الوقت- ابتكر كيميائيون من جامعة تومسك أول نسيج نانوي يوفر حماية للبشرة من المواد السامة التي قد تسبب أضرارا جسيمة أو حتى الوفاة عند ملامستها، وحصلوا على براءة اختراع.
ووفقا للمكتب الإعلامي لوزارة التعليم والعلوم الروسية، يمكن استخدام هذا النسيج في خياطة ملابس للمتخصصين في إطفاء الحرائق، والكوارث الطبيعية، وحالات الطوارئ الأخرى.
ويقول غريغوري مامونتوف، مدير مختبر بحوث المواد المسامية والامتصاص في قسم الكيمياء بالجامعة: "ينسب هذا الابتكار إلى المواد الماصة، ويعتمد على مادة منسوجة يمكن أن تكون صناعية مثل البوليستر، أو نسيجا طبيعيا كالقطن. يوفر النسيج خصائص الحماية من خلال وضع طبقة ذات بنية محددة من الدقائق النانوية البوليمرية العضوية المعدنية على القماش. لقد عملنا على ثلاثة أنواع من الدقائق النانوية، كل منها يمنح المادة خصائصه الوظيفية الخاصة".
واستخدم العلماء في النوع الأول إطارا معدنيا عضويا يحتوي على الزركونيوم، المعروف بثباته ونشاطه التحفيزي. يمنع هذا النسيج العناصر والمركبات السامة الخطرة الموجودة في الهواء من المرور، لذلك يمكن استخدام الملابس الخاصة المصنوعة من هذه المادة لحماية الجلد، مثلا لرجال الإطفاء، لأنه أثناء الحريق تنبعث مواد ضارة متعددة.
أما النوع الثاني من البوليمر، فيحتوي على النحاس، ويسمح بتركيب دقائقه النانوية على القماش، ما ينتج مادة توفر حماية ضد الفيروسات والبكتيريا، مما يتيح استخدامه في المجال الطبي، مثل صناعة الأقنعة والملابس ذات الحماية العالية من مسببات الأمراض.
ويقول مامونتوف: "بالإضافة إلى ذلك، اختبرنا بوليمر التناسق العضوي المعدني MIL-100 (Fe) المحتوي على الحديد، الذي يتميز بخصائص امتصاصية وتحفيز ضوئي، ما يجعله مناسبا لتنقية المياه، مثل إزالة الفينول".
وأظهرت الاختبارات ثبات الدقائق النانوية على سطح القماش تحت تأثير الموجات فوق الصوتية، إذ لم تتغير بنية الطبقة الوظيفية. وهذا يعني أنه يمكن استخدام هذا الابتكار ليس فقط لامتصاص المركبات السامة المتطايرة من الهواء، بل أيضا لتنقية المياه. وبفضل قدرتها على الترشيح، تلتقط قاعدة القماش الجزيئات الأكبر حجما من الملوثات، بينما يمتص المكون النانوي المركبات الضارة المذابة في الماء.