطلاع بدون طيار ومختلف أصناف الرادارات الحديثة، بالإضافة إلى التطور الكبير الذي حققته في مجال الحرب الإلكترونية وهو ما أشارت إليه مراراً الكثير من وسائل الإعلام الغربية والإقليمية.