الوقت- قتل الكاتب والنّاشط السّياسي الأردني ناهض حتر برصاصٍ أطلقه شخصٌ تمّ إلقاء القبض عليه أمام قصر العدل في العاصمة الأردنيّة عمّان.
وأفادت وكالة "بترا" الأردنيّة بأنّ حتر قتل بثلاث رصاصات، مؤكّدةً أنّ التّحقيقات جارية.
وكانت السّلطات الأردنيّة أفرجت عن حتر، الّذي تعرّض في العام 1998 لمحاولة اغتيال، في الثامن من شهر أيلول الحالي مقابل كفالة مالية بعد نحو شهرٍ على توقيفه في 13 آب بعد نشره رسمًا كاريكاتوريًّا عبر صفحته على موقع التّواصل الاجتماعي "فايسبوك" اعتُبر "مسيئًا للذّات الإلهيّة". وكان رئيس الوزراء هاني الملقي طلب من وزير الداخلية سلامة حماد استدعاء حتر واتّخاذ الإجراءات القانونية بحقه لنشره "مادة تمسّ الذّات الإلهية".
ووجّه يومها مدعي عام عمّان إلى حتر تهمتي "إثارة النّعرات المذهبية" و"إهانة المعتقد الديني"، وتمّ إعلان حظر النشر في القضية. ونفى حتر حينها ما اتّهم به مؤكداً أنه "غير مذنب".
وكانت عقوبة أي من التهمتين المسندتين لحتر قد تصل، في حال إدانته، إلى الحبس لثلاث سنوات.
والرّسم الكاريكاتوري الّذي أحدث حالةً من الغضب كان بعنوان "ربّ الدّواعش". لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعد أن أكّد أنّ الرسم "يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للربّ والجنة، ولا يمسّ الذّات الإلهيّة لا من قريبٍ ولا من بعيد، بل هو تنزيهٌ لمفهوم الألوهة عمّا يروّجه الإرهابيّون".
وقال، قبل أن يغلق صفحته الشخصية، إنّ "الذين غضبوا من هذا الرّسم نوعان: أناسٌ طيّبون لم يفهموا المقصود بأنه سخرية من الإرهابيين وتنزيه للذات الإلهية عما يتخيل العقل الإرهابي، وهؤلاء موضع احترامي وتقديري، والنّوع الثّاني "إخونج داعشيون يحملون الخيال المريض نفسه لعلاقة الإنسان بالذّات الإلهية. وهؤلاء استغلّوا الرسم لتصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بما يزعمون".
ويأتي الاغتيال في وقتٍ تعيش الأردن حالة أجواْء متوتّرة بسبب الانتخابات النّيابيّة التي يشارك فيها "الإخوان المسلمون" بعد مقاطعتها في السّابق.
وحتر كاتب وصحافي يساري أردني خرّيج "الجامعة الأردنيّة"، قسم علم الاجتماع والفلسفة، وحاصلٌ على ماجستر فلسفة في الفكر السّلفي المعاصر. سُجن لمرّاتٍ عدّة في الأعوام 1977 و1979 و1996. وبعد تعرّضه لمحاولة اغتيال في العام 1998، غادر حتر الأردن ليقيم في لبنان، ليعودَ بعدها إلى بلده الأم.
له مؤلّفات عدّة، أبرزها: "في نقد الليبرالية الجديدة، الليبرالية ضد الديموقراطية"، "وقائع الصّراع الاجتماعي في الأردن في التّسعينيات"، "المقاومة اللّبنانيّة تقرع أبواب التّاريخ"، "الملك حسين بقلم يساري أردني"، "العراق ومأزق المشروع الإمبراطوري الأميركي".