الوقت- بعدما ضاق صاحب مطعم إيطالي ذرعاً بالأطفال الذين يشاكسون زبائنه أثناء تناول الغداء، واتته فكرة لإنقاذ عملائه.
لمعت الفكرة في رأس أنطونيو فيراري، الذي يمتلك حانةً بمدينةِ بادوفا شمالي إيطاليا، والتي تقدِّم الطعام للأسر في أيام الأحد، حين لاحظ مجموعةً من 11 فرداً جالسين على طاولة بمطعمه، ومن بينهم خمسة أطفال جالسين "بمنتهى الأدب".
كافأ فيراري تلك المجموعة بحسم 5% على فاتورة الطعام، ومنح منذئذٍ نفس الحسم لأسرتين أخريين كان أطفالهما مُهذَّبِين.
قال فيراري لصحيفة الغارديان البريطانية، إنه يُقدِّر نسبة الآباء الذين لا يعرفون كيف يتحكمون بأبنائهم وقت الغداء بحوالي 30%، وإن الأطفال غالباً ما يركضون حول طاولات المطعم، ويزعجون الزبائن الآخرين، ويدفعون فريق النوادل العاملين بالمطعم لأن يحيدوا في سيرهم يميناً ويساراً كي يتجنبوا التصادم بهم.
غداء طويل
ولا يزال الغداء العائلي الطويل، الذي يمتد أحياناً إلى ثلاث ساعات، أحد الموروثات الاجتماعية الهامة التي تتعلق بتناول الطعام في إيطاليا، رغم أن ذلك صار أقل انتشاراً مما كان عليه من قبل.
وغالباً ما تتضمن الوجبة طبق مقبلات إيطالية (أنتيباستو) عادةً ما يكون طبق البروسكيتا (المصنوع من الخبز المحمص بالثوم والملح وزيت الزيتون وأحياناً شرائح الطماطم أو خضراوات أخرى) أو طبق لحم الخنزير، ثم يأتي بعد ذلك طبق المعكرونة، يتبعه طبق اللحم ثم الخضراوات.
الأسر الإيطالية غوغائية!
وعلى عكس الأطفال الفرنسيين، الذين وصفتهم الصحفية والكاتبة الأميركية باميلا دراكرمان في كتابها "تربية الأطفال"، بأنهم يجلسون إلى الطاولات بالمطاعم هادئين، بينما ينخرط آباؤهم في أحاديث الكبار، فإن الأسر الإيطالية غوغائية تماماً، حيث التصرفات الصاخبة غالباً ما يتساهل معها الآباء؛ إذ يرونها ظاهرة طبيعية لدى الأطفال.
جاهَدَ فيراري، الذي ليس لديه أطفال، في حديثه لصحيفة كوريير ديلا سيرا الإيطالية، في توضيح أن نِيَّته ليست إصدار الأحكام على الآخرين، إذ قال: "أقدِّر كم هي صعبة تربية الأطفال هذه الأيام".
إلا أنه فكَّر أن من الضروري فعل شيءٍ لكبح جماح هؤلاء الأطفال الذين يرشون الماء في مراحيض المطعم، ويزعجون الزبائن بالركض حول الطاولات.
ويتذكَّر أن بعض الآباء قالوا له إن مطعمه هو مطعم عام في الأساس، وبالتالي يمكنهم فعل أي شيء يحلو لهم، غير أنه رد عليهم قائلاً: "لكنني مسؤول عما يحدث بداخله".
وأضاف فيراري أن المجموعة التي حصلت على الخصم كانت سعيدة للغاية بالخبر، وتركت بقشيشاً بقيمة 30 يورو.