الوقت- في تقدم نوعي وكمي كبير، ومتابعة لسلسة النجاحات التي يحققها في حلب، أعلن الجيش السوري إكمال سيطرته على حي بني زيد الذي كان يعد أحد أهم معاقل تنظيم "جبهة النصرة" في حلب، والواقع في شمال المدينة.
وأكد مصدر عسكري سوري، بحسب سانا، استكمال وحدات الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة عملياتها العسكرية لتأمين حلب والسيطرة على حي بني زيد بالكامل، وتابع المصدر أن وحدات الهندسة قامت بإزالة المفخخات والعبوات من الساحات والشوارع في الحي، مبينا أن عمليات تأمين حلب أسفرت عن السيطرة على كراجات عفرين والسكن الشبابي وجميع كتل الأبنية والمعامل في الليرمون الواقعة على الأطراف الشمالية لمدينة حلب.
وقال المصدر إن وحدات الجيش "تتابع عملياتها في مطاردة فلول الإرهابيين الفارين من حي بني زيد، وسط انهيار كبير في معنوياتهم وتبادل الاتهامات فيما بينهم وتسليم عشرات المسلحين أنفسهم وأسلحتهم طلبا لتسوية أوضاعهم".
ويقع حي بني زيد، عند مدخل الريف الشمالي لمدينة حلب، و يتوسط حي بني زيد، أحياءَ السبيل و شيحان والخالدية جنوباً، أجزاء من حي الأشرفية شرقاً، وحي الشيخ مقصود من الجهة الشمالية الشرقية الخاضعَ لسيطرة “وحدات الحماية الكردية”، كما تحدّه، شمالاً، ضهرة عبد ربه ومنها إلى حريتان.
وتكمن أهمية السيطرة على حي بني زيد في النقاط التالية:
- الحد من القصف العشوائي للفصائل المسلحة من الحي السالف ذكره باتجاه أحياء: “السبيل”، “الشيخ مقصود”، “الأشرفية”، “السريان الجديدة”، “السريان القديمة”، محيط “جامع الرحمن”، و”شارع تشرين”، فضلاً عن عدد من الأحياء الأخرى القريبة، ما يمنح رقعة أمان أوسع في المنطقة.
- قطع الشريان الحيوي الوحيد المتبقي لمسلحي الأحياء الشرقية لحلب الذي كانت تَعبُر من خلاله إمداداتهم بخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار قرب الحي من ضهرة عبد ربه ومنها إلى مدينة حريتان خط امداد المسلحين عبر ريف ادلب ومنه إلى الحدود التركية.
- منح إمكانيةِ تنسيق أكبر بين الجيش السوري والوحدات الكردية في حي الشيخ مقصود تمهيداً لفتح جبهة جديدة من الأخير باتجاه معامل الشقيف ومخيم حندرات.
- إبعاد خط التماس مع الجماعات المسلحة إلى خارج الحدود الشمالية لمدينة حلب لتصبح على تماس مع الريف الشمالي.
وكان حي بني زيد وَقَع تحت سيطرة المجموعات المسلحة، في منتصف شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 2012، بعدما دخله مسلحو ما كان يعرف سابقاً بـ لواء شهداء بدر بزعامة المدعو "خالد الحياني"، قبل أن يقتل الأخير برصاص قنص الجيش السوري العام الماضي خلال اشتباكات في المنطقة. كما تداعت إلى حي“بني زيدفصائل مسلحة أخرى وهي: “الفرقة 16 -الجيش الحر (لواء شهداء بدر سابقاً)، جيش المجاهدين، حركة نور الدين الزنكي، فصائل من الجبهة الشامية، تجمع (استقم كما أمرت).
الى ذلك تقدمت الوحدات الكردية في السكن الشبابي بحي الأشرفية، في ظل دخول الجيش السوري من 3 محاور مخيم حندرات بشمال حلب، وتفكك دفاعات "النصرة" و"نور الدين الزنكي" وبدء انسحاب المسلحين.
وبالتوازي مع التقدم الكبير للجيش السوري في مدينة حلب، دعا الرئيس السوري بشار الأسد جميع أبناء الشعب السوري للوقوف صفاً واحداً مع الجيش السوري المصمّم على استئصال الإرهاب، مؤكداً أن المصالحة الوطنية هي الطريق الأنسب لوضع حدّ لما يعصف بالبلد من عنف وقتل ودمار.
وفي بيان صادر عن الرئاسة السورية، قال الرئيس الأسد "اليوم وبعد أن غدا واضحاً للجميع أخطار هذا الاستهداف لوطننا، فإن السيد الرئيس يدعو الجميع للعودة إلى حضن الوطن وإلقاء السلاح، وسيجدون أن سورية، كما كانت دائماً، هي الأم الحاضنة للجميع، والحانية عليهم، والحريصة على أمنهم وأمانهم ومستقبل أجيالهم، وبذلك يمكن لنا جميعاً أن نعود إلى الأمن والأمان الذي طالما كنا نفاخر به العالم".
وفي سياق متصل، اقدمت مجموعات بما يسمى "الفرقة 16/ الجيش الحر" بتسليم نفسها للجيش السوري في حي بني زيد ومحيط دوار الليرمون شمال حلب، واشترطت تلك المجموعات بـ "عدم الظهور على الإعلام"خوفاً من ان تقوم جبهة النصرة الارهابية يقتل أقاربهم وعائلات البعض منهم.
وفي وقت سابق انسحبت أعداد كبيرة من المسلحين من معامل الليرمون وبني زيد باتجاه الريف الغربي لحلب سيرا على الأقدام لعدم وجود عربات تقلهم بسبب إطباق الحصار عليهم على محوري الكاستيلو والليرمون.
الى ذلك أكدت تنسيقيات المسلحين في حلب مقتل المدعو "عمار شعبان" القائد العسكري لما يسمى"حركة نور الدين الزنكي" في قطاع حلب خلال المعارك ضد الجيش السوري على جبهة حندرات بريف حلب الشمالي.
وتعرف حركة نور الدين الزنكي في أوساط مسلحي حلب وريفها على أنها تركية الهوى والتمويل، ومتقلبة في علاقاتها مع الجماعات الأخرى، حيث دخلت بالعديد من التحالفات، وانسحبت منها، واستقرت مؤخراً على علاقة طيبة مع الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة في الشام (جبهة النصرة)، وحملت حركة نور الدين الزنكي السلاح ضد الدولة السورية منذ بدايات الأحداث عام 2011، وبدأت نشاطها بالريف الغربي لحلب وتحديداً في قرية قبتان الجبل، وقادها منذ ذلك الحين، المدعو "توفيق شهاب الدين"، المعروف بميوله التكفيرية.
ويأتي هذا التقدم للجيش السوري بعد أن تمكن من محاصرة معاقل المسلحين في أحياء شمال شرق حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، وتحركات الجيش في مزارع الملاح وطريق الكاستيلو والليرمون، وبعد قطع الدعم اللوجستي الذي كان المسلحون يتلقونه من الأراضي التركية. وبمرور 24 ساعة، ألقت خلالها طائرات سورية منشورات في تلك الأحياء تدعو المدنيين إلى عدم التعاون مع المسلحين، بدأ المسلحون بالخروج من تلك الأحياء بممرات فتحها الجيش.
اضغط على الخريطة لمشاهدتها بدقة عالية