الوقت – تستغل تركيا الخلافات الموجودة بين صفوف قوات سوريا الديمقراطية (تحالف مدعوم من امريكا) من اجل ايجاد تحالف جديد يضم بعض القوات العربية والكردية يبعد خطر الاكراد الانفصاليين عن المناطق السورية الحدودية مع تركيا.
وقد حدثت اشتباكات مؤخرا بين جماعة "لواء ثوار الرقة" (جماعة تابعة للجيش الحر التحقت بقوات سوريا الديقراطية من اجل محاربة داعش) وبين الوحدات الكردية في المعبر الحدودي لمدينة تل ابيض السورية الواقعة قرب الحدود التركية ادت الى مقتل وجرح عدد من عناصر الجانبين.
وفي اليومين الاخيرين جرت اشتباكات متقطعة بين هاتين الجماعتين في مدينتي تل ابيض وعين عيسى بسبب الخلاف حول من يتولى قيادة المعارك ورفع الاعلام وقيام قوات سوريا الديمقراطية بالتمييز بين العناصر الكردية والعناصر العربية علما بأن الوحدات الكردية المنتمية الى حزب الاتحاد الديمقراطي تعمل تحت امرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقد ادت هذه الخلافات الى حدوث مواجهات بين الجماعات المسلحة مع الوحدات الكردية وهناك معلومات خاصة تفيد بأن قادة الجماعات المسلحة وبدعوة من قائد جماعة "بركان الفرات" العقيد عبدالجبار العكيدي سيعقدون اجتماعا في مدينة غازي عنتاب التركية من اجل ان يشكلوا هناك غرفة عمليات ريف حلب الشمالي.
وستحظى غرفة عمليات الجماعات المسلحة العربية بالدعم التركي اللازم من اجل مواجهة تقدم وانتشار نفوذ الوحدات الكردية في منطقة شمال حلب والذي يغيظ تركيا، وتتهم هذه الجماعات الوحدات الكردية بانها تجبر السكان العرب في القرى بترك منازلها والنزوح بذرائع واهية مثل الحرب مع داعش او الطلب من الشبان الانضمام الى صفوف الوحدات الكردية في حال عدم ترك قراهم.
وتقول مصادر مطلعة ان العكيدي دعا 19 جماعة مسلحة لحضور اجتماع تركيا ومنها لواء التوحيد التابعة لجماعة الاخوان المسلمين وجماعة كتيبة الحرية وجماعة كتيبة صلاح الدين وهما تنتميان للمجالس الكردية الوطنية التي تتلقى اوامرها من الحكومة التركية.
ويعتبر المجلس الوطني الكردي احد الاحزاب المعارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقوده صالح مسلم ومن المعلوم ان التحالف الارهابي الجديد الذي من المقرر تشكيله في الاجتماع المقرب في تركيا هو أداة اردوغان لمواجهة خطر تشكيل اقليم كردي مستقل او شبه مستقل في شمالي سوريا.
وحسب المعلومات المتوفرة سيتعهد النظام التركي للمشاركين في هذا الاجتماع بوضع ادوات عسكرية مختلفة تحت تصرفهم ليشكلوا جبهة ضغط على مناطق انتشار داعش وليسعوا الى السيطرة على المناطق المحاذية للشريط الحدودي ويبعدوا بالتالي شبح التواجد الكردي في المناطق الحدودية ولذلك يمكن القول ان انقرة تريد الاصطياد في الماء العكر لتشتيت صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
ومن جهة اخرى افادت مصادر محلية ان الوحدات الكردية سلمت الثلاثاء جثث 47 من قتلاه الى عائلاتهم في المناطق المختلفة من محافظة الحسكة وكان هؤلاء القتلى قد سقطوا في الاشتباكات التي حدثت في الايام الثلاثة الاخيرة في مدينة منبج في ريف حلب الشرقي.
وقد اعلنت مصادر ميدانية ان الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش في حي السراب وشارع الرابطة لم تكن عنيفة ولم تشهد تطورات كبيرة لكن هذه المنطقة السكنية تعرضت خلال اليومين الماضيين الى غارات جوية عنيفة للتحالف الامريكي وهجمات مدفعية لما يسمى بالقوات الديمقراطية ادت الى مقتل 12 مدنيا.
وقد بدأت عمليات قوات سوريا الديمقراطية منذ 24 ابريل الماضي في شمال شرق حلب ورغم محاصرة مدينة منبج منذ 55 يوما لكن القوات الديمقراطية لم تستطع دخول المدينة فيما يعارض داعش اخلاء المدينة.