الوقت- تتوالى ردود الأفعال الداخلية والإقليمية حول جريمة اغتيال الكاتب والصحافي المناضل ناهض حتّر، حيث أدانت العديد من القوى وبأشد العبارات الحادث الإرهابي، في ظل رفض عائلة الكاتب الأردني استلام جثمانه إلا بعد محاكمة القاتل الذي ألقي القبض عليه، ومحمّلةً الحكومة الأردنية المستقيلة مسؤولية الحادث.
عضو هيئة الدفاع عن ناهض حتّر،المحامي عاكف الداوود، كشف أن هيئة الدفاع طلبت من الأجهزة الأمنية توفير حماية لحتّر وعائلته بعد خروجه من السجن، لكن الأجهزة الأمنية رفضت ذلك بشكل واضح.
وأوضح المحامي أن من قام باغتيال حتّر اعترف بانتمائه للتيار السلفي، لكنه نفى وجود ارتباط له بأي جماعة متطرفة، وأنه غير نادم على ما اقترفه، وأضاف: إن هيئة الدفاع عن حتر تحضّر لملف قانوني يشمل كل من قام بالتحريض على حتر.
إدانات داخلية
الحكومة الأردنية ندّدت بما اعتبرتها "جريمة نكراء". وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن "الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنيّة عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء".
وأضاف المومني أن "اليد التي امتدّت إلى الكاتب المرحوم حتر ستلقى القصاص العادل حتّى تكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة".
كذلك دان نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر صباح اليوم، مستنكرا فعلة مجرم حاقد أطلق رصاصاته لسبب يقتصر على "اختلاف وجهات النظر".وطالب المومني،بمحاسبة وإيقاع أقصى العقوبات بحق مرتكب الجريمة، داعيا مختلف الحكومات إلى التنبه لمثل هؤلاء الأشخاص حاملي الفكر المتطرف.وقال المومني إن "المجتمع الأردني معروف بتسامحه مع مختلف الأطياف وتسامحه وتعايشه مع مختلف الأديان، حيث يمثل حالة فريدة بين دول المنطقة كافة.
من جهتها , استنكرت دائرة الإفتاء جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر، مؤكدة أن الدين الإسلامي بريء من هذه الجريمة البشعة، ويمنع الاعتداء على النفس الإنسانية ذلك أنه دين الرحمة والعدل والتسامح.وقالت دائرة الافتاء في بيان إن الإسلام يحرّم على أي شخص أن ينصب نفسه حاكماً أو قاضياً يحاسب الناس، لما يؤدي ذلك إلى الفوضى وإفساد المجتمع وإيقاع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد.
بدورها، دانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مقتل حتر. وقال الناطق باسم الجماعة بادي الرفايعة في بيان إن الجماعة "تستنكر هذا الاعتداء والطريقة البشعة التي جرت فيها". وأضاف "نحذر من إثارة الفتنة وندعو الجميع في وطننا الغالي للحفاظ على أمنه واستقراره".
إدانات إقليمية
على الصعيد الإقليمي، أصدر حزب الله بياناً أدان في العملية، وقد جاء في نصّ البيان: يدين حزب الله جريمة اغتيال الكاتب والصحافي ناهض حتّر، الذي كان مناضلاً كبيراً في مواجهة المشروع الصهيوني ومدافعاً عن القضية الفلسطينية وعن محور المقاومة الذي يتصدى لهذا المشروع وينتصر لهذه القضية، كما كان بحق صوتاً شجاعاً ومدوياً في مناهضة حركة التكفير والإلغاء والإقصاء والإبادة.
إن حزب الله، إذ يتقدّم بأحر التعازي من عائلة الأستاذ حتّر وأصدقائه ورفاقه، فإنه يدعو السلطات الأردنية إلى إنزال أقصى العقوبات بمرتكبيها ومن يقف وراءهم، كي يبقى للكلمة الحرة مكانتها في هذه المنطقة، وكي يوقن أعداء حرية الرأي أنهم لن يفلتوا من عقاب الأرض، وهم الذين ينتظرهم عقاب السماء.
من جانبها، اعتبرت القيادة القطرية لحزب "البعث العربي الإشتراكي" برئاسة الأمين القطري النائب عاصم قانصوه في بيان أن "اغتيال الكاتب والمفكر الشهيد ناهض حتر، ليس اغتيالا شخصيا، إنما محاولة لاغتيال الصوت القومي العروبي، الذي ينادي بوحدة الأمة، والتوحد حول مشروع المقاومة، الذي أثبت انه الخيار الوحيد لإستعادة الأرض وحفظ الكرامة".
واستنكرت "عملية الاغتيال التي يقف وراءها العدو الصهيوني وأدواته التكفيرية، الذين لا يستطيعون تحمل مثل هذه الأصوات، لأنها ترفع من منسوب القلق، الذي يعيشه هذا العدو، والذي يتعاظم بشكل يومي مع ازدياد محور المقاومة قوة ومنعة".
من جهتها، أعربت "جبهة التحرير الفلسطينية"، في بيان لها، عن ألمها وحزنها لـ"الجريمة النكراء التي طالت الكاتب الصحفي ناهض حتر"، ورأت أن "أيادي الظلامية السوداء الغادرة المجرمة" التي اغتالته "كانت تهدف من وراء جريمتها البشعة النكراء، إلى منع حرية الرأي والتعبير وإسكات الكلمة الشجاعة".
بدوره، دان الحزب "السوري القومي الاجتماعي" جريمة الاغتيال وصنّف الحادثة في بيان على أنها تقع "في خانة الأعمال الارهابية، التي تنقاد بغريزة التطرف والاجرام"، واعتبر أن "هذا الاغتيال استهدف المناضل حتر، لأنه التزم خيار المقاومة ضد العدو الصهيوني، وضد قوى الارهاب والتطرف وآمن بالفكرة المشرقية، وسخر نضاله وقلمه لهذه الغاية ولنصرة الحق والحرية".
في السياق ذاته، أصدر المكتب الثقافي لحركة النهضة التونسية، بيانا يدين قفيه اغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر, بنفس الدرجة التي يدين فيه الاستهتار بالثوابت و المقدسات
و دعت الحركة إلى الرحابة والسماحة والإحترام والتعايش بين أفراد ومكونات المجتمع الواحد والثقافة الواحدة.
ولازالات ردود الأفعال تتوالى بالصدور مستنكرةً مبدأ العقاب بصورة فردية، ومحذرةً من أن يكون هذا الحادث بداية لفتنة طائفية.